23 ديسمبر، 2024 12:11 م

الامكانيات و الاحتمالات والسيتاريوهات المعدة والقائمة لكرسي الرئاسة الامريكية بعد أصابة ترامب بالكرونا

الامكانيات و الاحتمالات والسيتاريوهات المعدة والقائمة لكرسي الرئاسة الامريكية بعد أصابة ترامب بالكرونا

قبل شهر من الانتخابات الرئاسية

– متى يمكن أن ينوب نائب الرئيس الأمريكي عن الرئيس؟ في حالة الموت أو الاستقالة أو العجز عن أداء مهامه.
– هل كان ترامب ملتزماً بتدابير الحماية من كورونا؟ كان يسخر من الكمامة ولا يكترث بها.
– أين سيكون ترامب في فترة الحجر الصحي؟ في منزله داخل البيت الأبيض.
جاء نبأ إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا المستجد مفاجئاً في ظل حملة انتخابية رئاسية يطمح فيها مرشح الحزب الجمهوري للتجديد لولاية ثانية تضمن بقاءه أربع سنوات أخرى في البيت الأبيض.

وكانت صدفة إصابة ترامب خيراً من ألف ميعاد؛ لأن توقيتها حساس جداً، في ظل أزمة كبرى تواجه الولايات المتحدة بعد تفشي وباء كورونا وسياسة الإغلاق التي أثرت بشكل كبير على الاقتصادين الأمريكي والعالمي، ومحاولات الرئيس الأمريكي إقناع ناخبيه بأنه اقترب من طي صفحة كورونا عبر لقاح ينتشر تزامناً مع الانتخابات الأمريكية.

وفي وسط هذه المعركة التي سيخوضها ترامب مع الفيروس التاجي، والتي ستقلل من فرص خروجه إلى ساحات المعارك الانتخابية لمدة 14 يوماً بأقل تقدير، تثار تساؤلات حول السيناريوهات المتوقعة بحال تأزمت حالته، ومن سينوب عنه، وهل من الممكن تأجيل الانتخابات المقبلة المقررة إقامتها في الـ3 من نوفمبر القادم؟

من ينوب عن ترامب؟

كتب الرئيس الأمريكي لشعبه كما عودهم بشكل يومي على حسابه بموقع “تويتر”، في 2 أكتوبر 2020، أنه مصاب وزوجته بفيروس كورونا، مؤكداً أنهما بخير وسيدخلان في حجر صحي (لم تُحدد مدته)، كما شدد على استمراره بأداء مهامه.

طبيب ترامب الخاص شون كونلي، أوضح بعد انتشار الخبر مباشرة أن “كليهما بخير في الوقت الراهن، ويعتزمان البقاء في المنزل في البيت الأبيض خلال فترة الحجر الصحي”، مضيفاً أن ترامب سيواصل أداء واجباته دون انقطاع من المكتب البيضاوي.

ويمتنع الرئيس إلى حد كبير عن ارتداء الكمامة، وينتقد من يفعلون ذلك، ويقول المتخصصون في الصحة العامة إن ارتداء الكمامة أمر بالغ الأهمية لمنع انتشار الفيروس.

وفي أول مناظرة رئاسية بين ترامب ومنافسه الديمقراطي جون بايدن سخر منه قبل يومين فقط من إعلان إصابته قائلاً: “أنا لا أرتدي الكمامة إلا عند الحاجة، أمتلك واحدة في جيبي، أما بايدن فيرتديها كل الوقت، ولديه أكبر كمامة رأيتها في حياتي”.

عدم التزام ترامب ومن ثم إصابته يضعه في موقف محرج صحياً، حيث قالت الطبيبة آني ريميون، في حديث لقناة “CNN” المحلية: إن الرئيس ترامب “يقع ضمن فئة عالية المخاطر من المصابين بفيروس كورونا.. إنه كبير في السن ويعاني من زيادة في الوزن إلى حد ما، ولا نعلم إن كانت لديه أي حالة (صحية) أخرى سابقة أم لا”.

وشددت الطبيبة على أن “الأهم أن ترامب من ضمن الفئة العمرية التي لديها خطر الإصابة الشديدة بفيروس (كوفيد-19)، لذلك فإن الأمر مقلق للغاية”.

إصابة الرئيس وسيناريو تطور حالته نحو الأسوأ، خاصة أنه يبلغ 73 عاماً من العمر، يفتح الباب واسعاً حول تحركات سياسية أمريكية لنقل مهامه مؤقتاً لنائبه مايك بنس، وفق الدستور الأمريكي.

وينص الدستور الأمريكي على أنه يحل نائب الرئيس مكان الرئيس في حال توفي أو استقال أو عجز عن أداء مهامة لمرض ما.

كما يعد نائب الرئيس رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي، ويحق له التصويت في حالة وجود تعادل في الأصوات، وكذلك يترأس الجلسات المشتركة للكونغرس بين مجلسي الشيوخ والنواب.

وفي مثل هذه الظروف تولى تسعة نواب للرئيس منصب الرئاسة، كان آخرهم ليندون جونسون، بعد اغتيال جون كينيدي وجيرالد فورد بعد استقالة ريتشارد نيكسون جراء فضيحة ووترغيت.

وفي حال تم فحص مايك بنس نائب الرئيس الحالي وأعلنت إصابته بفيروس كورونا، وعجز كذلك عن أداء مهامه ينتقل الحكم لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي (زعيمة الأغلبية الديمقراطية بالكونغرس).

ولكن كل تلك مجرد تكهنات متوقعة لا يمكن البت بها في ظل استقرار وضع الرئيس ترامب في حجره الصحي.

ماذا عن الحملة الانتخابية؟

الأمر الآخر الذي سيواجه ترامب مصاعب جمة فيه هو حملته الانتخابية التي ستتعطل في الفترة الحالية، خاصة أن تأجيل الانتخابات الأمريكية ليس مطروحاً في الوقت الحالي.

ومنذ بدء تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة نالت إدارة ترامب كماً هائلاً من النقد بسبب سياسة تعاملها مع الملف الأبرز في عام 2020 محلياً وعالمياً، خاصة مع إصابة 7.5 مليون حالة، توفي منهم أكثر من 212 ألف حالة، وشفي ما يزيد عن 4.7 ملايين حالة (حتى تاريخ 2 أكتوبر 2020).

الانتقادات لترامب لم تكن فقط من خصومه الديمقراطيين، بل من أعضاء في الكونغرس يتبعون للحزب الجمهوري، بالإضافة لعلماء وأطباء.

ولم يكن كورونا مصيبة عادية على كل الإنجازات التي كان يتفاخر بها ترامب طيلة 4 سنوات من حكمه، مع مئات آلاف الوظائف الجديدة التي أمنها للأمريكيين، وصفقات السلاح الكبرى التي باعها لدول الشرق الأوسط، مع الضرائب والرسوم المفاجئة التي فرضت على حلفاء ومنافسين دوليين لجلب المزيد من الأموال للخزينة الأمريكية.

كل ذلك كان تهاوى مع الإغلاق الاقتصادي الإجباري الذي فرض نفسه مع بدء تفشي الفيروس، وإصابة ملايين الأمريكيين بالوباء، فضلاً عن الوفيات، وخسارة مئات الآلاف لوظائفهم.

هذه التحديات جعلت سباق الانتخابات معركة حامية الوطيس بين ترامب وخصمه بايدن، الذي يؤكد أن سيد البيت الأبيض “يكذب” بخصوص التوصل للقاح قبيل يوم الانتخابات، وهو ما أكدته شركات تعمل على تصنيع اللقاح.

وبعد وقت قصير من تغريدة الرئيس عن نتيجة اختباره أعلن البيت الأبيض إلغاء رحلة إلى فلوريدا كان من المقرر أن يقوم بها، الجمعة (2 أكتوبر 2020)؛ لحضور تجمع انتخابي قبل انتخابات 3 نوفمبر المقبل.

ويقتصر برنامج عمله على مكالمة هاتفية، خلال منتصف النهار، حول “دعم المسنين في مواجهة كوفيد-19”.

وترامب أمام مفترق طرق اليوم، إما تعاطف كبير من الشعب الأمريكي مع حالته المرضية، خاصة إن طالت وتأثر بها، أو ينتقل لدعم بايدن الذي أكّد عدة مرات أن خصمه ترامب مفرط وغير مبالٍ لكونه يريد إعادة افتتاح البلاد على حساب الصحة العامة.

ويرى محللون أن هذا قد يقلب حملة ترامب الانتخابية رأساً على عقب، خاصة أن خبر إصابة الرئيس أثرت على أسواق المال والعملات في أمريكا وخارجها، الأمر الذي يربك المستثمرين.

فيما يتوقع شون كالو من شركة “ويستباك” لوكالة “رويترز” أن ذلك يقلص قدرة ترامب على القيام بحملته الانتخابية، مضيفاً أن الأمر يضر به أيضاً؛ إذ إنه يضع أزمة كورونا نفسها مجدداً في الصدارة والمركز.. لكن هل سيغير هذا استطلاعات الرأي؟ ببساطة لا أعرف”.

أثرت إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا المستجد على أسواق المال والعملات عالمياً.

وقفز الدولار والين، الذي يُعتبر ملاذاً آمناً، إلى أعلى مستوياته في الأسبوع، اليوم الجمعة، بعد أن قال ترامب إنه أصيب بالفيروس ودخل في حجر صحي بعد تأكد إصابة مستشارته هوب هيكس، وفق وكالة “رويترز”.

وقد يسبب النبأ موجة جديدة من التقلب في السوق إذ يتأهب المستثمرون للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، والتي ستشهد منافسة حامية.

وارتفعت العملة الأمريكية نحو نصف بالمئة مقابل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي الشديدي التأثر بالمخاطرة، في حين صعد الين بنحو 0.3% إلى 105.27 للدولار، وهو أعلى مستوياته منذ يوم الاثنين.

كما انخفضت عملة الاتحاد الأوروبي اليورو إلى 0.3 % (1.1716 مقابل كل دولار واحد).

وحقق الين مكاسب أكبر مقابل عملات أخرى، في ظل تحول واسع النطاق بعيداً عن الأصول العالية المخاطر والسلع الأولية.

وهبطت أسعار الأسهم الأمريكية في الأسواق الآجلة، اليوم الجمعة، حيث انخفض مؤشر “داو جونز” بنسبة 1.71%، فيما تراجع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً بنسبة 1.62%، فيما تترقب الأسواق فتح الأسواق الأمريكية فعلياً خلال وقت لاحق اليوم.

في الوقت ذاته صعد مؤشر الدولار بعد إعلان إصابة ترامب بنسبة 0.06% أو 0.061 نقطة إلى 93.823، بحسب بيانات الفيدرالي الأمريكي.

ويرى محللون أن هذا قد يقلب حملة ترامب الانتخابية رأساً على عقب، لكن التداعيات متوسطة الأمد على العملات لن تتضح على الفور.

فيما يتوقع شون كالو من شركة “ويستباك” أن ذلك يقلص قدرة ترامب على القيام بحملته الانتخابية، مضيفاً أن الأمر يضر به أيضاً؛ إذ إن الحديث العام أن الأمر لا يثير الكثير من القلق، إنه يضع أزمة كوفيد نفسها مجدداً في الصدارة والمركز… لكن هل سيغير هذا استطلاعات الرأي؟ ببساطة لا أعرف”.

وقال ترامب على “تويتر” إن التحاليل أثبتت إصابته هو والسيدة الأولى ميلانيا ترامب بفيروس كورونا المستجد، وإنهما سيدخلان في حجر صحي.

ويمتنع الرئيس إلى حد كبير عن ارتداء الكمامة وينتقد من يفعلون ذلك، ويقول المتخصصون في الصحة العامة إن ارتداء الكمامة أمر بالغ الأهمية لمنع انتشار الفيروس.

وأصدر البيت الأبيض جدولاً زمنياً جديداً لأنشطة ترامب اليوم الجمعة، لم يتضمن زيارته المقررة لفلوريدا، ويعقد ترامب تجمعات منتظمة في جميع أنحاء البلاد لإثارة الحماس لترشيحه ضد منافسه الديمقراطي جو بايدن، الذي يتقدم في استطلاعات الرأي الوطنية.

وتعرض ترامب لانتقادات حادة بسبب استجابته لوباء فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 200 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها؛ حيث يتفاخر ترامب بأسلوب إدارته للأزمة.

أعراض كورونا تظهر بقوة على ترامب\\\ أكدت مصادر صحفية أن أعراض فيروس كورونا المستجد بدأت تظهر على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد ساعات من إعلانه إصابته بالفيروس التاجي وزوجته.

