8 أبريل، 2024 7:01 ص
Search
Close this search box.

الامامة .. بين المعصومين والعلماء

Facebook
Twitter
LinkedIn

الموضوع الذي اتناوله اليوم في غاية الحساسية يختص بموضوع الامامة ، وماهيتها الحقيقية وفكرة الناس عنها ، فلم اتناوله من الجانب الديني ، لانه من وجهة نظري موضوعا فكريا اكثر من كونه دينيا ، والغرض من كتابته ليس استهدافا لشخصية معينة بقدر ما هو دفاعا عن المعصومين عليهم الصلاة والسلام .

سبب كتابته اني اسمع بشكل مستمر خاصة في ايام عاشوراء المقدسة في شهر محرم الحرام الكثير من الاخطاء الشائعة منها اطلاق لقب الامامة على سيدنا العباس عليه السلام ، مع انه ليس اماما مع كل عظمة قدره .

لكن كيف لك ان تلوم الناس البسطاء على هذه الطلاقات ، عندما ترى حوزة النجف الاشرف وغيرها من الحوزات تطلق لقب الامامة على شخصيات وقادة ومصلحين ، حتى وصل الامر الى ان هذا المفهوم بدأ يتميع الى درجة كبيرة ، وتاه علينا كم امام لدينا بعدما اطلق لقب الامام على السيد الخميني (قد) ، والسيد الخوئي (قد) ، والسيد محسن الحكيم (قد) ، والسيد محمدباقر الصدر (قد) ، والسيد محمد صادق الصدر (قد) ، والسيد الشيرازي (قد) ، وكذلك السيد السيستاني (دام ظله) .

ما اريد قوله بالتحديد وارفضه ، هو انه عندما نطلق لقب الامام على مرجع معين ينصرف الذهن الى الامامة المطلقة التي لا يحملها غير المعصومين عليهم السلام ، اي ان هذا الشخص الذي نطلق عليه الامام متساوي مع الامام المعصوم عليه السلام .

لذا رأيت من الواجب مناقسة هذه التسمية ، اذ ان الإمام لفظاً يطلق على الطريق الواسع الواضح، ولدليل المسافرين، ولحادي الإبل، والقدر الذي يتعلمه التلميذ كل يوم في المدرسة يقال: حفظ الصبي إمامه. والقرآن للمسلمين جاء في التنزيل: (﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾.

اما اصطلاحاً ، فيعني رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا لشخص إنساني .
والإمام حسب هذا التحديد هو الزعيم العام والرئيس المتبع الذي له السلطة الشاملة على جميع شؤون الناس الدينية والدنيوية فالنبي (صلّى الله عليه وآله) أولى بالمؤمنين من أنفسهم فكذلك الإمام حسب ما نص عليه النبي (صلّى الله عليه وآله) في خطابه بغدير خم حينما نصب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) خليفة وإماماً على المسلمين من بعده.

اقول : نؤمن ونقدس 12 اماما لا غيرهم … فهم اقمار الارض والسماء وهم منقذينا وووووو الخ .لكن من الغلو والظلم والاجحاف ان نطلق لقب الامام على علماء ، فليس من حق اي احد ان يوهب لقب الامامة الى اي شخص اخر ، لانه لقب الهي نزل من السماء على من اراد الله ان يوصله الى هذه المرتبة وباستحقاق صاحبها .

قد يستشكل احدهم ويقول ، اذا لم نطلق على العلماء لقب الامامة فكيف نطلق على امام المصلين لقب امام الجماعة ؟
اقول (حسب ما افهم) انه يقود الجماعة الى الصلاة فقط ، ولا يمكن مفارنته بالمعنى المطلق (الامام) ، الذي يقود امة ، فلا يمكن للانسان ان يصبح امام اذا لم يكن معصوما عن الخطأ (جعلناك للناس اماما) .

لذا احذر الناس من هذه المسألة المهمة وان لا يقعوا بالخطأ والذنب ، فانا اجزم ان الله سيحاسب كل من اطلق هذا اللقب لغير الائمة الاطهار ، وسيحاسب باشد العذاب العلماء الذين يسكتون ولا ينبهون الناس الذين يطلقون عليه لقب الامامة ((فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ))  .
فاذا اطلقنا هذا اللقب في كل عصر لاناس وعلماء ، فان معنى الامامة سوف يذوب ويتميع ، ويضيع ائمتنا الاطهار بينهم … والله من وراء القصد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب