18 ديسمبر، 2024 6:29 م

الامام الخميني و العبور الامن من الحوزة الى الثورة

الامام الخميني و العبور الامن من الحوزة الى الثورة

تمكن الامام الخميني عبر ولاية الفقيه من تجاوز اختبار النص ضد النص في قلب منظومة نصية بيانية..

و في انتظار خطاب تأسيسي جامع و مصلح غير المستهلك و السائد…

وجب القول بأن التراكمات التاريخية لمنجزات الفرس كحضارة هي التي تضمن اليوم ديمومة المنجز الإيراني و استمراريته قبل أي عامل اخر…

و هي التراكمات التي ترعاها هبة اجتهاد الإمام الخميني رحمه الله عابرا من مقولة الإنتظار لإمام الزمان () أو الإمام المهدي المنتظر و هي مقولة مركزية في المخيال الجمعي لإخواننا الشيعة…
إلى مقولة ” ولاية الفقيه ” ” الزمنية ” إلى حد كبيرمهما تلبست باللاهوتي و المطلق المتعالي لا المحايث لأن لها ارتباط وثيق بالزمني و الأرضي و الدنيوي و المحايث مثل قضايا الحكم و طبيعته و الحاكمية و مدلولاتها……
فعلى شيعة إيران خاصة و غيرهم صيانة هذا المنجز العظيم بتحرير التراث الذي يلهم ولاية الفقيه من نزعة ” الخرافي ” و ” الأسطوري” و ” شطط العرفاني ” و ” النصي ” من حيث وجهه المحايث من طرق التلقي و غيرها مهما كان تعبويا…
و استلهام اليقظة و التعبئة من كونية خطاب الثورة كما كان تراث الإمام علي رضي الله عنه كونيا و إنسانيا…
و دراسة سبل الموازنة بين تكرار مفردات ” الشخصنة ” و ” الخرافة ” المتحيزة و مفردات أصالة الفكرة و منابعها…
و ضرورة التمييز بين المصدر الإلهي و ما حمل صفة الإلهي بالتبعية تضخما أي بين إعتبار الرسول الأكرم و أعلاه الوحي منبعين أساسيين و ملهمين لا تحل محلهما بقية المصادر البشرية مهما كانت مركزية و محورية…
و أعني تردد صفة الرسول بعد الله كاسم و معنى في الخطاب و الفضاء العام و صياغته للمخيال الجمعي لا كرواية و دراية و سند و طرق تلقي للرواية و فهم و استدلال فذلك مشكل اخر…
ما لم يقبل الشيعة مثل هذا النقد العالم و العارف بشجاعة سيترنح التراث الشيعي كما يترنح اليوم التراث السني مكانه مهما كانت القوة المادية الداعمة لهذا التراث أو ذاك و سنستمر في نزاعنا كل يدعي الحق و يأتي به من التاريخ و التراث يستدعيه ليحارب به للأسف مسلمين اخرين في حرب طائفية و مذهبية…
و أعتقد أن جمهورية إيران تملك اليوم قبل فوات الأوان القوة المادية و شجاعة القرار و كل أسباب النجاح للحسم في هذا الموضوع أكثر من بقية دول السنة باعتبار عدم استقلال كينونتهم المادية من هيمنات الاخر و تدخله و نفوذ مخابره التي تنمط و تهجن فهم الإسلام…
أتمنى أن يقرأني بإيجابية و يفهمني جيدا من يقرؤون نصوصي من شيعة ايران و العراق و لبنان و غيرهم و الذين يقتربون من مصادر القرار…
فكلامي كسني يحب الشيعة من غير استبصار و لا تشيع لكن كلامه أقوى في تقديري من كلام المنتظمين داخل الفهم النسقي للمستبصرين و المتشيعين من السنة أو من أعلام الشيعة أنفسهم و أيضا السنة…
بل إن كلامي كمسلم فوق التصنيفات المتاكلة قدما و استقالة عن الواقع و منها ” سني ” ” شيعي ” يحمل من قوة الحياد و التبصر بالحقيقة ما لا يحمله الشيعي و السني أيضا…
بعيدا عن الإغراق في البحث عن مفردات فقط من التاريخ الغابر جراحا و ماسي لا تزيدنا إلا فرقة…
فبعض المشكلات وجب تجاوزها منهجيا حتى لا نبقى عالقين و من ثمة ضرورة منعها و ايقاف مفعولها بالحظر و الحجر…
كلامي يشبه أو يتقاطع مع بعض ما يقوله الحيدري أو محمد يحي او الشيخ اليعقوبي مثلا لا حصرا و غيرهما من ذوي النزوع الوحدوي الجريء…
لكن بأدوات أقوى و مغايرة علينا إنتاجها تحرره من سطوة الدليل و الدليل المضاد التي تنتجها مطاطية النص و طبيعة المنظومة النصية التي تنتج النقد و نقيض النقد بالنص و النص المضاد…
فليس التجديد من الداخل كالتجديد من الداخل و الخارج معا استيعابا و تجاوزا للقديم و صناعة و تأسيسا للجديد…
لا و لن يتحقق هذا للأجيال القادمة ميراثا نتركه لهم يمنحهم مناعة ضد التشتت و التمزق و النزاع…
إلا عبر مؤسسة علمية حيادية ضخمة بفروعها لا تقع في فخ هيمنة الطائفة و المذهب و تنتخب بالمجهر نخبا تلتقطهم بعناء و مشقة وفق خصائص رفيعة جدا…
و بإيقاف ترسانة من المفردات من نوع ” أهل البيت ” و ” الفرقة الناجية ” و حديث ” العترة النبوية ” و ” الثقلان ” و ” السنة ” و ” الجماعة ” و ” الجمهور ” و ” الروافض ” و ” النواصب “…
و غيرها من مفردات التخندق و محمولاتها السيكولوجية و الثقافية و المعرفية و ما تعتمله في الوعي و اللاوعي و الباطن و الظاهر بل في العقل و الوجدان… الخ…
قد لا يرضي خطابي هذا الكثير من السنة و الكثير من الشيعة و غيرهم ربما من زيدية و جعفرية ..الخ لكنني أكتب لأقول لمن أحب كلاما صريحا و عميقا و لو كان لا يرضيهم و يصدمهم…
و على السني إن شاء أن يقول عني أنني رافضي يستخدم التقية و على الشيعي إن شاء أن يقول عني أنني ناصبي مندس خطير على الشيعة ان يفعلوا ذلك…
و علي أن أستمر في نهجي لا يغريني كسب أو جاه أو مال أو مصالح انية إلا وحدة الأمة الإسلامية و تقارب قومياتها عروبة و أمازيغية و فرسا و أتراكا و كردا و درزا ..الخ..مع تطوير الخطاب القومي تأسيسا بعد نقد و تحليل و استيعاب و تجاوز عندما يقتضي الامر ذلك…