19 ديسمبر، 2024 6:14 م

الالحاد حماقة علمانية

الالحاد حماقة علمانية

تعددت الاسباب والغاية واحدة وكذلك تعددت الانبياء وغايتهم التوحيد ، ولو تمعنت في طيات صحف التاريخ منذ ان خلق الله البشرية والى يومنا هذا فان العقول التي ترفض وجود واجب الوجود لا تصمد امام الفطرة والحقيقة ، ولهذا تجدهم يعللون الحادهم بصور مختلفة قد توحي لمن يطلع عليها ان الغاية تصحيح تشريع او منح حرية او النهوض بالتطور واتهام الدين بالتخلف .

مرة يقولون أجعلَ الالهة اله واحد ، ومرة يقولون انترك ما كان عليه اباؤنا، ومرة يقولون فلينتقم منا ان كان موجودا ومرة يطلبون انهارا وطعاما ان كان موجودا وغيرها من الادعاءات ، وفي عصرنا تارة يظهر لنا الحزب الشيوعي ليتحدث عن الطبيعة ، واخرى التشكيك او رفض التشريعات السماوية ، واخرها فصل الدين عن الدولة .

لان الاسلام دين الختام وكتابه اصدق كلام تجد فقط المسلمين هم من يدافعون عن الله والرد على الملحدين اما انك ترى قس او حاخام يرد على الالحاديين فهذا امر مستحيل ، ولو كانت الكتب التي يقال عنها سماوية لم تنلها يد التحريف لكان حضورهم في الرد على الملحدين يصدع في الافاق.

انبرى الفقهاء المسلمون كل على طريقته في الرد على الملحدين واثبات واجب الوجود وردودهم بين العلمية والكلامية والتاريخية وقد اجادوا في ردهم ، وحقيقة ان ما يلفت نظري ان موجة الالحاد لها مواسم فتارة تهيج وتارة تخفت والتي يهيجها اجندة خبيثة باعلام مهني موجه للمسلمين، كما راينا قبل سنوات ازدحام برامج في قنوات مصر للرد على الملحدين وحتى تظهر وجوه ملحدة مغمورة ومجهولة لتدافع عن الحادها سرعان ما تختفي هذه الوجوه .

غايتنا من مقالنا هذا هو الرد على الملحدين من خلال حوار عقلي في الغايات والحماقات ، السؤال لماذا تلحد؟ هل عدم قناعة بوجود الرب ؟ ام لله عز وجل تشريعات لا تريد ان تلتزم بها ايها الملحد ؟

اقول كثير من المسلمين الذين يؤمنون بالله عز وجل غير ملتزمين بتشريعات الله عز وجل ، وكثير ممن لا يؤمنون بالله عز وجل يلتزمون ببعض تشريعات الله عز وجل ولا يعلنون جهرا انهم ملحدون.

وانا اقرا القران اقف كثيرا عند كثير من الايات لاتعمق باللطف الالهي على عبده ومن بين هذه الايات التي تجعل الملحد اما احمق او عاقل هي الايات الخاصة ببعض العبادات وكفاراتها.

حقيقة لاحظت ان بعض الواجبات الالهية التي يتجاوز عليها العبد جعل الله عز وجل عقوبتها مثلا اطعام فقراء ، الصوم هو لله عز وجل فان تعمدت الافطار يعاقبك الله باطعام ستين مسكين وبعض مناسك الحج عند الخلل يكون عقوبتها اطعام مساكين ، وبعض العقوبات الالهية سابقا هي تحرير العبيد ، وحتى الالتزامات المالية المفروضة على المسلم زكاة او خمس ابواب صرفها على الفقراء ايضا ( لهذه الاحكام مجالات فقهية واسعة لست بصدد تفصيلها )،وغيرها من الايات التي تحث على الخلق والاحسان والعدل بين افراد المجتمع ، فماذا يكسب الله عز وجل من ايمان العبد ؟ لا شيء بل العبد هو الذي يكسب ، وبالنسبة للملحد ماذا يضر الله عز وجل ؟ لا يضره بشيء بل الملحد متضرر ، ومن هنا كثيرا ما نسمع عن موجات من الاتهامات الباطلة بحق فقهائنا بخصوص هذه التشريعات .

اما انك ايها الملحد تفسر الايات وفق مفهومك فهذه مشكلتك او تسمع تفاهات باسم الاسلام ممن حسب على الاسلام فهذه ايضا مشكلتك فمثلما تجعل نفسك العالم لتنكر وجود الله اجعل نفسك الباحث عن حقيقة ما تسمع عن الاسلام ، ولكن كما قلت في عنوان المقال انها حماقة علمانية .

الان المجتمع المادي اثبت لابد من الروح والاطمئنان القلبي لله عز وجل فكم من ثري حقق ما يطمح له من الثراء والملذات وقف امام نفسه ليسال نفسه ثم ماذا بعد ذلك ؟

لو لم يكن التشريع الالهي رصين وسليم وينقذ البشرية من وحل الجهل لما استهدف الاسلام ولما اثير الالحاد .

أحدث المقالات

أحدث المقالات