بدأ الاميركيون يكشفون الان الكثير عن خططهم وستراتيجياتهم أزاء العراق وسوريا والمنطقة، ويعترفون بصراحة أن لا وجود للعراق ولا لسوريا او ليبيا وغيرها من الدول ، في الخارطة المستقبلية للمنطقة، وهم يؤكدون انه قد يتبقى للعراق وسوريا مقعدان في مجلس الأمن ولكن ليس بدول!!
ويشير الاميركيون صراحة الى المنطقة ستشهد طوال الثلاثين عاما المقبلة سنوات اضطراب في الوضع الامني يؤدي الى تقسيم العراق الى ثلاث دويلات كردية وسنية وشيعية على غرار ماجرى في اتفاقية سايكس بيمو عام 1916 ، بل انه حتى مارسم في ذلك الوقت لم يعد له وجود الان، وهم مع قيام دولة كردية ، تبدو ملامحها بالنسبة لهم افضل من معالم بقاء دول اسمها العراق وسوريا، ويركزون على حماية دول الخليج ومصالهم النفطية هناك وكذلك حماية مصر ، وفقا لمسؤول مخابراتي اميركي كبير!!
ويستبعد الاميركان حصول تقدم في موضوع مواجهة داعش في العراق وسوريا، مشيرين الى عدم امكانية ازاحة داعش عن مواقعها في كلا البلدين ويصعب على الجيش العراقي استعادة الموصل والانبار في ظل الاوضاع التي تمر بها المنطقة، ويرسمان صورة قائمة وسوداوية لمستقبل دول المنطقة، لكنهم لم يشيروا صراحة الى كيف سيكون موقفهم من ايران، وما اذا كانوا سيدخلون في صراع معها، وهل سيشملها التقسيم الجديد للمنطقة على غرار العراق وسوريا..هذا ماتجيب عليه الايام القادمة، والتي لاتبشر بالخير بكل تأكيد!!
لكن السؤال الذي يطرح هنا : هل سنسلم مقدرات بلدنا للاميركان وفقا لهذه الطريقة، اذا مابقيت التوجهات الطائفية والمذهبية هي التي تتحكم بمستقبل الصراع في المنطقة ، وبخاصة في العراق على وجه التحديد، وهل ينتبه ساسة العراق الى المخاطر التي تحيق بهم ان كان لديهم بقايا من ( وطنية ) لكي يعيدوا رسم معالم لستراتيجية تحرك اكثر وضوحا، ويعيدوا الاعتبار للعراق بلد الحضارات الذي يراد تقسيمه الى دويلات ، بأن نتخلى عن تبعيتنا لهذه الدولة الاقليمية او تلكولا نصدق ( طروحات ) كائنا من كان ممن يجاورنا بانه سيدافع عنا او يحمي مصالحنا، لانها ( الاكذوبة الكبرى ) ، وعلى العراقيين ان يسلموا مقدرات بلدهم بيد قادة وطنيين غير طائفيين من كلا الجهتين يعملون على تخليص بلدنا من الحالة المزرية التي هو عليها الان، ومغادرة كل كيان طائفي او عرقي مريض، ومغادرة التحشيد الطائفي، بالعودة الى جذور وطنيتنا العراقية الاصيلة، لكي نعيد لها بعض اعتبارها، اذا اردنا ان يكون لنا( وجود ) في هذا العالم الذي يسعى لمحونا من على الخارطة، لكي نبقى من وجهة نظرهم ( ذكرى ) تدرسها الاجيال المستقبلية على انه كان هناك وطن إسمه العراق، فهل يستجيب ساسة العراق لمخاطر مايحدث وما يحاك لبلدهم من مؤامرات، ويفتشوا عن مصلحة العراق قبل ان يحدث مالايحمد عقباه؟؟!!
واليكم ابرز ماورد في مضامين تلك الستراتيجية التي رسمها مسؤول كبير سابق في المخابرات الامريكية وكالآتي:
مدير مخابرات أمريكي سابق :
العراق وسوريا لم يعد لهما وجود..والمنطقة ستشهد حالة من عدم الاستقرار لثلاثين عاما مقبلة!!
رأى المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الـ سي أي آيه، مايكل هايدن أن دولا مثل العراق وسوريا لم يعد لهما وجود، وذهب ابعد من ذلك إلى ان المنطقة ستشهد حالة من عدم الاستقرار قد تستمر لثلاثين سنة مقبلة.
