23 ديسمبر، 2024 4:58 م

الامام الحسين (ع).. معارض للفاسدين

الامام الحسين (ع).. معارض للفاسدين

هل ثار الامام الحسين (عليه السلام) ..وضحى بكل ما يملك..وتعرضت اسرته الكريمة للقتل والاسر.. من اجل ان يتولى الحكم مجموعة من الدجالين والفاسدين..يدعون الولاء الحسيني..كذبا.. وينسبون انفسهم زورا ..وبهتانا للعنوان الحسيني الشريف..ثم يسرقوا قوت الشعب.. ويقمعوا كل معارض او ثائر!!
يبدو ان قراءة اخرى ممكنة، للثورة الحسينية، وهي الثورة لاجل اثبات الوجود، أي اثبات وجود معارضة للحكم الديكتاتوري الفاسد.. ليزيد الاوي..او يزيد الامريكي..
يعني ثار الحسين بن علي (ع) لاجل كسر الصمت.. اوكسر الاجماع على السكوت..واذا شق الصف، لان الصف اتفق على السير باتجاه مبايعة ديكتاتور ظالم.. يهدد مصير العقيدة والمجتمع..بل يهدد مشروع السماء..
…الأهداف الأساسية للثورة:
الهدف الأول: اثبات وجود الجماعة الاسلامية الجديدة وقوتها، وتحطيم أطماع قريش بتحطيمها… الأمر الذي جعل لها الهيبة والأهمية الاجتماعية التي استطاعت بها أن تقوم بنشاطها على نطاق واسع وكامل لأول مرة. 
الهدف الثاني: البدء بتركيز الاسلام وترسيخه ليبقى مدى الدهر ليؤدي الدور الضخم الذي عرفناه للاطروحة العادلة الكاملة… في عصري التخطيط الثالث والرابع، بل وما بعده إلى فناء البشرية. ان الخطوة المهمة في هذا التركيز كانت متمثلة بغزوة بدر الكبرى.
وقل ذلك في كل الغزوات على الاطلاق بصفتها تتضمن تقوية الاسلام أحيانا والدفاع عنه أحيانا وتوسيع نطاقه أحيانا… وكلها مقدمات لأداء الدور الضخم الذي عرفناه. انتهى كلام سماحته.
 وبعد ذلك يجيب سماحته عن سؤال اساس في التاريخ الاسلامي وهو: لماذا حصلت ثورة الحسين عليه السلام، التي استشهد فيها مع ثلة من أصحابه وأهل بيته.
 ويقول سماحته:  …إن لهذه الثورة المهمة المقدسة عدة أغراض [قريبة] بالمعنى الذي اصطلحنا عليه. وهو المستوى الذي أمكن إعلانه في ذلك المجتمع. وقد أعرب عنها الامام الحسين، عليه السلام، نفسه في عدة مواطن، وكلها ممكنة ومطابقة للقواعد الاسلامية العامة.
 ويمكن أن ترقى هذه الاغراض إلى عدة أشكال:  الشكل الأول: قوله عليه السلام:  “إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب” (هامش1).
الشكل الثاني: إيكال ذلك إلى القضاء الالهي الذي لا يُرد، بقوله:  “وقد شاء عزّ وجلّ أن يرى حرمي ورهطي مشردين وأطفالي مذبوحيـن مأسورين مقيدين وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا”  (هامش2).  ويستعرض الشهيد الصدر، خمسة اشكال، تعبر عن مبررات الثورة، ومنها : وهو الشكل الرسمي أو القانوني للثورة الحسينية، وهو كونها استجابة لطلب أهل الكوفة القدوم عليهم ووعده بنصرتهم ضد الأموين حيث نسمعه يقول – فيما قال – مخاطبا لأهل الكوفة: “انها معذرة الله عزّ وجلّ وإليكم واني لم آتكم حتى أتتني كتبكم، وقَدمت بها علي رسلكم أن أقدم علينا فانه ليس لنا إمام. ولعل الله يجمعنا بك على الهدى” (هامش3).
هذا اتماما لما سبق.. وللحديث بقية..
الهوامش:
[1 ] مقتل الحسين،عليه السلام، أو حديث كربلاء، عبد الرزاق المقرم، ط2 النجف، ص139.
[2 ] المصدر اعلاه، ص135.
[3 ] المصدر اعلاه، ص195.