كتاباتنا اليوم ليست لملء فراغات في الوكالات والصحف , بقدر ماهي تزاحم انساني على فعل وطني كبير نسجل فيه حضورا بالكلمة المقاتلة مثلما يدون الاخرون صفحات تاريخهم برصاصة بندقية او قذيفة مدفع , المهم اننا جميعا نشارك في معركة الامتحان الاصعب , امتحان الروح والعقيدة والموقف والمبادأة .
كلنا يبحث عن دور في نيل شرف المساهمة في الملحمة الوطنية , نريد ان نكون صوتا في المعمل والحقل والمدرسة والشارع يردد نشيد ( موطني ) كي يصحوا من اخذته الغفلة او من سد وقر الحقد اذانه او من اهتزت وطنيته او من امتلأت جيوبه بالمال فاصبح عاجزا عن الحركة . او من اصابه الحول السياسي ولايرى سوى من يريد ان يراه .
اقول … ترجلت اليوم كل التسميات عن ابراجها , والغيت كل التوصيفات , وتكسرت اسوار حدود المسؤوليات , وانتفض الوجدان الوطني , فكانت الكلمة اطلاقة مضافة في تضاريس المعركة ترافق رصاصة المقاتل صوب صدر كل داعشي او ارهابي حاول سلب شرعية المعركة اوطعن في نزاهة اهدافها .
لانسأل عن القيادات والزعامات , بل عن الفعل الوطني في ساحة المعركة , عن بسطاء مؤمنين يخوضون غمارها , عن ارواح طاهرة عفرت دماءها تراب الارض, عن مصلين تيمموا برائحة البارود وسجدوا لله خلف السواتر , عن جباه تشع نورا , عن مفردة التحمت فيها كل المعاني الكبيرة هي العراق .
دعوا الاشياء في اماكنها , واتركوا التصريحات والحوارات , احتفظوا باحتياجات السلم في ادراجها ولا تحركوها . فلا احد يسمعكم عندما تخبوا الاصوات تحت صوت المعركة لانه الاعلى , غادروا رؤى التشكيك بما يجري في سوح الوغى , لان الدم لايقبل الشك عندما ينزف دفاعا عن الوطن , واعلموا ان ازيز الرصاص وهدير المدافع يشكلان انشودة عرس شهيد عراقي خضب المقاتلون كفوفهم بدمه .
المعركة لم تنته بعد , بل بدأت اليوم , ومن خانته شجاعته تحت ضغط ( الاجندات ) من ركوب قطارها , فان الوقت فيه متسع للمراجعة والعودة الى المحطات العراقية الصافية قبل انطلاق الرحلة الاخيرة , عندها لاينفع الصراخ لأن المكان سيكون خاليا ولا من احد يجيب .
واثقون من كسب الرهان على النجاح في معركة الامتحان الاصعب , مادامت الجحافل تقاتل بتطلعات شعبية عادة ماتكون اكثر ايمانا وتضحية لقضاياها , وهذا بات واضحا في الانتصارات المتحققة قياسا بعمر الزمن . وتصاعد العزيمة والمعنويات مع كل يوم يمر .