23 ديسمبر، 2024 2:44 م

 الامطار : نعمق جراحات النازحين  

 الامطار : نعمق جراحات النازحين  

من يتحدث عن النازحين يكون منهم ، في المخيمات أو في خارجها وإذا كان واحدٌ من هؤلاء يدّعي أنه مخلص وشريف ، فليأتِ ويسكن هو وعائلته في أي مخيم يختاره وليجرب الجلوس أياماً بترابها وغبارها وحرها وذلها للعبور من هذه السيطرة إلى الأخرى ومن أخرى إلى أخرى .. النازحون بينهم من يُمثلهم من التخصصات القانونية والإدارية والعلمية والإعلامية وغيرها ممن يُفترض أن يُبادر إلى التحدث بإسمهم أو إجراء اتصالات مع جهات في مناطق النزوح وحتى السفر إلى خارج العراق لإيصال صوت النازحين الحقيقي إلى العالم .. فالبكاء والسب والشتم لا يوصلنا إلى حلول .. على مثقفينا النازحين أن يكتبوا ويبدأوا حواراتهم ونشاطاتهم في مناطق النزوح .. صوت النازحين الواعي المثقف المقتدر المعتدل هو من سيعيدنا إلى بيوتنا وجامعاتنا ومدارسنا .. نحنُ من عليه أن يبدأ الخطوة الأولى .. لا أن ننتظر من تتقافز الشماتة من بين عينيه أو يُخبأ وجهه من الشمس أو يبيع ويشتري بمستقبل مدينتنا ممثلاً عنا ..وفي هذه الأيام يتعرض العراق إلى منخفضات جوية وأمطار غزيرة بعد أن كان يعاني من نقص كبير في الموارد المائية وشح خطير في نسبة الأمطار الساقطة عليه هددت المساحات الزراعية المتبقية وانعكست هذه الخطورة على قلة مناسيب نهري دجلة والفرات وزيادة نسبة الملوحة فيهما ..
الحمد لله انتهينا من مشكلة الأمطار ووقعنا في مشكلة أخرى أخطر وأشد تأثيراً وهي المجاري والفيضانات الفرعية وسقوط مئات البيوت وسقوط خيم الآلاف من النازحين العراقيين على ساكنيها وكأننا لا نعيش في دولة وحكومات مركزية ومحلية ووزارات ومؤسسات دولة وخدمات .. وكما يقول العراقيون عندما يصابون بضرر ( ميخالف !) لكنَّ الحدث الأخطر والناقوس الأشد وقعاً عن قريب هو الهزات الأرضية ، إذ بدأ إنذارها وصهيلها بالاقتراب جداً من مدن العراق .. وباختصار شديد فإن بعض مناطق العراق تقع ضمن الشريط الزلزالي وبخاصة في المناطق المحاذية لإيران وبعض المناطق الشمالية وهو ليس بالأمر المؤكد أو الثابت لأن الهزات الأرضية التي وقعت في مناطق خانقين وكانت بدرجة 5,8 على مقياس ريختر تطرق طبول حربٍ فتاكةٍ أخرى .. فهذه الهزات التي شعرت بها أغلب مناطق الوسط وبعض مناطق الجنوب تطرق طبول الحرب على العراقيين الّذين لم تقاوم مدنهم وشوارعهم ومدارسهم منخفضاً جوياً قد يصيب بعض الدول يومياً .. فما الذي ستفعله الدولة إذا ما تعرضنا إلى هزات أرضية على مقياس ريختر قد تصل إلى 8 درجات ؟!
هل سيتخذ البرلمان العراقي ومجلس الوزراء قراراً بإيقاف الهزات ودعوة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى إصدار قرار عاجل للتنديد بالهزات الأرضية ؟!
أجيبكم بأننا لو تعرضنا إلى هزةٍ أرضية على مقياس 7 أو 8 وهو أمرٌ احتمال حدوثه كما يقول خبراء الرصد الزلزالي يصل إلى 75% فسيتحول العراق خلال بضع دقائق إلى معسكر متروك للاجئين أو زقورة قديمة مثل زقورة أور أو عكركوف .. وستقع منازلنا وجامعاتنا ومدارسنا ومشافينا ومقاهينا ومطاعمنا فوق رؤوسنا .. وهو ليس تشاؤماً بل أمرٌ قد يحدث في أي لحظة .. أين مناطق الإنقاذ التي كانت تملأ مدن العراق ومناطق الكوارث والإخلاء هل تمت مصادرتها أيضاً .. لابد من الحكمة والتعقل لمعالجة ما قد يُصيب العراقيين وإلا سنصبح ونُمسي على كوارث وهزات وزلازل وأعاصير قد تحمل العراق والعراقيين إلى بلدٍ آخر إذا بلغت سرعة الرياح أكثر من 80 كم في الساعة أما إذا بلغت أكثر من 100 كم في الساعة فسنطير وننزل على القمر نحنُ وحضارتنا ودجلتنا وفراتنا وبهذا يتحقق الحلم للبعض بالنزول على سطح القمر !
يا لها من دولةٍ عجيبة ليس إلا