22 ديسمبر، 2024 8:05 ص

الاكراد لا جذور ولا تاريخ ؟!!!

الاكراد لا جذور ولا تاريخ ؟!!!

في خضم بحثي المستمر عن الجذر العرقي للكرد في المنطقة وقع في يدي مخطوطة لاحد باحثي التاريخ كانت في غاية الاهمية موسومة بعنوان (الاكراد لا جذور ولا تاريخ) وكان صاحب المخطوطة قد سبق فيها المؤرخ البريطاني (تشارلز تريب) فيما طرح بسنوات عن اصل الاكراد واستحداث قوميه لهم كان ينوي طباعتها , الا ان الموت عاجله للاسف الشديد وكانت المخطوطة موافقه لما جاء به السيد (تريب) او قريبة بعض الشيء باختلافات بسيطة وقد ابديت استعدادي لتقديم المساعدة او تبني طباعتها الا ان ورثته امتنعوا بقولهم (لا نريد وجعا للراس) فقررت تسليط الضوء على ما جاء بأهم فصل من فصولها نصا بلا زيادة او نقصان مني لفائدة الباحثين والمؤرخين المتخصصين…
وها انا اضع الجزء الذي وقع بين يدي تحت انظار القراء
(( قرأت جمع كبير من الكتب التاريخية والمصادر المتعددة والمخطوطات وحتى المراجع الاثرية التي مثلت العالم القديم والوسيط بحضاراته المختلفة وشعوبه وقبائله التي عاشت على هذه الارض فلم اجد للكرد ذكرا ولم اكتفي بذلك فعشت ردحا من الزمن في وسطهم ومثلها في ايران فخرجت بنتيجة مفادها ان الكرد منقطعين انقطاع تام من تاريخهم الفارسي والانسلاخ عن ثقافتهم  فما عليهم الا الاعتراف والعودة للجذر الفارسي لكي لا يبقوا هجينا
فلو نأتي الى بعض المناطق التي يسكنها الاكراد نرى اختلاف اللغة واللهجة بين منطقة واخرى ويكاد سكان المنطقتين ان لا يتفاهما فيما بينهم بسبب التباين الكبير والواضح بين اللهجتين وبالمقابل نلاحظ قربها الى اللغة الفارسية الام اي تشابه اللغة وتداخل المفردات والنتيجة تكون لا توجد لغة كردية واحدة انما توجد لهجات اعجمية مبهمة ذات رطانه وهي مزيج مابين العربية والتركية والهندية واكثرها قربا من الفارسية حتى اني اجيد رطانتهم هذه المسماة لغة فلم اجد صعوبة بالتعامل والتفاهم عند اقامتي في ايران.
نأتي الى نقطة مهمة واساسية ايضا هي تشابه وتداخل العادات والتقاليد والتراث الشعبي والطقوس الاخرى مثل عيد (النوروز) العيد القومي الفارسي واليوم الجديد للسنه الفارسية الى العبادات الاولية نجدها واحدة فالروابط كثيرة التي تربط هؤلاء بالاصل الفارسي بدا بالعرق او الجنس الأري, كذلك تربطهم التقاليد وعادات واعراف مشتركة فضلا عن ذلك منطلقين من تراث ديني مشترك قديما اشتراكهم بالاديان الوضعية وحديثا الدين الاسلامي المبتعدين عنه لحساب القومية المصنوعة والمزعومة , اي ان الفرس وفرعهم المتنكر لاصله الكرد بينهم امتزاج ولحمه نسب فكلاهما من اصل واحد لغتهم واخلاقهم وعاداتهم على تشابه عظيم وكبير على سبيل المثال التشابه في كل شي حتى على مستوى اسماء الافراد مثل (شيرين ,سردار ,رستم ,فرهاد ,جوان ,بخش ,بهرام ,ازاد ,سربست) ,وحتى الالات الموسيقية (كالبزق) المستخدم من قبلهم مع انه اله موسيقية تتنافس عليه ايران وتركيا كلا يدعي اصله ,وملبوسهم (الشروال) هذا الذي يزعمون انه اللباس القومي فيشترك به اكثر من(10) بلدان في لبسه اولهم ايران وتركيا واليونان وبلغاريا وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر يرتديه صيادي الاسماك
خلاصة القول:
ان عادات وتقاليد ولغة سكان ما يسمى بأكراد تركيا تختلف عن عادات وتقاليد ولغة ما يسمى بأكراد العراق بل بينهم نفره وحقد وتمايز , وليس هذا فحسب حتى المستشرقين كانوا داخلين على الخط لما يتطلب منهم من مهام دراسة الشعوب مما يعني ان هذا ليس من بنات افكارنا ولعل اهم المستشرقين المهتمين بهذا الموضوع المستشرق (دوزي) والالماني (كاسل) وهما اول من اوجد فروق اساسية بين ما يطلق عليهم كرد العراق وتركيا حتى ذهبا الى وجود اختلاف في نفسية كل جماعة من الجماعتين .
اما مايطلق عليهم كرد سوريا اعتبرا انهم علويين فقط بدون الاشارة الى جنسهم وعرقهم وملتهم.
اي انهم خليط من الوجوه يؤكد تباين الاجناس التي يتكون منها ما يسمى ب(الشعب الكردي) وهم في الحقيقة جماعات متفرقه جاءو من مختلف الملل والنحل حتى فيهم العرق القفقاسي والشركسي وكل ما هو غريب وتم اندماجهم وانصهارهم فيما بعضهم البعض وسكنوا تلك المنطقة الجبلية من شمال العراق وقت ما كانت المنطقة تسمى الاشوريه نسبة للأشوريين التي عاصمتهم نينوى ومنطقة (اربئلو) اي ان الشواهد مازالت قائمة لم تطمس بعد فتكونت جماعات اغراب لا تجمعهم جامعه سوى ارض ليست ارضهم تساكنوا عليها فأنتحلوا او صنعوا قوميه خاصة بهم بعد ان امتزج بهم بعض الجماعات , هذه خلاصة لما قلنا لاحد فصول المخطوطة.
اقول ان مثل هذه الوثائق والمصادر تسقط  ما بأيدي متعصبي الكرد الذين يصل التعصب بهم حد الشوفينيه التي يتهموا بها كل من يتعارض معهم في رأي او وجهة نظر لذا نجدهم يلجأون الى وسائل لا تمت للمنهجية العلمية بصله بل ينحرفون بأتجاه اعتبار المغالطات والمماحكات اسسا لأفحام المقابل غير مدركين ان الشمس لا تغطى بغربال وان نور الحقيقة يضيء دهاليز ضياع الخديعة الذين يحتمون بمتاريس برابرة التحضر والمدينة الزائفة ولعل ما قاله احد الكتاب الاكراد رادا على محاضرة المؤرخ البريطاني السيد (تريب) ((حيث يقول : وهل اتى (تريب) هذا بكشف جديد حتى تناقلت محاضرته وسائل الاعلام المختلفة , عجبا وما الجديد فيها نعم من منا انكر فارسيته انا اقر بأننا عرق فارسي ولا ننكر ذلك لكننا الان اصبحنا قوميه (ولدت من رحم فارس) فما الضير وما وجه الغرابة )).
عزيزي القارئ الكريم هذا أنموذجا لهذا النوع من التفكير السقيم.