18 ديسمبر، 2024 11:53 م

الامام الصادق عليه السلام وحيد عصره وعالم دهره

الامام الصادق عليه السلام وحيد عصره وعالم دهره

تتحير العقول لصياغة انقى الكلمات وتقف الانامل ترتسم اعذب الجمل لربما لاتجد الدقة والبياض في وصف اوسيرة مشبعة بالمأثر لصادق القول عليه السلام بعد عن بسط رداء العلم والمعرفة ليستنير بها جيل بعد جيل وتزهو للقلوب معارف الوفاء والتضحية وزيادة في العلم , فالامام الصادق عليه السلام شمس في عالم الخليقة يستمد من ضوئه معرفة الصواب وكشف الاسرار والارتقاء بحال المجتمع ونشر السعادة على وجه الارض هو من عظماء أهل البيت (عليهم السلام) وساداتهم ذو علوم جمّة وعبادة موفورة وأوراد متواصلة وزهادة بيّنة، وتلاوة كثيرة، يتتبع معاني القرآن الكريم ويستخرج من بحره جواهره ويستنتج عجايبه، ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه، رؤيته تذكّر الآخرة، واستماع كلامه يزهّد في الدنيا، والاقتداء بهديه يورث الجنة، , فهو صاحب اعظم مدرسة عرفها التاريخ شملت كل معاني الفكر والمعرفة وانت تسمع طلابه يتحدثون بارجاء المعمورة وفي كل بقعة من بقع الدولة الاسلامية عن لسان الصادق وما حظيت افكارهم بمعلومات حصنتهم لمواجهة لغز الدنيا وغوامض الدين , ورد عن النبي صل الله عليه واله اذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين فسموه الصادق, في عهد الامام تعرضت الامة الى تشويه وانحرفات من قبل الحركات الداخلة وكثرت التأويلات والانفتاح على الدول المحررة بحيث تم وضع تفسيرات واقول بعيد عن روحية الاسلام , مما جعل الامام الصادق ان يحصن مدرسته ويبث بهم الافكار الصحيحة وما ورثه من جده وابيه من علوم وتفسيرات واسرار لايعلمها الا الله واهل البيت حتى بعضها غابت من الوجود مع امام العصر والزمان ليتصدى لها معظم طلابه وقد وصلت الينا الكثير من الرويات عن المجادلات والمناقشات التي انتصر فيها وطلابه على من تضعضع الدين في قلوبهم ومن وضع لهم طريق التشويه والانحراف , استدعى ابو جعفر المنصور الامام الصادق عليه السلام الى العراق عدة مرات استفزازا وخوفا منه وكانت اخرها ليطلع من خلال اللقاء على عدم قيادته للحركات السرية المناهضة للحكم . ولما كان الإمام الصادق (عليه السلام) يفرض سياسة المقاطعة على الحكم العباسي ، أدرك المنصور أن ذلك سيؤدي إلى إضعاف مركزه ، وسلب الصفة الشرعية التي كان يضفيها على نفسه ، مما قد يؤدي إلى التخلص منه ، ولذلك عمد إلى استمالة الإمام الصادق (عليه السلام) فكتب إليه : لم لا تغشانا كما يغشانا الناس ؟ فكتب الإمام الصادق إليه : ليس لنا من أمر الدنيا ما نخافك من أجله ، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له ، ولا أنت في نعمة فنهنئك ، ولا تراها نقمة فنعزيك . فكتب إليه المنصور : لما لا تصحبنا لتنصحنا . فأجابه الإمام (عليه السلام) : من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة لا يصحبك . فقال المنصور : والله لقد ميز عندي منازل الناس من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة ، وإنه ممن يريد الآخرة لا الدنيا . وقد بين له الإمام أنه لا يمكن أن يكون له ناصرا ومعينا إلا إذا أطاع الله ، وأمر بالعدل والمعروف والإحسان ، وأمضى أحكام القرآن . ولم يخفِ على الإمام قصد المنصور عندما أراد أن يصطفيه ويجعله من أتباعه ليعلم الناس أنه الخليفة غير مدافع ، فتنقطع بذلك الشيعة عن مراجعة الإمام ، ويظهر لهم أنه تبع للمنصور , ومع ذلك فان حكام الجور في الدولة العباسية اذا مروا بضائقه اقتصادية ومسائل دينية لايعرف علمائهم من تبسيطها وحلها فيلتجأون الى ائمة الهدى كما سأل الامام الصادق عن مسألة الزكاة وبعض الامور المالية بعد ان احتار علماء العباسين من ان يجدوا حلا لها , فاوصلهم الامام الصداق الى حلها وحين سأله ابو جعفر المنصور من اين لك هذا الحل قال موجود في مصحف جدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ,, ان الامام الصادق وضع للناس مناسك الحج ولولاه لما عرف الناس تلك المناسك كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر ففتح لهم وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس وهكذا يكون الامر والأرض لا تكون إلا بإمام ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية وأحوج ما تكون إلى ما أنت عليه إذ بلغت نفسك,, كما ان هنالك اكثر من 1000 عالم غربي تأثروا بطب ومدرسة الامام الصادق التي كانت تحتوي مختلف العلوم حتى علوم الفن التي يجهلها بعض الناس على اعتبار الدين ينكرها , ناهيك عن تلك المجادلات مع علماء عصره الذي افاقهم فيها بكل شيىء, كما لايقبل الشك والانكار أنه تتلمذ على ايد الامام الصادق اربعة من الائمة واصبحوا مذاهب للمسلمين , حتى قال عنه الامام مالك ابن انس ((ما رأت عين ولا سمعت اذن ولاخطر على قلب بشر افضل من جعفر بن محمد علما وورعا وكان لايخلوا من احد الثلاث اما صائما اوقائما او ذاكرا …وأخير انطوت صفحة من المجد والثرى بعد ما دس اليه السم ابو جعفر المنصور ليقف ثرى ينبوع وعطاء اشاع فيضه كل المعارف واصبحت الامة بعده تتعثر , وسيبقى مجده وتاريخه يعلى في كل زمان ومكان , والسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .