13 أبريل، 2024 8:53 م
Search
Close this search box.

الاكراد واختطاف الجغرافية والتاريخ !!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قراءة في بحث للكاتب والباحث المبدع الدكتور علي السعدي كان قد نشره بأحد الصحف المحلية تناول فيه مسألة الكرد واضعا النقاط على الحروف بكل موضوعية وتجرد وحيادية وكان بعنوان (خطوة نحو الحقيقة) ومن خلال اطلاعنا عليه وجدنا امام الاكراد ضرورة سلوكهم احد ثلاث طرق احلاهما مر الاول انهم ابناء(كيخسرو الكبير) تلك الشخصية الفارسية المعروفة في التاريخ وهم امتداده وبذلك يعد هذا اعتراف بأنهم فرس وهذا ما تضمنه نشيدهم الداخلي (الوطني) وقد اعترض قسم منهم على هذه التسمية تنصلا وتنكر لاصلهم .
او يختاروا بأنهم ابناء (كرد بن مرد بن صعصعه بن هوزان) وبذلك فهم من العرب الاقحاح وهم اكثر عروبة من الدليم المستعربة بدلالة ان كلمة الدليم ماهي الا تصحيف لكلمة (الديلم) الفارسية وهذا هو المرجح واما سلوك الطريق الثالث الذي يمتلك مقومات الترجيح التي ترفعه الى مستوى اعتباره حقيقة تاريخية لما تواتر من اخبار حوله مضافا الى عجز المؤرخين عن اثبات انحدارهم من ارومة واحدة بحسب مدعياتهم يمكن ان تشكل جذرا لتسمية قومية ، فالثابت انهم اقوام مختلفة جمعتهم هجرات متتالية ،وبعد مما زاد في تشويش الصورة عند الباحثين هو ندرة محطات التاريخ التي تتحدث عن الكرد كأمة قائمة فضلا عن غياب لغة مكتوبة يمكن من خلالها كشف النقاط المجهولة في سيرورة الكرد السياسية والاجتماعية مما ترك ثغرات كبيرة افسحت المجال امام تفسيرات لا حصر لها كما لم يثبت ان هناك اواصر قومية تجمع بين سكان المناطق الموزعة بين العراق وتركيا وايران وسوريا ولا تاريخ مشترك او علائق اقتصادية خاصة او تماثل او تشابه او غيرها من العوامل التي ترافق في العادة تعريف القومية في العصر الحديث ،

نقول وبعد الذي تقدم تبين لنا ان ليس هناك ما يربط تلك الجماعة التي تدعي او تريد ان تصنع قومية وهي تفتقد كل المقومات بما فيها العمق التاريخي او الثقافي او ماشابه ، واتضح جليا ان كل ذلك متبنيات واطروحات وتفاسير من نسج الخيال لبعض مفكري الكرد تحديدا والتي تحاول ايجاد جذور قومية مشتركة لايجاد حافز تاريخي يسهم في السعي نحو اعادة احياء ما طمره التاريخ القديم ، وهي محاولات ليس الا لكنها عقيمة فمرة ينسبون انفسهم الى الميديين مع انهم بعيدين بعدا كبيرا ليس له واقع ملموس كما اسلفنا واخرى يطلقون على انفسهم تسمية (كورد) بتقديم حرف الواو على الراء وليس كرد واصل الكلمة مأخوذ من كلمة (كور) السومرية التي تعني الجبل كل هذا تخبطا لا اصل له في الواقع التاريخي والقول بعكسه ادعاء ، واخيرا وليس اخرا
نود ان نبين الحقيقة التاريخية الواضحة التي يتناسونها او يتغافلونها لانها تصطدم مع مدعياتهم الهشة في ان التاريخ يشير الى ان العراق بحدوده القائمة هو ذاته ماعرف بواد الرافدين منذ الاف السنين واستمر يحكم من قبل دولة مركزية واحدة او يدار في ولايات ارتبط كذلك بوحدة سياسية مركزية وحين يبتر منه جزء رئيسي الا وهو شمال العراق في عملية جراحية مؤلمة يفقد بها العراق ليس تسميته التاريخية وحسب بل وحدته الجغرافية والسياسية كذلك ،
والعملية تكون على يد وافد غريب اختطف الجغرافية والتاريخ وتمكن وتحكم دون ان يجرؤ احدا على ايقافه

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب