22 ديسمبر، 2024 7:18 م

الامتحانات على الأبواب .. والأسرة العراقية في إنذار

الامتحانات على الأبواب .. والأسرة العراقية في إنذار

ينشـأ تلاميذ وطلاب أوربا والغرب عموماً في الهدوء وبين الحدائق .. وينشأ تلاميذنا وطلابنا في الضجيج وزحمة المرور وتلوث البيئة .. والانقطاع المتكرر للكهرباء .. أما تلاميذ وطلاب الغرب فهم يتعلمون في صفوف مدرسية قليلة العدد وفي بيئة وطبيعة مثالية من جميع النواحي والخدمات .. وتلاميذنا وطلابنا يتعلمون في صفوف مكتظة بل وحتى البعض منهم يجلس على الأرض ..
يتردد تلاميذ وطلاب الغـرب بانتظام على المتاحف والمسارح وحتى زيارة المعامل كجزء من برنامجهم الدراسي .. بينما يتزاحم أولادنا في ممرات وساحات المدرسة الضيقة ، وتتحول فرص مابين الدروس إلى مسرح للصياح والعراك .

ينتقل طلاب الغرب من سنة إلى أخرى بهدوء واقتدار .. بينما يساق طلابنا إلى الامتحان بعدما امتلأت أدمغتهم بخطورة الامتحان وبأن المصير معلق على ما سيكتب في الدفتر ألامتحاني .. فيتحول الامتحان إلى محنة للطالب.. والأسرة العراقية تدخل في حالة إنذار.. بل والبحث أحياناً عن مدرس خصوصي .. ومن نتائجه السهر الطويل وسباقاً تنقطع فيه الأنفاس .. فإذا به يصبح تنافس وتطاحن مع النفس في سبيل الجائزة .. وهي المجموع الذي يقرر في النهاية المصير .

لا أرى عيباً في المعلمين والمدرسين .. لان معظمهم .. يؤدي دوره وحسب إمكاناته والدورات التي أكسبته الخبرة .. !

نلاحظ إن ميزانية العراق تستغرق من النقاش لدى الحكومة والبرلمان الوقت الطويل .. وينبغي ان يخصص الوقت الكافي لمناقشة قضية بناء الأسس الصحيحة للطفولة .. والتربية والتعليم .. وهذا ما يذكرنا ان التلاميذ والطلاب ليسوا أعضاء في الأحزاب حتى يكون لهم حصة في ميزانية الدولة .. وليس لديهم ممثلون في مجلس النواب حتى يدافع عن حقوقهم .. ولكون الامتحانات النهائية على الأبواب .. فلا بد من حث أولادنا على مضاعفة الجهود للظفر بنتائج ايجابية .. كما نتمنى من وزارة التربية توفير الأجواء المناسبة للمراكز الامتحانية التي تساعد الطالب نفسياً من أداء الامتحان على أحسن وجه ..