ونقلت مجلة “فانيتي فاير” الأمريكية عن سياسيين جمهوريين مقربين من البيت الأبيض، اليوم الجمعة، أن الرئيس ترامب يعاني من السعال ودرجة الحرارة المرتفعة جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وبين أحد المصدرين أن إدارة ترامب تشعر بقلق جراء إصابته بفيروس كورونا؛ بسبب سن الرئيس الأمريكي البالغ 74 عاماً.

وأكد المتحدثان أنه من المرجح أن يسعى ترامب إلى الظهور أمام الجمهور في أسرع وقت ممكن لدحض الفرضية القائلة إن حالته صعبة بسبب الفيروس الذي قلل من خطورته على مدى الأشهر الستة الماضية.

ومع ذلك أشار المصدران إلى أن زوجة الرئيس الأمريكي، ميلانيا ترامب، لا تعاني حالياً من أي أعراض ناجمة عن إصابتها بالمرض.

وكان ترامب أعلن إصابته وزوجته ميلانيا بفيروس “كورونا” المستجد.

وقال ترامب في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر” : “بدأت الحجر الصحي وسأتجاوز كورونا”.

وفي وقت سابق من اليوم، أكد ترامب إصابة مساعدته هوب هيكس بفيروس كورونا المستجد.

وقال ترامب: “مساعدتي هوب هيكس أصيبت بالفيروس، وأجريت أنا وميلانيا فحص كورونا وسنرى النتيجة قريباً

كذلك أعلن المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن أن نتيجة فحص كشف الإصابة بفيروس كورونا جاءت سلبية، وذلك بعد ثلاثة أيام من المناظرة التي جمعته بالرئيس ترامب الذي تبيّنت إصابته بالفيروس.

وقال بايدن على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “سعيد في الإبلاغ أنّ نتيجة فحصينا جيل (زوجته) وأنا جاءت سلبية”. وأضاف: “أشكر الجميع على رسائل الاهتمام وأتمنى أن يفيدنا هذا كتذكير: وضع كمامة، الحفاظ على التباعد الاجتماعي، غسل اليدين

هل يهزم ترامب استطلاعات الرأي بالانتخابات المقبلة؟

متى تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

3 نوفمبر المقبل.

ما هي أبرز المعوقات التي تواجه ترامب داخلياً؟

أزمة كورونا، ومقتل جورج فلويد من قبل الشرطة.

هل كانت الاستطلاعات في كفة ترامب في الانتخابات الأولى؟

لا. بل كانت لكفة هيلاري كلينتون، ومع ذلك تمكن ترامب من هزيمتها.

يتصاعد التنافس في السباق للفوز بالرئاسة الأمريكية بين الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطي جو بايدن، مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر المقبل.

ومع اقتراب موعد الانتخابات تتسابق مؤسسات استطلاع الرأي لأخذ آراء الناخبين بشأن مرشحهم المفضل، وظلت معظم هذا الاستطلاعات على المستوى الوطني في الأسابيع الأخيرة تشير إلى تقدم بايدن على الرئيس ترامب بشكل كبير، غير أن الاستطلاعات سبق أن خانت هيلاري كلينتون، التي خسرت أمام ترامب قبل 4 أعوام.

وفيما يعتقد كثيرون أن انتخابات 2020 الرئاسية ستدور حول قضية فيروس كورونا، يبدو أن نمط تصويت الناخبين لن يقتصر على ذلك، بل سيشمل أيضاً عدة قضايا رئيسية معقدة على رأسها تصاعد الأزمة الاقتصادية، والفشل في الحد من عنف الشرطة تجاه الرجال السود، وأعمال العنف والشغب المصاحبة لها، وقضايا مختلفة، على الصعيد الداخلي والخارجي.

كانت كل الظروف في مصلحة ترامب للفوز بولاية ثانية؛ نجاحات اقتصادية كبيرة، ومستويات منخفضة للغاية من البطالة، ومعارضة يسارية تبدو ضعيفة ومشتتة، وإدارة باتت كلها تخضع لرؤيته هو ومن معه من شخصيات يمينية، إلى أن جاء حدثان في غاية الأهمية.

