من المضحك ان يصف وزير خارجية امريكا بلاده من انها قوة خير، في محاضرة له في الجامعة الامريكية في القاهرة، والادهى والاكثر كذبا وخداعا ان يقول بومبيو: لسنا غزاة ومحتلين، عندما تنتهي مهمتنا سوف نرحل. امريكا ومنذ قدمت نفسه للعالم، كونها قوة دولية عظمى وحتى قبل هذا التقديم لعبت ادوارا خطيرة في الكثير من الدول التى ابتليت بتدخلاتها الغير شرعية والهادفة الى زعزعة استقرار دولة الهدف، وهي دول كثيرة لا عدد محدود لها، في اسيا وفي فريقيا وفي امريكا اللاتينية، عبر تخليق الفوضى فيها سواء من خلال تعاون الساعين الى السلطة باي ثمن..لقد استخدمت امريكا قدرتها العسكرية الهائلة، ذات التدمير المهول في غزو الكثير من دول العالم. ان الحكومة الامريكية العميقة او ما ينتج منها وعبر الانتخابات من ادارات تنفيذية ما هي إلا الوجه العملي للشركات الامريكية العملاقة، لذا فهي اي امريكا تغزو وتحتل دول العالم الثالث من اجل النهب والاستغلال وللسيطرة عليها وتوجيه بوصلتها السياسية بما يتناغم مع السياسة الامريكية في العالم، وليس غير ذلك وتحت مختلف الظروف والاحوال. يكاد لايخلو انقلاب عسكري في الذي سبق من هذا الزمن اي في القرن العشرين إلا ولإمريكا ضلع اساس فيه، تخطيطا وتتنفذيا. كم من الدول التى غزتها امريكا واحتلتها؟، ربما، يدوخ الباحثون في هذا المجال، في حصر عدد الدول التى غزتها امريكا. وهي الى الآن تمارس ذات الدور وان اختلفت المسالك والطرق إليه، لكنه وفي الجوهر يظل ذات الهدف وعين الدور وذات التخطيط ولو بخطاب يتوائم مع عصر ثورة المعلومات والاتصالات. امريكا الآن تعود الى سياستها السابقة وبثوب اعلامي واقتصادي وسياسي ومخابراتي جديد، لم يسبق لها ان لبسته من حيث التفصيل والديكور وليس النسيج فهو ذاته ولم يتغير. ان يقول بومبيو وزير خارجية امريكا في محاضرة له في الجامعة الامريكية من ان امريكا قوة خير، ولسنا غزاة ومحتلين، ان هذا القول يؤكد ان السياسيين الامريكيين لايحترمون ذكاء الشعوب وعقولها، فهذا القول بحد ذاته هو استهانة بقدرة عقول الناس على الفحص العميق لمولدات السياسية الامريكية وما تنتج..امريكا بحكم تكوينها البنوي لايمكن ان تكون إلا قوة غزو امبريالي سواء بالغزو العسكري المباشر او بالانقلابات بواسطة اذرعها التى اعدتها ونسقت معها لهذا الهدف..او في الوقت الحاضر، من خلال وبواسطة الضغط الاقتصادي والعمليات المخابراتية والاعلام والسياسة، وهذه الاخيرة هي ما عادت إليها الآن تحت ضغط الصراع الأن في شمال شرق اسيا وفي جنوب شرق اسيا( لمواجهة الصين كقوة عظمى صاعدة، هناك…) ولو بدرجة لم تبلغ حتى اللحظة ذروتها، ولكن سوف تبلغها مستقبلا وهذا هو ما تدركه امريكا. لذا اجرت تحولات عميقة في سياستها في المنطقة والعالم، في استباق لهذا المفترض وهو افتراض واقعي وموضوعي.