22 ديسمبر، 2024 10:35 ص

الامام محمد الباقر عليه السلام محرر الاقتصاد الإسلامي وأثره في تعريب النقود الاسلامية

الامام محمد الباقر عليه السلام محرر الاقتصاد الإسلامي وأثره في تعريب النقود الاسلامية

لكل بلد ترتبط عظمته بوضعيته الاقتصادية فهي من تضعه في موضع الاستقرار والتطور والارتقاء بمستوى العيش لدخل مواطنيه  , فالكثير من الدول تتقدم وتتفوق على مسارات امم ودول اخرى من خلال وضع جدوى اقتصادية للنهوض بالواقع الاجتماعي والزراعي وكافة الميادين ,ولانغفل ان استقرار اي دولة وأنخفاض نسبة الجرائم والتعاطي بالرشوة حينما ينسجم اقتصادها في تلبية احتياجاتها والقوة الشرائية لسكانها ومعدل الدخل الشهري لمستوى الفرد , في العصر الاسلامي وبعد الانفتاح على الشعوب الاخرى رغم ان التعامل المادي كان اغلبه بالمقايضه وعند دخول الاسلام الى شعوب ومناطق محرره واسعة ,فكر قادة الدول ان يتم التعامل بعملة رمزية تكون الاساس في المعاملات الاقتصادية ,وبعد ان بدأ انتشار التعامل بالدينار والدراهم  الفارسية والروميه , لم يجد الاقتصاد العربي من التحرر وفي اي لحظة معرض للخطر والتهديد وربما سيكون له تداعيات كثيرة تهز استقرار البلد والمجتمع  وحكومته وينعكس ذلك على المستوى العام لمعيشة الفرد وهو الخاسر الكبير في الانعكاسات السلبية لهدر الاقتصاد المرتبط بالقوة الخارجية , كما نشهد في بلدنا اليوم عملية التداول في العملة الصعبة وكيفية ادارتها من قبل البنك الفدرالي وهي تضع شروط في التعامل كون الاحتياط النقدي للعملة الصعبة موجود في البنك الامريكي  وهي من تدور العملية وتخطط للضغط على الدولة سياسيا في تدبير الكثير من الامور لصالح امريكا في اي لحظة, ولايختلف الأمر في العصر الاسلامي والدولة هي اسيرة  وتبعية للدول المتحكمة بوضعية اقتصادها , ومن هذا المنطلق كان الامام المعصوم محمد بن علي الباقر عليه السلام مفخرة وريادة ونابغة وعمودا اساسيا واشعاع فكري واقتصادي لايمكن الاستغناء عنه رغم ان الدولة كانت تترصد له وتبعده من زمام الامور , وبعد ان عجزت الدولة عن تحرير اقتصادها من العملة والتهديد الرومي بضرب العملة وشتم الرسول والحاق الاذى بالاقتصاد العربي , فكرت وفشلت مررا في ايجاد الحل وفك الارتباط النقدي وتحرير الاقتصاد العربي من القيود الاجنبية في عهد عبد الملك بن مروان ,والقصة لانذكرها بالتفصيل , وانا اقتصر ماجرى من قراطيس وثياب مطرزة باللغة الرومية وبعد ترجمتها وجدها مخالفة وفيها طعن لللاسلام ومنعها من ذلك وارادوا ان يعدل عن رأيه عبد الملك وارسل له هدايا من قبل ملك الروم في سبيل السماح لذلك وضاعفوا الهدية ورفضها , ثم جاءوا بالتهديد بضرب العملة باسم نبي الاسلام ,كون العملة كانت تضرب في بلاد الروم  , فجمع أهل الإسلام واستشارهم فلم يجد عند احد منهم رأياً يعمل به ، فقال له روح بن زنباع : “انك لتعلم المخرج من هذا الأمر ولكنك تتعمد تركه ، فقال : ويحك من، فقال : عليك بالباقر من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) قال : صدقت ، ولكنه ارتج علي الرأي فيه ، فكتب إلى عامله بالمدينة ان اشخص إلي محمد بن علي بن الحسين مكرماً ومتعه بمائة ألف درهم لجهازه وبثلاثمائة ألف درهم لنفقته، وأرح