للسنة الثانية على التوالي اقرا القران في شهر رمضان بتدبر وقد مضى ثلاثا منه وانا في سورة الحمد (فاتحة الكتاب ) فرغم ان القران الكريم كل سوره عظيمة … لكن رايت ان سورة الحمد تختلف عن جميع السور لانها السورة الوحيدة التي يناجي العبد فيها ربه بينما باقي السور الله سبحانه وتعالى هو الذي يخاطب عبده , ومن هنا استلزم الامر ان تقرا سورة الحمد في كل صلاة ولا صلاة بدون سورة الحمد… نعود لنتامل مفردات فاتحة الكتاب وبالتحديد كلمة الحمد لماذا لم تكن بدلها الشكر ؟ وهل الحمد تقع ضمن الشكر او بالعكس … عادة الشكر هو جواب عن اسداء معروف بينما الحمد ليس هكذا فانه قد يحتمل ان تصاب بضرر وتحمد الذي قام لك بهذا الضرر وهذه الخصوصية انفرد بها الخالق وحدة ومن هنا قيل لا يحمد على مكروه سواه فالشكر يدخل ضمن الحمد والعكس غير صحيح …قد يتابدر الى ذهنك ما الفرق بين لفظ الجلالة الله وكلمة الرب ولماذا استخدما معا في الاية الكريمة ( الحمد لله رب العالمين ) والجواب الله يختص بمن يعبده بينما الرب يختص بالمخلوقات كافة عبدته ام لم تعبده … وكذلك الرحمن الرحيم فالرحمن يشمل كل الخلق بينما الرحيم خاص بالمؤمنين…اهدنا الصراط المستقيم , والصراط المستقيم هم اهل البيت وبالتحديد علي (ع) ولكون القران يفسر بعضه ببعض فالاية 41من سورة الحجر تشير الى ذلك وقبل الشروع احببت ان اجيب على تساءل احد الاخوة على الفيسبوك بقوله : اذا انا على نهج وصراط علي (ع) فلماذا اكرر الامر في كل صلاة ؟ والجواب اننا مهتدون للصراط في الجمله وليس مهتديون بالجملة ، أي أنه ليس عندنا الهداية المطلقة ، بل عندنا مطلق الهداية أي هداية بنسبة مئوية – إن صح التعبير وبقي هناك أجزاء من الهداية لم نحصل عليها لحد الان لذلك نريد ان نبلغها كالطالب يقرا ويطمح ان يحصل على معدل يؤهله لدخول كلية الطب او الهندسة وليس ان ينجح بمعدل يدخله معهد مثلا… قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ – الحجر – الآية – 41نحن نقول ان الاية تحتمل قراءتها هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم , اما الذي يخالفني الراي وربما يعتبر ما قلته اعوذ بالله هو تحريف للقران الكريم فانا اقول له مصداق تحريف القران ينحصر في تغير الكلمة او الحروف فهل حصل تغير في هذا باية الحجر 41؟ الجواب كلا حيث كلمة صِرَاطٌ بقيت كما هي وحروفها كما هي (ص .ر.ا. ط ) وكذلك كلمة عَلَيَّ (ع.ل.ي ) فالتغير حصل في الحركات ونحن هنا نتساءل هل القران الكريم انزل على النبي الاعظم (صلى) منقط وفيه حركات بالتاكيد الجواب كلا وهذا ما تثبته نسخ القران الكريم الموجودة في المتاحف حاليا والتي كتبت في الصدر الاول للاسلام انظروا صورة للقران الكريم لحد نهاية حكم الخليفة عثمان بن عفان المنشورة على الرابط التالي فهي غير منقطة وغير معلمة بحركات https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1139550629394089&set=a.213232298692598.65224.100000174890569&type=1&theater
وان التنقيط حصل في خلافة الامام علي (ع) وعلى يد ابو الاسود الدؤولي ففي كتاب الإصابة لابن حجر ج3 ص456 يقول :في ترجمته لأبي الأسود: «عن المبرد قال: أول من وضع العربية ونقّط المصاحف أبو الأسود، وقد سئل أبو الأسود عمن نهج له الطريق فقال: تلقيته عن علي بن أبي طالب … واما نقط الإعجام والحركات الذي بين أيدينا فأول من وضعها هو الخليل بن أحمد الفراهيدي وبالتالي نريد ان نعرف من هو الذي حرك الاية الكريمة (هذا صراطٌ علَيَّ مستقيم) ولماذا لم تكن (هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم) ؟ وهل يوجد مانع نحوي – بلاغي لتقرا بوجه ثاني ولناتي الى اعراب الاية ولنرى كم وجه من الاعراب تحتمل ؟
الوجه الاول
قال : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب, والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .
هذا : ها : للتنبيه . ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
صراط : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
علي : جار ومجرور متعلق بـ( مستقيم ) .
مستقيم : نعت لـ( صراط ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
الوجه الثاني
قال : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب, والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .
هذا : ها : للتنبيه . ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
صراط : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف .
علي : اسم مضاف اليه مجرور بالكسرة
مستقيم : نعت لـ( صراط ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
نعود الى الاية الكريمة فهي في مقام محاورة بين الله سبحانه وتعالى وبين إبليس ، فيقول إبليس: “قال ربّ بما أغويتني لأزيّننَّ لهم في الأرض ولأُغويّنهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلَصين”فيردّ الله تعالى عليه بالقول: “قال هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم , إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبّعك من الغاوين”.
فالسياق يُظهر أنه سبحانه في مقام تبيان جهوية الاستقامة في قبال انحراف طريق إبليس، لا في مقام مآلية الاستقامة إليه سبحانه كما ورد في التفسيرات، وهذا واضح لكل من تذوّق لغة القرآن وإلا ما كان هناك تمييز في الآية السابقة (إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) والآية اللاحقة (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ)… ثم المفسرون وقعوا في اشكال بتحديد معني علَيَّ وقالوا بمعنى الَيَّ وقد نسوا ان الترداف في الكلمات غير موجود في القران الكريم فحتى الكلمة الواحدة يختلف معناها باختلاف السور التي ترد فيها ثم لماذا رب الجلالة لم يقل الَيَّ مباشرة ؟
اذن القضية في اختلاف القراءات وليس هي تحريف للقران وليس ممنوعة بل هي مشروعة وعلى ما تقدّم يتضح لك أن اسم (علي) صلوات الله عليه مذكور في القرآن صراحة وإنما قرأوه على نحو آخر وان القراءات السبع للقران الكريم اجازت حتى استبدال الحروف فاجاز القراء ان تقرا الصراط بالصاد او بالسين في سورة الحمد وكذلك مالك يمكن قراءتها ملك وان القراءات السبع للقران الكريم تتضمن التغير في الحركات كما في اية (إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ) فمرة ارجلكم ياتي اللام منصوب ويكون معطوف على الوجوه ومرة تقرا اللام في الارجل مكسور فتعطف على الرؤوس ومن هنا اختلف المسلمون بالضوء بين مسح الاقدام وبين غسلها … وبحثنا في الاية 41 من سورة الحجر من هذا الباب واساسا هذه الاية الكريمة لها قراءتان متواترتان فقرأ الجمهور [ عَلَيَّ ] بفتح اللام وفتح الياء على أنها [ عَلَى ] اتصلت بها ياء المتكلم والمعنى : هذا صراط مستقيم دالٌ عليَّ وموصلٌ إليَّ وهو قول مجاهد وابن تيمية وقرأ يعقوب [ عَلِيٌ ] بكسر اللام وضم الياء وتنوينها على أنه وصف من العلوّ وصف به صراط والمعنى : هذا صراط عليٌ رفيع المقام يعلو بنفسه على كل طرق الباطل ويعلو بأهله على كل أهل الباطل …اذن اذا كان بالاصل في قراءة هذه الاية وحركاتها خلافان فليكن ما بحثته هو خلاف ثالث ايضا بسبب الحركات بعد ان بينت مشروعيته منطقيا ولغويا , لكن تبقى المصيبة التي وقع بها المفسرون وهو ان جعلوا للصراط ثلاثة انواع … صراط الذين انعمت عليهم واعتبروه خاص بالمسلمين وصراط المغضوب عليهم وهو خاص باليهود وصراط الظالين وهو خاص بالنصارى فباي حق صنفوا هذا التصنيف ومن اجاز لهم ؟ في حين ثبت بالمصداق ان شر الامم هم المسلمون الكذب والغش والنفاق وقتل النفس وانتهاك الحرمات .
واخيرا اثناء كتابتي هذا المبحث القصير اعتبرت مذهبي المعرفة العلمية ولذلك لم اعتمد على اي مصدر من كتب اتباع اهل البيت او رواية عن الائمة المعصومين (ع) بشان الاية الكريمة موضوعة البحث … وعليه مهما قلت عن الامام علي (ع) فهو لا يساوي شيئا امام مكانته وعظمته فعلي القران الناطق والصراط المستقيم كما قال عن نفسه ومهما تحسس الطرف الاخر واصابه الغثيان والضجر مما بحثته فانه لا يضر الامام شيئا .
e=”color:#000; background-color:#fff; font-family:HelveticaNeue, Helvetica Neue, Helvetica, Arial, Lucida Grande, Sans-Serif;font-size:16px”>
الامام علي (ع) في القران الكريم ليس كناية ومجازا واستعارة
راجي العوادي*
للسنة الثانية على التوالي اقرا القران في شهر رمضان بتدبر وقد مضى ثلاثا منه وانا في سورة الحمد (فاتحة الكتاب ) فرغم ان القران الكريم كل سوره عظيمة … لكن رايت ان سورة الحمد تختلف عن جميع السور لانها السورة الوحيدة التي يناجي العبد فيها ربه بينما باقي السور الله سبحانه وتعالى هو الذي يخاطب عبده , ومن هنا استلزم الامر ان تقرا سورة الحمد في كل صلاة ولا صلاة بدون سورة الحمد… نعود لنتامل مفردات فاتحة الكتاب وبالتحديد كلمة الحمد لماذا لم تكن بدلها الشكر ؟ وهل الحمد تقع ضمن الشكر او بالعكس … عادة الشكر هو جواب عن اسداء معروف بينما الحمد ليس هكذا فانه قد يحتمل ان تصاب بضرر وتحمد الذي قام لك بهذا الضرر وهذه الخصوصية انفرد بها الخالق وحدة ومن هنا قيل لا يحمد على مكروه سواه فالشكر يدخل ضمن الحمد والعكس غير صحيح …قد يتابدر الى ذهنك ما الفرق بين لفظ الجلالة الله وكلمة الرب ولماذا استخدما معا في الاية الكريمة ( الحمد لله رب العالمين ) والجواب الله يختص بمن يعبده بينما الرب يختص بالمخلوقات كافة عبدته ام لم تعبده … وكذلك الرحمن الرحيم فالرحمن يشمل كل الخلق بينما الرحيم خاص بالمؤمنين…اهدنا الصراط المستقيم , والصراط المستقيم هم اهل البيت وبالتحديد علي (ع) ولكون القران يفسر بعضه ببعض فالاية 41من سورة الحجر تشير الى ذلك وقبل الشروع احببت ان اجيب على تساءل احد الاخوة على الفيسبوك بقوله : اذا انا على نهج وصراط علي (ع) فلماذا اكرر الامر في كل صلاة ؟ والجواب اننا مهتدون للصراط في الجمله وليس مهتديون بالجملة ، أي أنه ليس عندنا الهداية المطلقة ، بل عندنا مطلق الهداية أي هداية بنسبة مئوية – إن صح التعبير وبقي هناك أجزاء من الهداية لم نحصل عليها لحد الان لذلك نريد ان نبلغها كالطالب يقرا ويطمح ان يحصل على معدل يؤهله لدخول كلية الطب او الهندسة وليس ان ينجح بمعدل يدخله معهد مثلا… قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ – الحجر – الآية – 41نحن نقول ان الاية تحتمل قراءتها هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم , اما الذي يخالفني الراي وربما يعتبر ما قلته اعوذ بالله هو تحريف للقران الكريم فانا اقول له مصداق تحريف القران ينحصر في تغير الكلمة او الحروف فهل حصل تغير في هذا باية الحجر 41؟ الجواب كلا حيث كلمة صِرَاطٌ بقيت كما هي وحروفها كما هي (ص .ر.ا. ط ) وكذلك كلمة عَلَيَّ (ع.ل.ي ) فالتغير حصل في الحركات ونحن هنا نتساءل هل القران الكريم انزل على النبي الاعظم (صلى) منقط وفيه حركات بالتاكيد الجواب كلا وهذا ما تثبته نسخ القران الكريم الموجودة في المتاحف حاليا والتي كتبت في الصدر الاول للاسلام انظروا صورة للقران الكريم لحد نهاية حكم الخليفة عثمان بن عفان المنشورة على الرابط التالي فهي غير منقطة وغير معلمة بحركات https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1139550629394089&set=a.213232298692598.65224.100000174890569&type=1&theater
وان التنقيط حصل في خلافة الامام علي (ع) وعلى يد ابو الاسود الدؤولي ففي كتاب الإصابة لابن حجر ج3 ص456 يقول :في ترجمته لأبي الأسود: «عن المبرد قال: أول من وضع العربية ونقّط المصاحف أبو الأسود، وقد سئل أبو الأسود عمن نهج له الطريق فقال: تلقيته عن علي بن أبي طالب … واما نقط الإعجام والحركات الذي بين أيدينا فأول من وضعها هو الخليل بن أحمد الفراهيدي وبالتالي نريد ان نعرف من هو الذي حرك الاية الكريمة (هذا صراطٌ علَيَّ مستقيم) ولماذا لم تكن (هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم) ؟ وهل يوجد مانع نحوي – بلاغي لتقرا بوجه ثاني ولناتي الى اعراب الاية ولنرى كم وجه من الاعراب تحتمل ؟
الوجه الاول
قال : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب, والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .
هذا : ها : للتنبيه . ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
صراط : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
علي : جار ومجرور متعلق بـ( مستقيم ) .
مستقيم : نعت لـ( صراط ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
الوجه الثاني
قال : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب, والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .
هذا : ها : للتنبيه . ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
صراط : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف .
علي : اسم مضاف اليه مجرور بالكسرة
مستقيم : نعت لـ( صراط ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
نعود الى الاية الكريمة فهي في مقام محاورة بين الله سبحانه وتعالى وبين إبليس ، فيقول إبليس: “قال ربّ بما أغويتني لأزيّننَّ لهم في الأرض ولأُغويّنهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلَصين”فيردّ الله تعالى عليه بالقول: “قال هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم , إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبّعك من الغاوين”.
فالسياق يُظهر أنه سبحانه في مقام تبيان جهوية الاستقامة في قبال انحراف طريق إبليس، لا في مقام مآلية الاستقامة إليه سبحانه كما ورد في التفسيرات، وهذا واضح لكل من تذوّق لغة القرآن وإلا ما كان هناك تمييز في الآية السابقة (إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) والآية اللاحقة (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ)… ثم المفسرون وقعوا في اشكال بتحديد معني علَيَّ وقالوا بمعنى الَيَّ وقد نسوا ان الترداف في الكلمات غير موجود في القران الكريم فحتى الكلمة الواحدة يختلف معناها باختلاف السور التي ترد فيها ثم لماذا رب الجلالة لم يقل الَيَّ مباشرة ؟
اذن القضية في اختلاف القراءات وليس هي تحريف للقران وليس ممنوعة بل هي مشروعة وعلى ما تقدّم يتضح لك أن اسم (علي) صلوات الله عليه مذكور في القرآن صراحة وإنما قرأوه على نحو آخر وان القراءات السبع للقران الكريم اجازت حتى استبدال الحروف فاجاز القراء ان تقرا الصراط بالصاد او بالسين في سورة الحمد وكذلك مالك يمكن قراءتها ملك وان القراءات السبع للقران الكريم تتضمن التغير في الحركات كما في اية (إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ) فمرة ارجلكم ياتي اللام منصوب ويكون معطوف على الوجوه ومرة تقرا اللام في الارجل مكسور فتعطف على الرؤوس ومن هنا اختلف المسلمون بالضوء بين مسح الاقدام وبين غسلها … وبحثنا في الاية 41 من سورة الحجر من هذا الباب واساسا هذه الاية الكريمة لها قراءتان متواترتان فقرأ الجمهور [ عَلَيَّ ] بفتح اللام وفتح الياء على أنها [ عَلَى ] اتصلت بها ياء المتكلم والمعنى : هذا صراط مستقيم دالٌ عليَّ وموصلٌ إليَّ وهو قول مجاهد وابن تيمية وقرأ يعقوب [ عَلِيٌ ] بكسر اللام وضم الياء وتنوينها على أنه وصف من العلوّ وصف به صراط والمعنى : هذا صراط عليٌ رفيع المقام يعلو بنفسه على كل طرق الباطل ويعلو بأهله على كل أهل الباطل …اذن اذا كان بالاصل في قراءة هذه الاية وحركاتها خلافان فليكن ما بحثته هو خلاف ثالث ايضا بسبب الحركات بعد ان بينت مشروعيته منطقيا ولغويا , لكن تبقى المصيبة التي وقع بها المفسرون وهو ان جعلوا للصراط ثلاثة انواع … صراط الذين انعمت عليهم واعتبروه خاص بالمسلمين وصراط المغضوب عليهم وهو خاص باليهود وصراط الظالين وهو خاص بالنصارى فباي حق صنفوا هذا التصنيف ومن اجاز لهم ؟ في حين ثبت بالمصداق ان شر الامم هم المسلمون الكذب والغش والنفاق وقتل النفس وانتهاك الحرمات .
واخيرا اثناء كتابتي هذا المبحث القصير اعتبرت مذهبي المعرفة العلمية ولذلك لم اعتمد على اي مصدر من كتب اتباع اهل البيت او رواية عن الائمة المعصومين (ع) بشان الاية الكريمة موضوعة البحث … وعليه مهما قلت عن الامام علي (ع) فهو لا يساوي شيئا امام مكانته وعظمته فعلي القران الناطق والصراط المستقيم كما قال عن نفسه ومهما تحسس الطرف الاخر واصابه الغثيان والضجر مما بحثته فانه لا يضر الامام شيئا .