رد على مقال عدنان شمخي المنشور في موقع كتابات يوم 11/2/2015
( ابو بكر البغدادي واوجه الشبه بين المنتظر الامام علامات الظهور )
بادئ ذي بدء فان عنوان المقال المذكور هو عنوان مشوش وغير مكتمل ولايشكل جمله مفيده ، ومن المعلوم ان على الكاتب ان يفكر جليا في عنوان مقالته لتكون بابا مقبولا يلج منه القارئ الى الافكار التي يود تسويقها الى الملتقي .
وبعد …فأن ماأثار استغرابي حقاً هو ان كاتب المقال اراد في مقاله سابقه ان ينسف فكرة ولاده الامام المهدي ( علية السلام ) ووجوده دون ان يقدم دليلاَ نقليا او عقليا يؤيد فكرته وهي بالمناسبه فكره سبق في طرحها العديد من ناقصي العقل والفهم الذين لم يطًلعوا على التاريخ وعلى التراث الثرً للشيعه الأمامية وماورد فيه من احاديث نبوية في كتب الفريقين اما فيما يخص عملية وجود الامام وحياته مابعد الغيبه الكبرى فأني انصح الكاتب بمراجعه ( موسوعة الامام المهدي ) للسيد محمد محمد الصادق الصدر باجزاءها الاربعه ، لكي يستقي منها بعض المعرفه التي اجد انه بحاجه ماسه لها ، ليس على صعيد المعرفه بحد ذاتها ، بل على صعيد العلم بالشئ ، ورغم اني على يقين ان امثاله ليسوا على قدر من الفهم يمكنهم من استيعاب بضع صفحات من هذه الموسوعه الكبيرة.
وعودا على بدء …. فأن الكاتب في مقاله ذو العنوان المفكك والذي يبدو وكأنة مترجم من اللغه الانكليزية بترجمه حرفيه والا فما الذي يعنيه بعبارة
( المنتظر المهدي والامام ظهور علامات ) …
فان الثابت ان الامام المهدي ( عج ) سيحمل راية العدل الالهي ، وان الحديث النبوي الاكثر شيوعا ( انة سيملأ الارض قسطا وعدلا بعد ان مُلأت جورا وظلما ) وبالتالي فأن هذا الحديث المتواتر المقبول المشهور المنقول من مصادر كل المسلمين يكفي ان يكون رداً على كاتب المقال .
ورغم ذلك فأني اود الاشاره الى ان الصورة التي سوُقها الكاتب والتشبيه الفج بين شخصية أمام معصوم وريث لأئمه ، معصومين ، ورثة للنبوه الخالده ، لم يُعرف عن اي منهم انه ظلم انسانا او ارتكب معصية أو أشاع فاحشه أو سفك دمأ ، أمام وريث لمقاليد النبوه الامامية ، مثله لن يكن ابداَ سفاحاَ قاتلاَ مأجور ، ذباحاَ ، ظالما ، منتهكا َ للاعراض مثل المجرم ابو بكر البغدادي الذي تزعم تنظيما دمويا ارهابيا يرتكز على افكار متطرفه تكفر من لايشاركه الرأي وتقتل وتذبح وتسبي النساء ، فيما كان تاريخ أئمة اهل البيت واتباعهم مثالا للتسامح وقبول الاخر واحترام معتقدات واراء المعاندين والمخالفين والقاسطين .
ولا ادري كيف ان الكاتب يخالف جمهور المتابعين لحركة التاريخ المعاصر واحداثه المتواترة والمتعلقه بعصر الظهور والتي يجمع فيها الباحثون ان تنظيم القاعده ورأس الحربة فيه داعش الارهابي انما هي طلائع (السفياني) الذي يمكن ان يكون شخصا او حركة وفكرا.
وان الامام المهدي ( عج ) سيكون على راس الحركة التي تواجه امتداد السفياني والفكر الذي يدمر كل جميل في الحياة الانسانية ويضع حدا لتمدده وعلى جميع مساحة خارطة الظهور وخصوصا في المنطقة العربية والشرق الاوسط .
