28 مايو، 2024 7:07 ص
Search
Close this search box.

الالزام والالتزام

Facebook
Twitter
LinkedIn

 ما نراه اليوم من تناحر وتباغض سببه هو مصادرة رأي الآخر وعدم احترام القوانين والدساتير التي وضعت لخدمة المجتمع والفرد ، ان اختيار الانسان لقانونه او المشاركة في وضعه يؤدي حتماً لتطبيق تلك القوانين واحترامها وتكون الحجة عليه في تطبيقها اوثق لانه اختارها (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً (13) اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14) {الاسراء} ) …..

توجد قاعده فقهيه تعرف بقاعدة الالزام تقول : الزموهم بما الزموا انفسهم به . وهذه القاعدة تستخدم للسماح للمسلمين بالتعامل مع القوانين الاخرى ضمن اطار معين ، وقد قام المحقق الاستاذ السيد علي السيستاني بتغيير اسمها الى ” قاعدة الاحترام ” اي انك كما تريد من الاخر احترام قوانيك فعليك احترام قوانينه وتشريعاته (لقد اوضحت فائدة هذه القاعد في كتابي ” ما هو الدين ” والذي انتهيت من كتابته منذ عام 2008 ولم استطع طبعه لحد الان بسبب كلفة الطبع!!) ، والآن وجب علينا معرفة معنى الالزام والالتزام وكذلك الفرق بينهما ، يقول الكاتب اللبناني محمد جواد مغنية في كتابه فلسفة الاخلاق :

( الفرق بين الالزام والالتزام ان الالزام يكون من سلطة عليا تأمر وتنهى ، ولا راد لأمرها ونهيها لأنه حق وعدل ، وهي ايضاً تمدح وتوبخ ، تراقب وتحاسب المنحرفين في سلوكهم عن الصراط القويم ، اما الالتزام فهو التقيد والتعبد بهذا الواجب والالزام حتى ولو خالف ميول الملتزم وتقاليد اهله ومجتمعه ، وبكلمة ان الالتزام يشبه الى حد بعيد السير على قضبان من حديد تُعين للملتزم الطريق الذي يسير عليه تماماً كسير القطار ، ومن الالزام والالتزام يتألف النظام ، ومن تمرد على الالزام والواجب فقد خرج عن النظام العادل .

ولا غنى عن مبدأ الالزام والالتزام لأية اسرة او جماعة تعيش حياة مشتركة ، فهو العهد والميثاق الذي يضمن بقاءها ، ويصونها من الفوضى والانحلال ، بل وهو الاساس الاول للاديان والشرائع والقوانين والمذاهب الاخلاقية وغير الاخلاقية ) .

نعلم ان السلطة العليا اليوم هي دستور البلد ووجب على المسؤول ولزم عليه السير لما رسمته مواد الدستور وعلى الشعب تأدية التزامه ايضاً ولكن ما نراه مع الاسف الشديد وخصوصاً في بلادنا العربية ان الدستور مجرد حبر على ورق والمسؤول (يلعب شاطي باطي)!! والشعب لايعرف الدستور ولا يدري بما يدور حوله !! …..

فلا الزام ولا التزام ، ولا حب ولا احترام !! وتباً للمستحيل وعاش المجاهدون الافغان والشيشان وتحيا الخلافة والفتوحات الاسلامية!! وتبقى اسرائيل حرة أبية!! ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب