21 أبريل، 2024 9:52 م
Search
Close this search box.

الامام الحسين ترك الحج وذهب الى كربلاء..لماذا؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

في مثل هذه الايام .. كان الامام الحسين –عليه السلام- في مكة يؤدي أهم العبادات وهي الحج.. لكنه اوقف تلك العبادة العظيمة .. وتوجه الى كربلاء.. ليتظاهر ضد الحكم الاسلامي الديكتاتوري الفاسد… ما هي الرسالة التي يريد الامام ان يرسلها للاجيال القادمة..؟
لماذا خرج من مكة الى كربلاء ..؟
وجواب ذلك، قوله الكريم:
{إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي}
ويمكن ان نفهم من ذلك النص الامور التالية:
اولا: ان الامام يثبت ان خروجة الى كربلاء، هو عن تعمد ووعي وقصد. وهو مفهوم – بالمخالفة – وقد تأكد هذا المفهوم بقوله (خرجت لطلب الاصلاح).. تاكيدا.
ثانيا: يؤكد الامام اهمية (الاصلاح) على اية ممارسات وعبادات اخرى. وهذا لا ينفي اهمية الحج ، الا ان الاصلاح يكون هو الاهم، في حالة المزاحمة.
ويبدو ان الامام، ناظرا الى المستقبل، وامكانية تحريف مباديء الثورة ومنطلقاتها، وامكانية تشويه مصطلح الاصلاح، فكان قوله حاسما واضحا بقوله المتواتر:
..أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين…
ويمكن ان نفهم امور اهمها:
اولا: ان الامام يطالبنا بقبوله وثورته كما هي، ليس كما نريدها نحن، او كما يحصل الان، لان اغلبنا حرف الثورة، لمصالح شخصية او سياسية …
ثانيا: ان الامام الحسين (ع) قد اوضح اهمية (النهي عن المنكر) على الحج، فضلا عن بقية العبادات، وبالرغم من الرسالة الحسينية الواضحة والصريحة، نجد المئات من الجهلة، لا يعرفون عن الامام وثورته ، الا اللطم والتمن والقيمة.. وهم يجسدون المعسكر المضاد للثورة، لانهم حرفوا مسار الثورة عن اتجاهها الصحيح، بدلا من الاستناد عليها باخلاص ودقة ووعي.. وقد اشار الشهيد محمد الصدر الى ذلك بقوله في الجمعة 11 ونصه:
..التقليد دين الانسان كانما تصح به العبادات والمعاملات وينجو به الانسان في يوم القيامة فاذا كان مهملا له او مستعملا للدنيا او لشيء غير الاخلاص لله سبحانه وتعالى احمله وارمه بالزبالة ! من الذي نرميه بالزبالة ؟ نرميك انت المهمل اذا كنت مهملا..
او كما قال الشهيد الصدر في الجمعة 19 ومضمونه:
لا تقل: انا صمت وانا صليت صلاة الليل وانا ذهبت إلى زيارة الحسين (عليه السلام) في ليلة الجمعة !! اسكت. الله يدري أم لايدري ؟ طبعا يعلم. فان كنت ذا اهمية لديه يقبلها منك، واما ان تورط نفسك بالرياء، فتعسا لك.
ويمكن ان نفهم منها:
اولا: ان الامر المهم ان تكون اعمالنا ذات اهمية عند الله تعالى، كما ورد في النص الصدري : ..ان كنت ذا اهمية لديه يقبلها منك.. انتهى.
وقد يفسر هذا اهمية الذهاب الى كربلاء لاجل الاصلاح والثورة ، مقارنة مع الحج..
ثانيا: ان الاكتفاء بالشعائر الحسينية بعيدا عن مضمون الثورة ومنطلقاتها، هو رياء وعبث ليس الا..
وبالتالي : لا تقل: انا زرت وطبخت ولطمت وعندي حسينية..
كل هذا لا قيمة له اذا لم تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر.. وتكون مهما عند الله.. واللبيب تكفيه الاشارة.. وللحديث بقية. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب