23 ديسمبر، 2024 6:24 م

الامام علي (ع) رمز الوجود الانساني

الامام علي (ع) رمز الوجود الانساني

لقد جسد الامام علي الاسس السلميه لبناء الدولة الاسلامية ، بل المدنية ، فعمد الى وضع قواعد تنظم العلاقات الاجتماعية وتنظم العمل الحكومي في هذه الدولة ، فكان حق على القوانين الدولية ، ومنظمات حقوق الانسان ان تقدر هذا الجهد الذي سعى اليه الامام (ع) ، فكان قاعدته في هذا البناء هو العدالة التي تعني هو رعاية الحقوق كاملة على عكس الظلم الذي يعني عدم احترام الحقوق أو عدم رعاية حقوق الناس فبالعدل توزع الحقوق على الناس حسب الأولويات الطبيعية بينما الظلم يعني سحق تلك الأولويات وبالتالي اضاعة حقوق الآخرين .
فهكذا كانت بداية الدوله الاسلاميه بقيادة سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله أخذ كل انسان حقه ولا احس اي انسان في دولة النبي باي ظلم ولا هضم ولا نقص فكانوا غارقين في عدله ونبله وقسطه فعرف لجميع الناس ولجميع الاديان والبشرية عموما معنى التساوي والمساواة .
وهذا النموذج تجلى في خلافة تلميذه وابن عمه الامام علي ابن ابي طالب فقد كانت دولته الفتيه مثالا للعدل ومثالا لرعاية الحقوق واحترامها و المساواة بين الناس فكان لا يحس الفقير بأن الدوله مقصر فيه ولا اليتيم بالنقصان ولا المسكين بالحرمان . فلقد اوجد الامام علي انسجاما بين وجوده والوجود و العدالة التكوينية في عالم الخلقة. ليطبق العدالة الموجودة في السماء و الارض و جميع ظواهر العالم في حياته و حياة اسرته و اصحابه و المجتمع الاسلامي و يوجد توافقا بينها. انه‏ عليه السلام يعتبر العدالة سر بقاء الحكومة و استمرارها و دوامها، و يراها هدفا ساميا في تكوين الحكومة، و مسؤولية الهية اخذ الله الميثاق عليها و اكد على مسؤولية الناس تجاه الحكومة لإجراء العدالة. و الحاكم من نظر الامام علي لابد ان يكون ممن يبسط العدالة و يظهر عدالته من خلال مشاركته لآلام و معاناة الناس ، و احياء احكام الدين و الدفاع عن المحرومين، و اخذ الحق من المعتدين.و افضل عباد الله الامام العادل الذي اهتدى و عمل على هداية الآخرين و لم يطمع بأموال الناس و يابى عن ظلمهم.
و لقد كان الامام علي يرى ضرورة بسط العدالة في السياسة و الامور السياسية بحيث انه لم يغض الطرف عن الشورى و التشاور و كما ان القيام بالتشاور بين الناس نوع من العدالة الاجتماعية فهو يعتبر لزوم العدالة في كيفية تطبيقه ايضا و يؤكد على ذلك. وافضل التشاور عنده هو ما عملت فيه العدالة.
فالاقتداء الصحيح و المناسب للزمن بالنظام العلوي للحكم يمكن ان يقدم حكومة علي بن ابي ‏طالب الاولوية لطلاب العدالة و الاحرار كاروع نموذج في الادارة و الحكم. لقد تعرض الامام علي باعتباره الانسان العادل الى المسائل الاجتماعية و السياسية و الثقافية و جاء برؤى قيمة فترة السنوات الخمس من حكومته و كتاب نهج البلاغة قد ضم هذه الرؤى و الرشحات الفكرية و العملية له ‏على صعيد السياسة و الحكم و التي تعد دون شك مفتاحا لاهلية النظام الاسلامي و معرفة اسسه الفكرية و القيمية التي قدمت ولا زالت تقدم الى يومنا هذا النموذج الحقيقي لمعنى العدالة.