27 ديسمبر، 2024 1:44 ص

الامام الحسين (ع) واصحابه (2)

الامام الحسين (ع) واصحابه (2)

بدا بالكتاب بخطب الحسين عليه السلام وفي اول خطبة ذكرها لما عزم الخروج الى العراق ، كان تحقيقه اللغوي رائع جدا وكذلك تفسير الكلمات التي قالها الحسين عليه السلام وقد اوضح المبهمات من هذه الكلمات ، وختم الخطبة برد شبهة مفادها هو دفع الضرر المقطوع بل المظنون واجب فكيف اقدم الحسين عليه السلام مع علمه بالقتل والشهادة ؟ وقد ذكر عدة جوابات وردود على هذه الشبهة وكانت كلها مقنعة من حيث النقل والعقل .

ثم ذكر الخطب البقية والتعليق عليها لغويا فقط بينما تستحق شرح ابعادها الفكرية ، وفي الخطبة الخامسة ذكر في صفحة /41 قائلا : قول ابينا ادم لما وقف على قبر هابيل الذي قتله قابيل فقال اي ادم عليه السلام :

تغّيرت البلاد ومن عليها     ووجهُ الارض مُخضَرٌّ فسيحُ

يقول محمد بن محمد حسن شراب في كتابه شرح الشواهد الشعرية /مؤسسة الرسالة لبنان ج1/55 : “هذان البيتان منسوبان إلى أبينا آدم عليه السّلام، وقد يكون قالهما، ولكن ليس بلفظهما، وإنما قال معناهما، أو أن الشاعر ترجم عن حال آدم عليه السّلام عند ما قتل قابيل أخاه هابيل، أما واضع لفظ البيتين فهو من المتقدمين، وقد يكون من أهل القرن الثاني الهجري، وفي النصف الثاني على وجه التحديد، عند ما بدأت مسائل النحو في الظهور، وبدأ الصراع بين الآراء. ولأنّ البيتين ذكرا في قصة بمجلس ابن دريد، المتوفى سنة ٣٢٥ هـ، وكان أبو بكر ابن دريد يحفظهما، وقد أنشدهما واحد ممن يحضر مجلسه، فشيوع البيتين في أيام ابن دريد دليل على أنّ واضعهما متقدم”.

الخطبة السابعة ص/45 عندما جمع اصحابه قبل يوم عاشوراء كانت خطبة بليغة وفيها ابعاد كثيرة وقد نقلت في اغلب مصادر الفريقين وتستحق شرحا مفصلا وليس فقط لغويا ، نعم وذكر بعض القراءات المختلفة في بعض المصادر وعقب عليها بشكل علمي رائع المحقق حفظه الله .

الخطبة التاسعة يوم عاشوراء ذكرها تفصيلا وشرحا وردا على المفارقات وقد اجاد كما هو طبع المحقق .

ثم ذكر المؤلف وصايا الحسين عليه السلام وكتبه واجوبته على بعض المسائل التي وردت له وهنا لنا وقفة مع ما ورد عن ما دار بين الحسين عليه السلام واخته زينب عليها السلام وتعقيب المحقق السيد اطال الله في عمره حيث ذكر في ص/116 ان الحسين اوصى زينب ومن معها قائلا “انظرن اذا انا قتلت فلا تشققن علي جيباً ولا تخمشن علي وجهاً ولا تقلن هُجراً “، ثم شرح معناها وذكر بعدها ان ” ما صدر عنها ـ اي زينب ـ في الكوفة من نطح الجبين بمقدم المحمل فليس هذا مما نهيت عنه وليس فيه تشبيها بعزاء الجاهلية “

عجبا المعلوم ان الحديث اصلا ضعيف ـ حديث نطح المحمل ـ ، ولنفرض جدلا ما تفضلتم به فلنسال هنا اذا زينب عليها السلام نطحت جبينها بالمحمل لما رات راس الحسين عليه السلام فماذا فعلت يوم العاشر وهي تراه مقتول ومذبوح ومسلوب الثياب ؟ الامر الاخر النهي عن العمل ليس لانه في الجاهلية لان ما يترتب عليه من اذى وهتك للستر منع .

وهذا ما اوقفني مستغربا قول المحقق حفظه الله وهو يبرر اللطم على الصدور والتطبير واستخدام سلاسل الحديد وتعرية صدورهم وظهورهم بانه ليست تشبها بعزاء الجاهلية يعني جائز عملهم .

و لا اعلم ماهو تفسير هذا الحديث “عن زرارة عن الصادق عليه السلام قال: من ضرب يده على فخذه عند مصيبة حبط أجره“؟

ذكر في صفحة /127 يقول الحسين (ع) لجده في منامه : “يا جداه لا حاجة لي في الرجوع الى الدنيا فخذني اليك وادخلني في القبر معك …”

بينما ذكر في الخاتمة ص/476 عدة روايات واراء اغلبها تؤكد ان جسد الانبياء والائمة عليهم السلام لا تبقى في الارض وبعضهم قال تبقى ثلاثة ايام ثم ترفع الى السماء وذكر رواية تخص الامام علي عليه السلام لولده الحسن عليه السلام قائلا : فاذا اردت الخروج من قبري فافتقدني فانك لا تجدني وانا لاحق بجدك رسول الله صلى الله عليه واله .

وسؤالنا كيف التوفيق بين ما طلب الحسين عليه السلام بلحوقه بجده في القبر وبين عدم بقاء اجسادهم في القبر ؟

في صفحة /129 ذكر “ان عمر الاطرف المتخلف عن اخيه اي الحسين عليه السلام ونازع السجاد عليه السلام وقُتل مع ابن الزبير في واقعة الحرة في المدينة “

اولا هذه الحادث بحاجة الى تفصيل وذكر ماهية عمر الاطرف ؟ ثانيا ان قصد ابن الزبير عبد الله فانه قتل في مكة على يد الحجاج بعد محاصرتها وضربها بالمنجنيق سنة 72 للهجرة وكذلك ان قصد مصعبا هو الاخر قتل سنة 72 في معركة دير الجثاليق عندما كان متوجها للشام .

يتبع