فلسفة ومنطق الامام الحسين ع بخروجة استند الى مقولته التي تعتبر لغز الله في الارض ، لم يفك طلاسمها الا القله المخلصة التي امنت به وبمشروعة المقدس ولحقوا بركبه واستشهدوا معه .
وكذا الحال مع الثله الصالحة على مدى الدهر وليومنا هذا وللمستقبل الى يوم القيامة ممن اتخذوا المسار الحسيني بوصله لهم في مسيرهم ليلتحقوا بقافلة العشق الالهي .
حيث قالها الامام الحسين ع علانية جهارا نهارا منذ اول يوم من خروجة الى كربلاء واعلن الثورة ( من لحق بنا استشهد ومن لم يلحق بنا لم يدك الفتح ) .
لو تمعنا جيدا بهذه المقولة نستطيع ان نعبر عنها بأنها معادلة متساوية لها حدين في الاطر الالية القانونية بعلم المنطق .
لذا بوجود المعادلة لابد ان يخرج منها نتيجة تكون ذات قيمة مادية ومعنوية بقدر قيمة الحدين .
فأذا اردنا ان نبرهن مستخلصات المعادلة من خلال الحدين واسقاطهما على واقع المضي والعمل بهما ، فأننا نحصل على نتيجة حتمية برهنها الامام الحسين ع قبل ان يمضي بتطبيق الفرضية لتكون النتيجة نظرية مطبقة لها مخرجات حتمية حقيقية ليس فيها ادنى شك بل وصلت لاعلى درجات اليقين بحصول الناتج الصح والحق المطابق للواقع الحاصل .
لو تمعنا بالحد الاول من المعادلة بمنطق العلم حيث قال الامام الحسين ع من لحق بنا استشهد ، وفعلا تم تحقيق مطلب الحد الاول بأن استشهد الجميع الا من بقية الله اللمام زين العابدين ع ليكون شاهدا ومصداقا للعمل بالنتيجة المطلوبة .
اما الحد الثاني من المعادلة ويعد فلسفيا حيث قال ابي عبد الله الحسين ع ، ومن لم يلحق بنا لم يدرك الفتح .
في الحد الثاني من المعادلة يجب الوقوف على مفردة لم يدرك الفتح ، ما تعني هذه العبارة . ؟
حسب رأي في مخرجاتي الكلامية واصول منطق الفهم المتعلق بمدارك الذهن نستطيع القول بأن مخرجات النتيجة للحد الثاني هي باقية ليوم القيامة وهذه هي فلسفة النهضة حيث ان الفتح هنا مستمر وباقي على مر التاريخ ، والمقصود هنا من الفتح ؟ هو الفتح المبين المتجسد بمحمد وال محمد الذين هم واقع عين الرحمة للانسانية وهم سبل الفيض الالهي الذين يوصلون الانسانية للتكامل .
فبعد هذه المقدمة البسيطة يمكننا ان نجعل مخرجات المعادلة المتمثلة بالنتيجة المستخرجة وهي اللحاق بنا المعيار الحقيقي لكل من يدعي بأنه في ركب الامام الحسين ع ، فلابد من عرض ادعاء كل مدعي هل ما يدعيه صحيح ام لا كائنا من كان .
من وجهة نظري وحسب المقياس والميزان الذي وضعة وجعله الامام الحسين ع مقياسا لمعرفة الطالح من الصالح ، لو اخذنا جميع الاحزاب والتيارات والشخصيات التي تصدت للعمل السياسي في العراق نجدهم بعيدون كل البعد عن مفاهيم ومطالب الامام الحسين ع ولم يجسدوا مصداق واحدا بعملهم بأنهم ملتحقون بركب الامام ع ، والشواهد والمصاديق على عدم التحاقهم اكثر مما تحصى وتعد .
اللهم الا مصداق واحد ممكن ان ينطبق عليهم وهو القول المشهور للفرزدق عندما سأله الامام الحسين ع عن احوال اهل الكوفة قال ( قلوبهم معك وسيوفهم عليك ) .
وهذا هو مصداق واقع حال سياسيوا العراق وخصوصا السياسيين الشيعة الذين يطبلون ويزمرون وينسبون لنفسهم القابا كألقاب بني العباس …..
الا انهم لم يقدموا شيء يذكر لا للعراق وشعبة ولا حتى للحسين الشهيد ع ، فالزياره الاربعينية كانت خير شاهد على خزي هؤولاء فأن الجماهير المؤمنة خرجت متحملة كل المخاطر والمعوقات مضحية بأعز ما تملك من اجل ايصال رسالة بأنها مع ركب الحسين ع تسير نحو قافلته من اجل اللحاق بها والتمسك بمنهاجة الرافظ لكل انواع الظلم والاضطهاد ليكونوا مشعلا ينير درب الثائرين ضد الفاسيدن والسراق الناهبين لخيرات العراق .
فمنذ 19 عام ماذا قدموا من خدمة للحسين ع لاساروا على نهجة ولا قدمو ا خدمة لزواره ..
الطرق التي لاتصلح بأن يقال عليها طرق ، والدليل حوادث السير والصدامات وانقلاب سيارات لنقل الزائرين والضحايا الذين سقطوا سيكونون بذمتهم ، نتيجة التخسفات وعدم صلاحية الشوارع ذهابا وايابا بسايد واحد رغم الاعداد المتزايده من الزوار والعجلات كل سنه الا ان الساسه والحاكم الشيعي لم يراعي الله في ذلك بل يسرقون مخصصات التي توضع للتوسعة .
ويتفاخر السياسيون بأن زيارة الاربعين نجحت وخططهم الامنية اتت ثمارها .
الا ان واقع الحال ان الزياره نجحت بشيعة العراق من الجماهير والاهالي الذين بذلوا كل ما يملكون من اجل تقديم الخدمة لزوار الحسين ع فلا ليلهم ليل ولا نهارهم كان نهار ، ما كانو يهجعون الا سويعات للراحة وبعدها يواصلون خدمة الزوار بشتى الوسائل ، فأمنوا المبيت الجيد والاكل والشرب والراحة و المواساة وتنظيف الملابس وكانت هذه الخدمة على طول الطرق المؤدية الى كربلاء الحسين ع دون كلل او ملل .
فلا فضل لكم ايها الساسة في ذلك فما قامت به الاهالي لخدمة الزوار يفوق عمل الحكومة وفاقت حتى تصورات العقل ..
والحمد لله ان هذه الزيارة ليس اياديكم فيها والا فشلت وفسدت ولم تكن بهذا الجمال والنصاع من البياض .
كان من الاجدر بكم ان تخدموا وتتعلموا الخدمة من خدم زوار الحسين ع الا ان كراسيكم وبطونكم التي ملئت بالحرام تمنعكم من اداء الواجب الشرعي لان الفاسد لايمكن ان يكون مصلحا .
وبهذا الصدد اتذكر مقولة قلتها في قسم الاحكام الخاصة السياسية عام ١٩٩٨ وشاهد عليها عدد من الاخوة السجناء السياسيين قلت ( اسأل الله ان لايسلط علينا حزب اسلامي شيعي يحكمنا بعد زوال صدام )
وهذه العباره اخذت مأخذها عند الاغلب الاعم وبدأت حملات تشن ضدي لهذه المقوله وصلت للمقاطعة من اي تعامل معي فضلا لحملات التشوية والتسقيط من قبل منتمين الاحزاب الاسلامية الموالية الى ايران .
كما ان مقولتي هذه وصلت للسيد الطبأطبائي بصوره مشوهه ومحرفة ، فارسل بطلبي وعاتبني عليها وقال هذا لايتناسب معك وتاريخك الجهادي ومسيرتك وسمعة عائلتك المضحية ؟ .
فأجبته ، خوفي ليس من الاسلام الشيعي الحقيقي الذي يعد رحمة وخير وبركة وايثار ولهفة للمظلومين وسند للمستضعفين وناصرا للمحرومين فأن هذا الاسلام والتشيع لال البيت ع مدعاة للفخر في الدنيا والاخرة .
ولكن ان قولي هذا هو نتاج ما اشاهده واتعايشه غيري من افعال وتصرفات وحملات محاربة وتسقيط ممن نختلف معهم بالراي وان كانوا من نفس المذهب واختلفنا معهم فقط بالتقليد فعملوا فينا ما لم يعملوه كفار قريش مع رسول الله ، ! فكيف اذا صار بيدهم الحكم ! فبأسم المذهب سوف تسفك الدماء وتهتك الاعراض وتهان النفس المحترمة وتصادر الحقوق وحينها لايمكننا الاعتراض او الوقوف بوجة مرتكبي هذه الاعمال لانه شيعي ويمثل المذهب . واذا خرجنا ضده نتهم بأننا خارجين عن الاسلام والمذهب الشيعي ونتهم بشتى الاتهامات من اجل تصفيتنا .
لذا افضل الا يكون الحكم اسلامي شيعي لعلمي ان اصحابنا لايجيدون الا التنظير والكلام وليس لهم موقفا واضحا في الاداره والحكم وتقبل الاخر وبناء دولة يحترم فيها الانسان بكرامته مهما يكن توجه الفكري والعقائدي .
وما يثبت صحة قولي في تلك الفتره الماضية مانشهده اليوم من صراعات ومهاترات وتسقيط وقتل وسفك الدم الحرام من نفس الجهة التي حللت دمائنا في قسم الاحكام الخاصة وهم ذاتهم ونفسهم استلموا زعامة القرار وكونوا الميلشيات التي نعتت بالوقحة لانهم لاورع لهم .
وهذه الزيارة الاربعينية للامام الحسين ع تعد احد علامات المؤمن خير دليل وشاهد على عدم ايمانهم بالحسين ع ، ولو كان العكس على اقل تقدير ان كان شأن العراق لايعنيهم لكان قدموا للحسين وزواره فهم ضيوف ومريدي الامام الحسين ع سارو لتلبية نداء الامام ع من اجل ادراك الفتح .
الا ان المفسدين والسراق والمتاجرين بأسم الحسين ع سرقوا الحسين ع ولو ان الحسين ع ظهر الان وخرج سوف يقفون ويصطفون لقتالة ويقطعون راسه لان الحسين بنظرهم تجارة مربحة يتاجرون بها .
الا انهم في خسران مبين فأن الحسين ع مخلدا وقد افضحكم واخزاكم وكشف زيف ادعائكم ومعظم زوار الحسين ع كانوا يلعنوكم ويدعون عليكم بما سرقتم وقصرتم في ايجاد مشروع متكامل يبني العراق ويخدم الحسين ع وزواره .