23 ديسمبر، 2024 10:46 ص

الالتزام الأخلاقي أسمى من الالتزام الشرعي

الالتزام الأخلاقي أسمى من الالتزام الشرعي

كنت في ضيافة أحد علماء الدين الإجلاء الذين اعتز بأني صقلت فكري بفكرهم المتفتح وهو مفكر واعتذر عن قول اسمه ,تبادلنا الحديث حول موضوع المسؤولية الشرعية ,والمسؤولية الأخلاقية ,وأيهما يقود الإنسان للطريق الصحيح مع العلم أن كليهما مهمان . فقلت له :هناك أهم ومهم أنني أجد في الالتزام الأخلاقي هو وأفضل وأسمى من الالتزام الشرعي لعدة أسباب منها ,هنالك من يبرر السرقة والكذب واللصوصية بأسم الدين والحيل شرعية ,أما الذي لديه احترام ذاتي لنفسه فيأبى أن يفعل ذلك مهما اختلف دينه وهويته فالثوابت واحدة لا تتجزأ مهما اشتدت المحن والأزمات ,كما أن الكثير يوفون بوعودهم لالتزامهم الأخلاقي مع الناس,فالبوذي والسيخي والمسيحي وغيرهم من الذين لا يؤمنون بوجود الباري ,يصدقون القول والفعل في معاملاتهم مع الناس لأنهم يحترمون صدق ما يدلون ويقومون به قولاً وفعلاً ,والدليل ان الرسول الأكرم (ص) عرفه قومه قبل حمله للرسالة الإسلامية بصدقه وأمانته والتزامه الخلقي وكان أهل مكة يجلوه ويقدروه ولم يعرفوه بتكليفه الشرعي فعلى سبيل المثال ما فائدة الطبيب هو لا يمتلك الأخلاق فبدونها سيؤذي نفسه بأن يتجرد من إنسانيته صفته الجشع وظيفته يوهم الناس أن لديهم مشاكل صحية كبيرة بأجسادهم وهي في الحقيقة صغيرة جداً وذلك لابتزازهم بأن يدفعوا الأموال له عندما يذهبون اليه لمعرفة أين وصلت نتائج العلاج الذي وصفه اليهم ؟أذا أردنا أن نطلب الطاعة علينا توفير المستطاع …والمستطاع يكمن بتوفير مقومات البناء الصحيح للإنسان …أجد أن التكليف والمسؤولية الأخلاقية عندما تستكمل في نفس الإنسان سيكون انطلاقاً لمعرفة التكليف الشرعي المترتب عليه . سيدي : يقول سيد الحكمة علي (ع) النزاهة من شيم النفوس الطاهرة . الوعي والمعرفة لا تخيف …إذا كان وعياً حقيقياً ينير الفكر ليصنع إنسان يرتقي بإنسانيته يشعر ويحس بمعاناة الآخرين يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم .

الشرف سلوك يومي له علاقة بشرف الصدق والاستقامة والنزاهة والأمانة الشرف له علاقة بالخطاب الذاتي الموحد للإنسان. الشرف يدفع المرء نحو الثوابت …لا تجزئتها . الشرف يمنع المرء من الازدواجية والنفاق ويردعه من استخدام الحيل تحت عناوين ومبررات عديدة ,لم يقل الإمام أن الشرف من شيم التدين ,لأن طهارة النفس متواجدة في نفس الإنسان بغض النظر عن دينه وانتمائه وهويته وقوميته ,أن صفة الصدق …بصدق الإنسان مع ذاته ومع مجتمعه كلفته الكثير من الآلام والمعاناة ,في وضع يصعب على المرء أن يمارس فكره في إيصال ما يريد للناس ,هي ليست محنة وليدة يومها بل تمتد لعمق التاريخ الذي كان الوعاظ جزءاً مهماً في صناعته لصالح المستبد الذي بيديه إمكانيات دولة المغرية والحديد والنار,فقد حاولوا الطغاة متعمدين أن ينقلوا صفات الانحراف من أروقة مكاتبهم الى المجتمع وتحويلها لظاهرة وثقافة مجتمعية وهم متقصدين بفعل ذلك لغرض نشر إمراض اجتماعية تنخر ببنية بناء الإنسان