الأول جائحة كورونا التي نتج عنها قرابة 42 مليون حالة بطالة تقريباً، ولا يزال الرقم في تصاعد، كما أظهرت الجائحة فشلاً ذريعاً لإدارة ترامب بمعدلات وفيات هي الأعلى في العالم نتيجة وباء كوفيد-19.

الحدث الثاني هو وفاة جورج فلويد اختناقاً تحت ركبة ضابط أمريكي أبيض لديه سجل حافل من الاتهامات بالعنصرية، الواقعة التي صُورت بالفيديو وشاهدها العالم تضعف كثيراً حجة (القتل دفاعاً عن النفس) التي غالباً ما ساهمت في إفلات ضباط عنصريين من تهم بالقتل، ولينفجر برميل بارود عمره لا يقل عن 200 عام.

وأصبح ترامب كالأسد الجريح، فكل ما كان يستند إليه لتحقيق انتصاره في الانتخابات المقبلة بدا وكأنه يذهب أدراج الرياح أمام ناظريه، والشارع مشتعل، والاتهامات تكال له ليلاً ونهاراً في كل مكان.

سياسة ترامب الخارجية

كما أن هذه الانتخابات تأتي وسط جدل كبير حول سياسته الخارجية، التي رأى البعض أنه لم يحقق فيها الشيء الكثير، فيما اعتبر آخرون أنه حقق نجاحات كبيرة.

البداية من إعلان ترامب خطته للسلام التي أسماها “صفقة القرن”، واعترف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأوقف دعم وكالة اللاجئين “أونروا”، ثم أعلن الاعتراف بسيادة “إسرائيل” على الجولان المحتلة، وصولاً إلى التوقيع الإسرائيلي مع الإمارات والبحرين، وقد رفض بايدن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، واصفاً إياها بأنها “حيلة سياسية”.

وفيما يتعلق بإيران، فإن التوتر كان متصاعداً بشكل غير مسبوق، بدءاً من مغادرته الاتفاق النووي، ومروراً باغتيال الجنرال قاسم سليماني، وانتهاءً بسلسلة العقوبات الاقتصادية الشديدة التي فرضها على إيران، فيما يقول بايدن إنه سيتعامل مع إيران عن طريق الدبلوماسية، وسيعود إلى “الاتفاق النووي”.

ووصلت العلاقات الأمريكية الصينية في عهد إدارة ترامب إلى أسوأ مراحلها، وخاصة بعد تفشي فيروس (كوفيد19)، إذ اتهم ترامب الصين بأنها من نشرت الفيروس، وشن عليها حرباً تجارية، وحاصر شركات الاتصالات الصينية هواوي وشركات التكنولوجيا الأخرى، قبل أن يوقع اتفاقاً أخيراً معها لكسر التصعيد.

ويعتقد بعضهم أن دبلوماسية إذابة الجليد التي اتبعها ترامب في لقائه التاريخي للرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون لم تجد نفعاً، ولم يتخل كيم عن أسلحة الدمار الشامل، وهو ما يتفق معه بايدن.

وسعى ترامب إلى التخفيف من حدة اتهامات وكالات الاستخبارات الأمريكية للروس بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، فيما توعد بايدن بالرد بحزم على أي محاولة روسية للتدخل في الانتخابات.

كما يبدو أن المرشح الديمقراطي في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، جو بايدن، يسعى إلى وضع حدّ للتوترات في الشرق الأوسط، وكسب ثقة الأمريكيين على اختلاف توجهاتهم وأديانهم؛ حيث تعهد بإنهاء “الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، والعمل على وقف الحرب”.

واعتبر أن مسؤولية المجتمع الدولي تتطلب وقف “أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ، وعلى الولايات المتحدة دعم الجهود الدبلوماسية، لا عرقلتها”، على خلاف ترامب الذي رأى في دول الخليج فرصة لاستثمارها وكسب مزيد من المال على ميزانيته.

تعتقد الصحفية المختصة بالشأن الأمريكي والعربي، كنانة الشريف، أن النظام الانتخابي في الولايات المتحدة “معقد إلى حد ما بسبب وجود المجمع الانتخابي، الذي يحدد من هو الرئيس المنتخب بالرغم من أصوات الشعب”.

