23 ديسمبر، 2024 11:42 ص

الامل سر الحياة كأنك تعيش أبداً

الامل سر الحياة كأنك تعيش أبداً

لاشك أن الكسل مرفوض والطموح مطلوب، بشرط ان يكون مخطط له . ومن أهم الأمور أن نضع لانفسنا ما يسمى أهدافًا مرحلية صغيرة مقدورة متدرجة لكي نصل الى اهداف اكبر واوسع . ويبقى الأمل سر الحياة والوجود نعم لن نستسلم فالهزيمة في فقدانه ،الأمل ضوء يهدينا الى طريق الصواب و ينير كل الدروب مادام في قلوبنا أمل ، سنحقق الحلم ، سنمضي الى الأمام ، لن تقف في دروبنا الصعاب لندخل في سباق الحياة ونحقق الفوز بعزمنا . ولولا الأمل لما تحققت كل الإنجازات التي وصلت إليها البشرية، وذلك لأن المخترع لم يتمكن من تحقيق إنجازه من أول مرة في أغلب الأحيان، وإنما يحاول تحقيقه مرة بعد مرة دون يأس أو ملل، ولذلك قال الطغرائي (الوزير الشاعر:
ولا تيأسنْ من صنـع ربك إنه     ضمين بأن الله سوف يُديـل
فإن الليـالي إذ يـزول نعيمها     تبشـر أن النـائبات تـزول
ألم تر أن الليـل بعد ظلامـه      عليه لإسـفار الصبـاح دليل
الأمل لابد منه لتحقيق التقدم في كل المجالات ، فلولا الأمل ما شيدت الحضارات ولا تقدمت العلوم والاختراعات ،ولا نهضت الأمم من كبوات تصيبها ،ولا سرت دعوة إصلاح في المجتمعات.
الأمل يُنَمِّي الطموح والإرادة، واليأس يقتلهما.فليحرص الانسان على الأمل في كل جوانب حياته، ولْيتمسك به مقدار تمسكه بالحياة، ولا يستسلم لليأس والقنوط ابداً أملنا هو الدافع الذي يعطي للحياة الاستمرارية ، وهو البصيص الذي يُضيء دربنا لحياة أجمل وأرقى ، يسكن قلوبنا ويُحرك السعادة فيها ، وينفض غبار الحزن والألم والكآبة واليأس التي تركها الزمن في نفس كل فرد ظننا إن الأمل يمكن إن يظل مفقود إلى الأبد .
أملٌ يُعطي التفاؤل الذي يدفع بالفرد نحو التمسك بالحياة من جديد، راسمًا بسمةٍ على الشفاه، ناسياً معناه في وقت اليأس والإحباط والغدر. فاليأس والاستسلام ليست من شيمنا ، بسمة أمـــل تجول في خواطرنا نتنفسها كالعشق ولا تفارقنا لحظة  .ولكن ليس كلما يرده القلب تصل اليه :وكما قال الشاعر          
       وكم من عروس زيّنوها لزوجـهـا *** وقد قبضت أرواحهما ليـلة القـدر
       وكم من صغار يُرتجى طول عمرهم *** وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبـر
      وكم من صحيح مات من غير علّـة    *** وكم من سقيم عاش حينا من الدّهر
اعمل لدنياك كانك تعيش ابداً ، تعبير رائع جدا!.. فالمؤمن يستثمر كل ما لديه من طاقات وقدرات، لتثبيت دعائم الحياة المادية.. والمؤمن من اهتماماته في الدنيا، أن يجمع مالا وفيرا، ليوقف بها أمرا ماديا فهو حق لك و عليك ان لا تضعف ولا تياس اذا تأخر عنك المال ، لاتجعل الحزن يستحوذ على خيوط الأمــل الذي في داخلك ، أعطي لنفسك بالحياة فرصة أمــل ، بعد كل غروب تشرق شمس الأمل ، ابدأ يومك الجديد دع طريق الأمــل امامك فلا تتراجع ،الأمل هي تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، إلا أنها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة فنرجوا ان يكون لنا امل فى الحياة لأنه أفضل من اليأس فالناس معادن.. تصدأ بالملل، و تتمدد بالأمل، و تنكمش بالألم . والثقة بالله أزكى أمل، واعمل لاخرتك كانك تموت غداً والتوكل عليه أوفى عمل. نحنُ داَئماً رهنُ الأقداَر ولَكن لاَبد مِن أن لا نَستسلم لاَبد مِن التفاُؤل ولنَدع قُلوبُنا تحُب مًن يَستحقُ الحُب فَلنبحث عَن السعاَدة فَهى قَريبة ولا نراها ونغمض أعيُننا عَن الأحزًان ، لان الانسان في حالة الاستسلامه لليأس، دون ان يحرك عقله سيبقى خاليا من قدراته الفكرية والمعنوية، قد يصل الى حالة من الانكسار، فيكون عندها بلا قيمة انتاجية او ابداعية، عالة على المجتمع لذلك حتى نعيش حياة متحركة منتِجة متفاعلة، نحتاج الى الفكر المنتِج المتحرك، “والانتظار” محاولة صنعها الانسان حتى يحرّك افكاره، وتتولد لديه رغبة دائمة بالتجديد والأمل المستدام، ويندفع الى الابتكار والتغيير نحو الأفضل دائما، وينحو بقوة الى تحسين الحياة، يحدث هذا عندما ننتظر شيئا إيجابيا بإمكانه أن يغير حياتنا ويجعلها أفضل، فيزرع الأمل في النفوس والعقول، ويجعلها اكثر استعدادا للتغيير، وهذا يشكل ركنا أساسيا من أركان نجاح الفرد والمجتمع. جددّ علينا ان نحي الأمل داخلنا ونجعلهُ دومًا ربيعًا دائمًا ولا تدعْ اليأس يعشعش في داخلنا، لأننا سنتعب كثيراً ونفقد قوانا. فكل ما علينا أن نفعلهُ هو أن نطرد ونشطب كل الكلمات السلبية والمُحبطة من داخلنا مثل:” أن نصنع المُستحيل، أن نبدع، أن نكون طموحين”.  فالإنسان لا يهنئ بحياة سعيدة بدون أمل وهدف وأحلام ومشروعات كثيرة مُتزاحمة في الأذهان، يحلم ويؤمن بتحقيقها والوصول إليها في حاضره ومستقبلهِ المجهول، رغم كل المصاعب التي من المُمكن إن تعترض طريقهُ، وتحدهُ عن دربهِ وقال الشاعر:    
  أُعَلِّلُ النَّفــْسَ بـالآمــال أَرْقُـبُــها ***  ما أَضْيَقَ الْعَيْـشَ لولا فُسْحَة الأمل
فالإنسان يصبر على ضيق العيش في الدنيا على أمل أن يفرج الله همومه، ويوسع عليه، ولولا ذلك لضاق الإنسان بمعيشته، يقول الله -سبحانه-: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) 87 يوسف
بعض الناس يعتقد أن الغنى الحقيقي هو غنى الأموال والمناصب والوجاهات , وينسى أن كثيرا من الناس يملكون من الدنيا كثيرا لكنهم فقراء النفس ومساكين القلب , فقد أعمى الطمع قلوبهم قبل أعينهم عن مصدر السعادة والغنى الحقيقي , ألا وهو غنى القلب والرضا وسكينة النفس .
لا خير في اليأس، كُلُّ الخير في الأمل واَصْلُ الشجـاعـةِ والإقدام ِفي الانسانِ لا ييأس من رحمة الله؛ لأن الأمل في عفوالله هو الذي يدفع إلى التوبة واتباع صراط الله المستقيم، وقد حث الله -عز وجل- على ذلك، ونهى عن اليأس والقنوط من رحمته ومغفرته، فقال تعالى:
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفورالرحيم)  [الزمر: 53
مازال الوقت امامنا طويلاً و في غاية الاهمية ونحتاج التركيز على إيجابياته وصقلها ونتغافل عن سلبياته كي لا يتم تعزيزه في الذات فنفشل , فيما اذا صعب علينا في البداية ان نجد الايجابيات علينا البحث عن القناعة بما اتانا به الله ،فلا يوجد من هو احن من الله علينا . والرضا بما قسمه لنا امر عظيم ، و النظر في شأن الدنيا لمن هو أقل منا، وفي شأن الآخرة لمن هم أعلى منا وهذا لا ينافي الطموح المدروس، والأهداف المعقولة الممكنة، المقدور عليها، حتى وإن كانت بعيدة بعض الشيء، علينا ان لا نقُلْ أنَّنا لم نعُدْ نتحَمَّل .. لأنَّنا فقدنا طاقة إيماننا، وقدرتنا على التحدِّي والصُّمود، ولم يبقَّ لنا سلاحٌ نحارب به خصومنا، فنشعر أنَّ لا خلاص لنا من هذه الخطوب المتتالية والمِحن الشَّديدة، ويُلِحُّ علينا التفكير حتى نصل إلى مرحلة الاستسلام والخنوع، فنفقد صبرنا، واتِّزاننا، وحكمتنا، ونصاب بالغفلة . لا نحاول ان  نعيد حساب الأمس وما خسرنا فيه…فالعمر حين تسقط اوراقه لن يعود مرة اخرى….ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت اوراق اخرى ….فانظر الى تلك الأوراق التي تغطي وجه السماء…