لقد بدأ واضحا ان الكاتب لم يحط خبرا بالحركة المهدوية ولا يعرف شيئا عن حركة الامام وانه سيحكم ما انزل الله تعالى والتالي سيكون الاسلام منهجا متكاملا للحياه ، وان كان الكاتب يمتلك فكرا او منهجا للحكم خير من الاسلام فليأت به والا فليصمت ولا يحاول ان ينطح صخرة عجز من قبله من عتاة الحاقدين من ان يوهنوها ( بل أوهن قرونهم الوعل ).
اما الصورة الدمويه التي يحاول البعض تسويقها للامام المهدي وما يصفونه به من قسوه وعلو في الارض ، فأنها سبق وان روج لها اعداء الاسلام الذين سبقوا (عدنانا )هذا ، والذين حاولوا ان يجذبوا انتباه الناس الى ( الجانب الحركي والعسكري ) في حركة الامام المهدي (عج ) .
والتي سيقوم فيها بدكً اوكار العتاه والمرده وألحكام الظالمين والسفياني واتباعه و ( الاعور الدجال ) الذي يمثل الطغيان الغربي والاستكبار العالمي ، وهي في جوهرها حرب ستستمر بضع سنين ، ويقيناً فأن للحرب تقاليدها وتداعياتها وليس هناك حربا نظيفة ، وارجوا ان يلتفت الكاتب الى المواجهه الدائرة ين داعش الارهابي التكفيري وابناء الحشد الشعبي من المتطوعين ويلتمس الفرق بين اداء الفرقتين في الحرب ، وكيف يتعامل الداعشيون مع الاسرى النساء والحرمات ، وكيف يتعامل ابناء الحشد في نفس الاطار ليكتشف ان هناك فرقا كبيرا ، وهذا الفرق يعود الى تمسك اتباع اهل البيت لمنهج الحق والعدالة واتباع سنتهم قولا وفعلا .
اطمئن الكاتب ان الامام المهدي عليه السلام سيأتي بالاسلام الحقيقي المحمدي الذي سينسف الكثير من الممارسات اللامقبولة وانه سيحكم بمنهج يتفوق على كل ديقراطيات العالم القاصرة والتي لاتوجد الا في مجال خيال مبتكريها .
وسيرفع شعار العداله الانسانية وفي زمنه ستخرج الارض كنوزها ويبارك الله بخبرات الارض ، وستكتمل فيه عقول الناس فيبدعوا او يمنحوا خير مالديهم .كما سيعم الأمن والأمان وتكفل حرية التعبير والمعتقد وتقوم دولة العدل الالهي ( الحلم ) وتكون عاصمتها الكوفه المقدسه .
ان حكم الامام المهدي ( ع) سيكون شبيها لحكم رسول الله صلى الله عليه واله مع الأخذ بنظر الاعتبار المتغيرات التي طرأت خلال هذه القرون ، وربما اجد من المفيد ان الفت نظر الكاتب الى ان وجود الامام المهدي عليه السلام بين ظهراتينا حيا خلال هذه القرون قد اكسبه ( خبرة ) التعايش مع كل جديد في التغيرات التي حدثت في مجال التكنلوجيا ، ولن تكون غريبه عليه وهو بحكم العلم اللد فَي الذي يملكه سيمنح الانسانية علوما ومعرفه وتقنية وافكاراَ تتجاوزماهو موجود حاليا بل ستتفوق عليها .
أطمئن الكاتب انه ورغم ( تخلفه ) الفكري والمذهبي ودعايته السيئه المجانية وربما المدفوعه الثمن ( وربما اخرى ) لأعداء الاسلام كعنوان عام ولمذهب اهل البيت ومنهجهم الحق ، سيكون معززا مكرما في دوله الامام المهدي التي ندعو الله تعالى ان يُكحل اعيننا بنظرة منا اليه .