18 ديسمبر، 2024 8:52 م

الامام الخميني ( رض) … فلسطين …. ويوم القدس العالمي

الامام الخميني ( رض) … فلسطين …. ويوم القدس العالمي

قبل اربعة عقود وتحديدا في شهر اب من عام 1979 م بعد ستة اشهر من عودة الإمام الخميني قدس سره التاريخية الى ايران وبعد اربعة اشهر من قيام الجمهورية الإسلامية اعلن يوم القدس العالمي (بالفارسية روزى جهانى قدس )، مما يؤكد على مدى حضور هذه القضية وعلى حيّز الاولوية الذي شغلته في فكر الإمام ( رض) ، ففلسطين وقضيتها باتت تتصدر اولويات سياسات الجمهورية الاسلامية في ايران، ومع مرور الوقت اخذت ابعادا عالمية شاملة، سياسيا واعلاميا وانسانيا، وباتت تحظى باهتمام اكبر وتعاطف اكثر.
واهم ومخطئا كل من يتصور بان ابناء الامام الخميني ( رض) والخامنئي دامت توفقاته وخريجي مدرسة العشق الحسيني بانهم اذا احييوا او لم يحييوا هذه في هذا العام يوم القدس بالنزول الى الشوارع بسبب جائحة كورونا هو نسيان للفلسطين كلا و كلا وكلا، لكن الجائحة قد تفرض مثل هذا الواقع لذلك سيكون للواقع الافتراضي صولة لابناء الامام ، اِن السائرين على خط الامام ( رض) عاهدوا على انفسهم باحياء هذه المناسبة وان اسم فلسطين ومظلوميته كان قد حفرها الامام رض في قلوب وعقول كل المقاومين والمحبين والضمائر الحية عندما قال :-
{{{وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين. لسنوات عديدة، قمت بتحذير المسلمين من الخطر الذي تشكله إسرائيل الغاصبة والتي اليوم تكثف هجماتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين، والتي هي، في جنوب لبنان على وجه الخصوص، مستمرة في قصف منازل الفلسطينيين على أمل سحق النضال الفلسطيني. وأطلب من جميع المسلمين في العالم والحكومات الإسلامية على العمل معا لقطع يد هذه الغاصبة ومؤيديها. وإنني أدعو جميع المسلمين في العالم لتحديد واختيار يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة في شهر رمضان الكريم – الذي هو في حد ذاته فترة محددة يمكن أيضاً أن يكون العامل المحدد لمصير الشعب الفلسطيني – وخلال حفل يدل على تضامن المسلمين في جميع أنحاء العالم، تعلن تأييدها للحقوق المشروعة للشعب المسلم. أسأل الله العلي القدير أن ينصر المسلمين على الكافرين}}}

حيث اراد الامام رض ايصال جملة من الرسائل التالية :-
ومن خلال اعلان الامام رض نستطيع ان نلاحظ الامور التالية حول أهمية هذا اليوم:-
أولاً: يوم القدس يعكس توحيد كلمة المسلمين في كافة أقطار الأرض، وضرورة التلاحم فيما بينهم لمواجهة مخططات ودسائس القوى الإستكبارية التي تستهدف تمزيق العالم الإسلامي ونهب ثرواته والتحكم بمصيره عبر إثارة الفتنة الطائفية وبث الفرقة في صفوف المسلمين.
ثانياً: يكشف هذا اليوم المنزلة الرفيعة للقدس والمسجد الأقصى لدى جميع المسلمين في العالم ويبيّن مدى أهمية الحفاظ على هذه الأماكن.
ثالثاً: المقدسة يعكس “يوم القدس العالمي” حقيقة جوهرية مفادها أن الكيان الإسرائيلي هو كيان لقيط وغير مشروع ويجب أن تستأصل من بدن الأمة الإسلامية
‘ان الامام الراحل الخميني (قدس سره) كان قد شخص كل ذلك بدقة، واليوم بدأت كل هذه الاقنعة تتساقط، فهاهم اخوة الامس اعداء اليوم و الايام والاحداث المتتالية والمتسارعة في العالم الاسلامي، اثبتت وبلا ادني شك صحة وصواب نظريات واقوال الامام الخميني (رض)، حيث ان كل المعطيات والدلائل اثبت تورط الاستكبار العالمي وبالتعاون مع من هم محسوبين علي الاسلام من الاعراب، واثبتت انهم لايريدون خيرا لعالمنا، وان المتاجرين بالقضايا الاسلامية والمصيرية سوف تكتشفهم الايام ، حيث’وبالفعل هاهم الاعراب يتساقطون في احضان اميركا التي وصفها الامام الراحل بالشيطان الاكبر، واحدا يلو الاخروهم صاغرون، لا بل يتسابقون في منحها المليارات كي تذبح هي وحليفتها أسرائيل ومعهم دول الاستكبار، الفقراء والمظلومين، ولم تعد المؤامرات علي القضية الفلسطينية خافية. ولعل اخر ماطالعناه هو الوثيقة التأريخية التي نشرتها بعض الصحف الاميركية، التي تؤكد دعم حكام السعودية لاتفاقية كامب ديفيد المشؤومة، فخيانه الاعراب ليست بجديدة، والتأريخ يعيد نفسه، لكن بمسميات وثياب جديدة، وهي الاخطر’.
وفي الختام هنالك سؤالا يطرح نفسه وبقوة وهو :-
قد يتساءل سائل ماهو الربط وعلاقة بين الامام الخميني ( رض) والامام الخامنئي (دامت توفيقاته) بالقدس والقضية الفلسطينية وغيرها من قضايا التحرر العالمي؟
كنت اتمنى ان يجيب اعراب الخليج تحديدا على الشطر الاول من هذا السؤال ، لكنني ساجيب وباختصار ، الا وهو ان الامام الراحل ( رض) هو قائد ومرجع ليس مختصا بطائفة دون غيرها هو قائد المظلومين والمضطهدين ، هو ابن ذلك الامام عليه السلام الذي كانت صرختة مدوية على مر مئات السنين حينما قال ( هيهات منا الذلة) ، فالامام رض لم يوم يوما فارسيا ولاشيعيا قط بل كان وكما اليوم الامام الخامنئي ( دامت توفيقاته) اباً ومرجعا للجميع دون تفرقة او استثناء.وهذه هي فلسفة وثقافة ابناء الامام رض .