منح البرلمان الاوروبي جائزة سوخاروف للفكر الحر الى المدون السعودي رائف بدوي . ورائف بدوي حكم عليه في السعودية بالسجن لمدة عشر سنوات وبالجلد الف جلدة ، وذلك لاسائته للاسلام . وعندما نطلع على حيثيات القضية نجد انه لم يسئ او يتجاوز على الاسلام ، وكل مافعله هوانتقاده لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر . مع العلم ان هذه الهيئة تعاقب المواطنين بالشارع او تحيلهم الى الجهات المختصة بها . وقد ارتكبت هذه الهيئة باسم الحفاظ على الشريعة الاسلامية جرائم عديدة وانتهاكات كثيرة لحقوق الانسان . فقد اعتدت بالضرب على زوج يقود سيارته مع زوجته ظنا منهم انها صديقته . وحادثة اخرى تم ضرب شخص بريطاني الجنسية في الشارع وعلى مرأى ومسمع من الناس وسلطات الامن بنفس الحجة . ان الاعتداء على الحقوق الاساسية للمواطنين لايمكن تبريرها باسم الدين . حيث ان هناك قوانين يجب معاقبة المواطنين على اساسها والقانون يحدد الجرم والعقوبة اللازمة عليه ، اما ان تستند على اقوال فقهية اوطائفية لالزام المواطنين بها ، فهذا حيف يصيب الدين اكثر مما يصيب الانسان المعاقب . ومثل هذه الانتهاكات لحقوق الانسان نجدها في العراق ايضاعندما تقوم الميليشيات بالاعتداء على المواطنين بحجة تطبيق الشريعة الاسلامية كتفجير محلات الشرب والاعتداء على اتحاد الادباء بحجةان الخمرة حرام في الاسلام فهذا انتهاك صارخ لحقوق المواطنين ،حيث ان القوانين العراقية قدحددت ضوابط الاتجار وتناول المشروبات الكحولية . كما ان هناك كثير من النساء قد تم اغتيالهن بحجج اخلاقية مجهولة ، وكأن هذه الميليشيات هي التي تسن القوانين وهي التي تنفذها . وفي ايران اصدر مرشد الجمهورية الاسلامية قرارا شفويا بتشكيل هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ايضا لتقوم بمراقبة حجاب المرأة وعما اذا كان على وفق مواصفات اسلامية خاصة وهذا ينطبق على لبس الرجال ايضا وكذلك تطبيق الثقافة الاسلامية ! وهي عبارة فضفاضة لا يمكن تحديد مضمونها . وقد حصلت اعتداءات وجرائم من قبل اشخاص على نساء بحجة ممارستهن الدعارة في العاصمة طهران باسم التقاليد الاسلامية والامر بالمعروف ! ان هذه الممارسات من قبل اشخاص يمنحون سلطات واسعة للاعتداء على المواطنين باسم الدين ماهي الا اعمال ارهابية ، وهؤلاء لا يختلفون عن اي ارهابي مهما كانت تسميته . فارهاب هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وارهاب الميليشيات وارهاب الجماعات المسلحة كلها عمليات ارهابية يجب ايقافها ومحاربتها ،لاننا لم نعد نعلم اي حد من الاسلام فيه تطرف واي حد معتدل وماهي المخالفات للشريعة الاسلامية ، حيث انها في السعوديةتختلف عنها في العراق اوايران اوتركيا . الكل يتحدث بمكافحة الارهاب وهم ارهابيون . ان الدفاع عن السلطة الحاكمة او عن نمط الحكم هوالذي يدفع كل هؤلاء لاضطهاد المواطنين باسم الدين او باسم حماية الطائفة .
ان المواطن ظل في حيرة من امره من هو المتطرف ومن هو المعتدل . ومن هو الارهابي ومن هو المسالم فقد اصبحنا جميعنا ارهابيون وجميعنا نحارب الارهاب بنفس الوقت . فهل يصح مثل هذا المنطق .