الالقاب بين المدينة والعشيرة والمهنة

الالقاب بين المدينة والعشيرة والمهنة

العراق وبلدان الخليج من اكثر شعوب المنطقة اهتماما بالالقاب العشائرية وهذه كانت من ثقافات الجاهلية وحتى العصر الاسلامي ، وحقيقة فيها ايجابيات وفيها سلبيات ، الايجابيات هي معرفة الانساب واصول الناس بخلاف الغرب الذي لا يهتم للانساب بسبب الحرية الجنسية فمثلا امر طبيعي ان يولد لهم ابناء مجهولي الابوة وهؤلاء يصبحون كبار القوم دون معرفة اصولهم ، واما السلبيات هي العصبية ومنح الامتياز لمن يعرف اصله حتى وان كان بمنتهى الغباء ولا يوجد فيه ما يمتاز به عن غيره

ظهرت القاب جديدة تبع المدن واخرى تبع المهنة ولكن عند البحث عن اصولها يعودون الى اصل العشيرة من حيث الجد الاعلى ، بالنسبة للالقاب باسم المدينة تعتمده ايران وبقوة وقد تجد شخصا لديه اكثر من لقب حسب المدن التي عاش فيها ، وقد عانيت كثيرا من سيرة التراجم التي لها اكثر من لقب حسب المدينة وقد اخطات في بعض التراجم بان كررتها بسبب اختلاف اللقب الا ان المترجم واحد ، وكل مدينة تريد الامتياز لها هذا جانب وجانب اخر هو العنصر الفارسي أي انه لاجل ايران ، وحقيقة لديهم تعصب في هذا المجال على حساب بقية الاصول وحتى دون وجه حق ، مثلا الشيخ ابو القاسم الكوكبي حضر عند السيد الخوئي ليساله بعض المسائل في في الاصول فاوكله الى السيد محمد باقر الصدر ليجيب عن اسئلته ، وبعد ان اجاب بشكل رائع ومحكم ساله ماهي اصولك قال عربي فقال له كلا بل فارسي وحتى عندما يكتبون اسم اخ السيد باقر الصدر يكتبون اسماعيل الصدر الاصفهاني .

وفي العراق ايام العثمانية وفترة البعثية كانت من اصوله فارسي سبة بل يعيش في مخاطر واتذكر الخصومة بين ساطع الحصري والشاعر مهدي الجواهري حول الاصول باتهام الجواهري انه فارسي ، طبعا لقب الجواهري هو من كتاب جواهر الكلام لجده الاعلى ، وقد رد عليه الجواهري بان الحصري اصلا مجهول الاصل بين التركي والحلبي واليمني ، وان كان واقعا الجواهري لا يلتفت للاصول ولكن تبين ايضا ان اصل الجواهري اصفهان .

والعجيب القاب المدن الفارسية التي تطغي على القاب السادة الاشراف أي الموسوي الرضوي الجعفري الحسيني الحسني ، وهذه الالقاب هي اصلا عربية ، هنا ياتي السؤال ماهي الضوابط التي على اساسها تحدد قومية الانسان ؟ على اساس مسقط راسه ام راس ابيه ام جده ؟ وهذه بلا ضوابط والمزاج يمزج الحقائق حسب الظروف

اما القاب العشائر على المهنة او اسم كتاب للعلماء فهذا هو عرفا بين المجتمع والاوساط الحوزوية ، هنالك القاب شهرة تكون بسبب حادثة معينة ترتبط بالشخص الذي احدث الحادثة .

اما في العراق فان العشائر الان اخذت مجالها وسطوة كلمتها حتى فوق القانون ، في بعض الاحيان باطل واحيان اخرى حق ، واصبح للعشائر مؤسسة خاصة بها ، وليست هي محل اهتمامي .بل حتى راجت في المكتبات كتب الانساب والعشائر والاسر .

طبعا علم الانساب حسب ما روي عن رسول الله (ص) انه علم لا ينفع من تعلمه ولا يضر من جهله ، والعشيرة الصحيحة هي التي تحافظ على صلة الرحم فيما بينهم مساعدة المحتاج وعيادة المريض والاتحاد من اجل القوة ورد من يفكر الاعتداء عليهم اذا ما عجزت الدولة عن ذلك ، ونحن الان نعبش في زمن تتجه المجتمعات لهكذا تكتلات بسبب العبث الوحشي بقيادة امريكا والصهيونية وعجز المنظمات الدولية في ردعهم .

اخيرا مع جل احترامي لكل الاراء والعشائر يبقى الانسان قيمة عظمى وهو فوق كل الاعتبارات ، وهنا ميزة تكتب لاغلب دول اوربا انها تمنح الجنسية لمن يطلبها وفق شروط وقد منحت لكثير منهم حتى انهم وصلوا لمناصب عليا في اوربا كما في لندن وامريكا .

ولا انسى ان استنكر القانون الكويتي الذي يرفض منح الجنسية للبدون وكانهم ليسوا بشر فما هذا التعصب.