وأشارت، في حديثها لـ”الخليج أونلاين”، إلى أن العملية الانتخابية في أمريكا “ليست ديمقراطية مئة بالمئة” كما يعتقد كثيرون، في إشارة إلى إمكانية قيام المحكمة العليا الأمريكية بقول كلمة الفصل في اختيار رئيس للولايات المتحدة خلافاً للأصوات المنتخبة، على غرار ما حصل في انتخابات عام 2000 التي انتهت بفوز جورج بوش الابن.

وأكدت أن حادثة جورج فلويد التي أشعلت الولايات المتحدة وأدت إلى انقسامها، وأزمة كورونا العالمية التي أثرت في الاقتصاد الأمريكي، “جعلت فوز ترامب على المحك، بعكس التوقعات السابقة التي كانت تؤكد فوزه بنسبة كبيرة”.

وفيما يتعلق باستطلاعات الرأي المبكرة تشير الشريف إلى أن بايدن “له الحظ الأوفر بأن يكون الرئيس القادم، بالرغم من التعقيدات الكثيرة والكبيرة التي ستواجه الحزب الديمقراطي بحال فوز مرشحه، منها كبر سن بايدن، ثانيها وأهمها تعنت ترامب الذي صرح أنه لن يتنازل بسهولة وسيلجأ للقضاء”.

لكن النقطة الأهم، بحسب الشريف، هي “الحظ؛ الذي كان له دور داعم لترمب بموت رئيسة المحكمة العليا، فرشح ترامب قاضية جمهورية يمينية تؤمن بأفكاره وآرائه المتطرفة، ففي حال تثبيتها في منصبها فستكون من طرف ترامب وداعمة له داخل المحكمة”.

وترى أن “المعادلة أصبحت بوزن واحد، حيث سيكون لسياسة ترامب الداخلية دور كبير في سحب الأصوات منه تجاه بايدن، وسياسة بايدن الخارجية ستسحب منه الأصوات تجاه ترامب”، مشيرة إلى أن المصوتين ذوي الأصول العربية أو الشرق أوسطية إذا ما فكروا بالسياسة الخارجية سيصوتون لترامب، وإذا فكروا كأمريكيين فخيارهم الوحيد هو بايدن.

وعن المرشح الذي يمكنه الفوز بالانتخابات، تقول: “إن المسألة يصعب الجزم بها بالرغم من التصريحات المتناقضة التي ترسلها وسائل الإعلام الأمريكية التي أصبحت جميعها في عهد ترامب غير محايدة”، مؤكدة أن الرهان “سيبقى على وعي الشعب الأمريكي، الذي هو معظمه من المهاجرين”.

ولعل الاستطلاعات على الصعيد المحلي والدولي تشير إلى تقدم بايدن على ترامب، ففي 11 أكتوبر 2020، كشفت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية أن مكتب رئيس الوزراء البريطاني طلب من وزراء حكومته إقامة علاقات مع المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي اعتبره أوفر حظاً للوصول إلى البيت الأبيض من دونالد ترامب.

وأشارت الصحيفة إلى أن نماذج حاسوبية رجّحت، في سبتمبر المنصرم، بنسبة 70% أن يفوز بايدن بأكثر الأصوات، وأن ترامب وحزبه في طريقهم إلى هزيمة ثلاثية تاريخية يسيطر بعدها الديمقراطيون على البيت الأبيض ومجلسي الشيوخ والنواب.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن المعلومات التي سُلمت لرئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، خلال الإجازة الأسبوعية الحالية رجّحت بنسبة تفوق 85% فوز بايدن على ترامب، أي بارتفاع يفوق 15% التوقعات السابقة.

كما أظهر استطلاع جديد للرأي قامت به مؤسسة لانغر للأبحاث لحساب شبكة “آي بي سي نيوز” الأمريكية تقدّم بايدن على ترامب، بنسبة 53% إلى 41%، في حين يفضل الناخبون المحتملون بايدن بنسبة 54% مقابل 42% فقط يفضلون ترامب.

لكن الاستطلاعات التي تجرى بين الحين والآخر لا يمكن الوثوق بها بشكل كبير، خصوصاً أن المرشحة السابقة للانتخابات الأمريكية هيلاري كلينتون كانت خسرت، عام 2016، أمام ترامب على الرغم من حصولها على نسبة أكبر بالفوز في الاستطلاعات.