وكان مايكل هايدن -جنرال القوّات الجوية- في قلب المخابرات الأمريكية خلال سنوات بوش، إذ كان مديرًا لوكالة الأمن القومي الأمريكية بين عامي 1999 و2005 ونائب منسق المخابرات في إدارة المخابرات القومية بين عامي 2005 و2006 قبل أن يترأس وكالة الاستخبارات المركزية الـ سي أي آيه بين عامي 2006 و2009 وهو اليوم مستشار لدى المجموعة الخاصّة تشيرتوف الّتي تعمل في عالم الأمن الصناعي.
ويرى ان العراق لم يعد موجودًا ولا سوريا موجودة ولبنان دولة فاشلة تقريبًا ومن المرجح أن تكون ليبيا هكذا أيضًا واتّفاقيات سايكس بيكو الّتي وضعت هذه الدول على الخارطة بمبادرة من القوى الأوروبية في عام 1916 لم تعكس قطّ الوقائع على الأرض.
ويقول “الآن تؤكّد هذه الحقائق على ذكرياتنا بطريقة عنيفة للغاية. إنّ المنطقة ستبقى في حالة عدم استقرار في السنوات العشرين أو الثلاثين القادمة ولا أعلم إلى أين نحن ذاهبون، ولكنّ أعتقد أن السياسة الهادفة إلى إحياء هذه الدول لن تكون مجدية”.
ويقول “هذه هي السياسة الرسمية لهذه الإدارة وهذا أثّر في قراراتها حول إعطاء الأسلحة إلى الكرد على سبيل المثال، الكرد حلفاؤنا المفضّلين في المنطقة وبغضّ النظر عمّا سيحدث، سيبقون هكذا لأنّ مصلحتهم المباشرة متوافقة مع التحالف مع الغرب، ولكن إذا ما تمّ حرماننا من خيارات لأنّنا نعتقد أنّ بإمكاننا إحياء العراق وسوريا، سنزيد الوضع سوءًا. هل رأيتم الجيش العراقي بصدد استعادة السيطرة على محافظة الأنبار؟ أنا لا.
“هل رأيتم الجيش العراقي قادرًا على استعادة السيطرة على الموصل؟ هذا لن يحدث فالجيش الّذي سيطر على تكريت هو ميليشيا شيعية مدعومة من قبل الضبّاط الإيرانيين. أمّا فيما يتعلّق بسوريا، أيّ مستقبل يمكن تصوّرها؟ ربّما سيكون هناك مقعد سوري أو عراقي في منظمة الأمم المتّحدة ولكن البلدين قد اختفيا”!!
ويتابع في حديثه الذي نقلته التقارير الامريكية، “الدعم الأمريكي، كثير. أفهم معارضة الانفجار ولكن إذا ما عدنا إلى التاريخ، نشهد أن العراق كان مقسّمًا إلى ثلاث ولايات في الإمبراطورية العثمانية: كردية وسنية وشيعية: ولايات الموصل وبغداد والبصرة. فما نسمّيه العراق لم يكن موجودًا. هذه الحقائق العلمانية مهمّة. ومرّة أخرى، لا أعتقد أنّ العراق وسوريا سيظهران من جديد. يجب البحث عن أمور بديلة أخرى. ولهذا أدعو إلى تسليح الكرد مباشرة”.
وحول داعش يقول “علينا ضربه وإضعافه لأنّنا نمتلك الحقّ في الدفاع عن أنفسنا. يجب استخدام القوّة الجوية وضرب الخدمات اللوجستية والمقرّات العامة والقادة. وثانيًا، علينا احتواء تمدّده لأنّ تقدّم الدولة الإسلامية نحو سيناء أكثر إثارة للقلق من سيطرته على الرقّة. علينا حماية حلفائنا المصريين والسعوديين والأتراك والإماراتيين وغيرهم. وثالثًا، علينا مساعدة المسلمين الّذين يمكنهم القتال على المستوى الديني لأنّ في الواقع المعركة قائمة على الإسلام”.
ويضيف المسؤول الاميركي ان ما يحدث صراع في الإسلام يشبه الصراع الّذي شهدته المسيحية في القرن السابع عشر خلال حرب الثلاثين عامًا، إذ يعيد المؤرخون الحداثة الأوروبية إلى معاهدة وستفاليا، لحظة ظهور الفصل بين الكنيسة والدولة. والإسلام لم يقم بهذه التسوية وقد لا يشهدها قطّ. لا ندري. ولكنّنا نخطئ عند القول بأنّ هذه المعركة لا علاقة لها بالإسلام. لنكن واضحين: المعركة مرتبطة تمامًا بالإسلام حتّى وإن كانت لا تخصّ الإسلام كاملًا أو المسلمين بأسرهم. يجب علينا مساعدة المعتدلين.