معلوم أن لشعوب العالم أمثالها، والمثل الذي بين أيدينا ( الملح ما غزر ) مثل عراقي يتداول بين الناس كثيرا ، فلو عق ولد والده ، يقول الوالد لولده ( ما غزر الملح ) ، بمعنى أني أشرفت على تربيتك ، وبذلت صحتي ومالي في سبيل أن تكبر وتصل لما أنت فيه الآن ، وجهدي ضيعته فيك كهواء في شبك ، ويقال لمن يحفظ الود ولا يتنكر لأصدقائه وأقاربه ( فلان خوش أدمي أمربه وغزر بيه الملح ) ، وهذه المرة سنتناول هذا الجانب مع من يمكن لمنصب او وجاهه حتى يصبح متنفذ في الموقع الذي وضع فيه، او المكانة الاجتماعية التي حظي بها.
يتحتم عليهم ان يصونون هذه الامانة والاخلاص للجهة التي تبنت شخصيته، وعرضته ليكون متصديآ لاحقاق الحق وتقديم الخدمات الى شريحة المجتمع الذي يمثله، شعار الخدمة اعلن على لسان اهل الحق،{ شعب لانخدمه لا نمثله}
هذا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يحمل هموم امة، لان الباري اودع هذه الامة امانة ثم قال:( أدِ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك ) بل جعلها النبي{ص} هي الإيمان، ونفى الإيمان عمن لا أمانة لديه.
قال : ( لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم ، وكثرة الحج والمعروف ، وطنطنتهم بالليل ، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة ): ( لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له ).
فهذه الأمانة وهذا الخلق العظيم اتصف به الرسول الأعظم وأهل بيته الاطهار.
نرى اليوم ( تيار الحكمة الوطني) يعلن عن تبنيه لخيار (المعارضة السياسية الدستورية الوطنية البناءة) والالتزام الكامل بهذا الخيار السياسي وما يقتضيه، وما يستلزمُه من دورٍ وحراكٍ وأداءٍ ومواقفَ على الصعيد الوطني”. وهنا يكمن الوفاء لمن وضع الاصبع وصوت لهم، نرى الاصبع البنفسجي اعطى ثماره، عندما اعلن السيد عمار الحكيم الذهاب الى المعارضة السياسية الدستورية الوطنية البناءة وممارسته لهذا الدور قولا وفعلا ’ يعلن انسحابه من رئاسة تحالف الاصلاح والاعمار.
ياترى هل تنجح الحكمة في مشروعها الجديد في لملمة عمل الحكومة؟
من سينتفض من الكتل والتيارات ويؤازر المعارضة في بناء حكومة تخدم كما يريد الشعب لا كما تريد الحكومة.
هكذا يصبح الوفاء عندما يؤازر الكتل السياسية شعبها المنتفض من اجل الخدمات التي اصبحت منعدمه ولا من رقيب ولا حسيب.
هكذا لخصها احد الشعراء بابيات:-
اليريد ايكون عالي الشان عند الناس
يصير ازغير ربعه موش يتكبر
احترام الناس واجب الله وصه اعليه
واليوفي الربعه ابد مايخسر
وانته الهوه هذا لو يمر اعليك
بجرة النفس منه اعليه تتكبر
الله انطاك صحه وعقل للتدبير
وبرمشة جفن ياخذهن وتخسر
الجبير ايصير خيمه ويلم كل الناس
ويشيل هموم ربعه ابعينه لو يكدر