عليه في جهازه من يخرج معه من أصحابه ، وحبس الرسول قبله إلى موافاة محمد بن علي ، فلما وافاه اخبره الخبر ، فقال له الإمام محمد بن علي (عليه السلام) : لا يعظم هذا عليك فانه بشيء من جهتين ، أحداهما ان الله عز وجل لم يكن ليطلق ما تهدد به صاحب الروم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، والأخر وجود الحيلة فيه ، قال : وما هي ، قال : تدعوا في هذه الساعة بصناع فيضربون بين يديك سككاً بالدراهم والدنانير وتجعل النقش عليها صورة التوحيد ، وذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحداهما في وجه الدراهم والدنانير ، والأخر في الوجه الثاني ، وتجعل في مدار الدراهم والدنانير ذكر البلد الذي يضرب فيه والسنة التي يضرب فيها تلك الدراهم والدنانير ، وتعمد إلى وزن ثلاثين درهما عدداً من الأصناف الثلاثة التي العشرة منها وزن عشرة مثاقيل ، وعشرة منها وزن ستة مثاقيل ، وعشرة منها وزن خمسة مثاقيل ، فتكون اوزانها جميعاً إحدى وعشرين مثقالاً ، فتجزئها من الثلاثين فتصير العدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل ، وتصب صنجاب من قوارير لا تستحيل إلى زيادة ولا نقصان فتضرب الدراهم على وزن عشرة ، والدنانير على وزن سبعة مثاقي” . وتشير الروايات ان الدراهم كانت في ذلك الوقت إنما هي الكسروية التي يقال لها اليوم البغلية  ، ففعل ذلك عبد الملك وأمره الامام محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) ان يكتب السكك في جميع بلدان الإسلام وان يتقدم إلى الناس في التعامل بها ومعاقبة من يتعامل بغير هذه السكة من الدراهم والدنانير وغيرها، وان تبطل وترد إلى مواضع العمل حتى تعاد إلى السكك الإسلامية، ففعل عبد الملك ذلك، ورد رسول ملك الروم إليه بذلك يقول : ان الله عز وجل مانعك مما قد أردت ان تفعله، وقد تقدمت إلى عمالي في أقطار البلاد بكذا وكذا بإبطال السكك والطروز الرومية، فقيل لملك الروم : افعل ما كنت تهددت به ملك العرب , نحن نعرف ان اهل البيت هم شموس الله في عالم الخليقة  والذي عمله الامام محمد الباقر عليه السلام  عملا لايستهان به وحفظ الامة الاسلامية من الاستغلال والانجرار والتبعية للدول الاجنبية وحرر حياة الشعب الاسلامي من الاستغلال ورسم سياسة اقتصادية وثبت بذلك اركان الوضع الاقتصادي للامة الاسلامية  رغم ماجرى عليه من ويلات الا ان واجب المعصوم هو انقاذ المجتمع من الازمات والتدعيات وبناء مجتمع اسلامي صحيح خالي من الظلم والاستعباد , ومن المؤسف جدا منذ عقود كثيرة نحن نقرأ في فصول الدراسة بمادة التاريخ ان اول من عرب العملة وضرب على يد المتلاعبين وبنى سكة لضرب النقود هو الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان ومع شديد الاسف تركزت هذه المعلومات في اذهان طلبتنا لعدة سنين واجيال متعاقبة, واليوم المسؤولية تقع على الاساتذه في ميادين الدراسة وفي بوحة العلم في الجامعات من على منابر الحق في الصحف في مواقع التواصل الاجتماعي ان يصدحوا بهذه الحقيقة ان الامام المعصوم محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام الملقب بالباقر هو من عرب وحرر والغى تبعية الاقتصاد الاسلامي وليس عبد الملك بن مروان الملك الاموي .