تعلمنا في بداية حياتنا كيف ان الاكراد هم اناس اغبياء لايفهمون شيئا وانتشرت النكات المضحكة بحقهم والتي تركز على غبائهم المفترض وبدورنا نحن الاطفال تكونت لدينا صورة نمطية عن طبيعتهم وحياتهم وسادت افكار لدى العوام من الناس بأن الاكراد لايصلحون للعيش ولابد من مقاتلتهم لانهم متمردون وخارجون عن القانون.
وحين قبنا في الجامعة تعرفنا على مجموعة كبيرة منهم بعضهم يتكلم العربية بطلاقة وبعضهم لايجيدها ولكن بدأت تتولد لدي قناعات اخرى جراء العشرة معهم فهم اناس مثلنا فيهم الخير والشرير والصادق والكاذب ولكن يمكن ان نجد صفة غالبة لديهم هي الطبية والوفاء للصديق ، وانا شخصيا حدث عندي انقلاب كبير وبدأت قناعاتي تتغير ازاء هذا الشعب الطيب الذي يسكن في شمال العراق وبين جباله الشماء.
وبعد عام 2003 ظهرت صفة جديدة هي امتداداً لغبائهم المفترض من انهم لايصلحون إلا لبيع الخيار والطماطة وبحسب ماذكره الرئيس نجيرفان برزاني في برلمان كردستان على لسان الوفد العراقي في وزارة النفط في بغداد ويبدو لي ان هذا الكلام الذي قاله الوفد الرسمي لوزارة النفط الاتحادية يمثل درجة عالية من القساوة بحق الاكراد ويندرج في تحت يافطة الخطاب الطائفي الذي يعاقب عليه القانون.
والواقع مؤلم جدا حين يتعمد السياسيين الى رزع الفتنة بين ابناء الشعب العراقي لاجل الحصول على منافع ومكاسب حزبية فاليوم بتنا نرى واقعا اخر في كردستان فهي تعمرت وباتت تنافس افضل الدول العالمية عمرانا ونظافة وجمالا.
فهذه مدينة السليمانية والتي لم اسمع بها صوت منبه سيارة طيلة وجودي فيها فضلا عن النظافة المفرطة في شوارعها واختفاء المظاهر المسلحة فيها بشكل كبير كما هو حال مدن العراق الاخرى.
بأختصار انك تلاحظ شعبا متفاهما محبا للحياة والعيش بسلام لذا نأمل من القائمين على الخطاب السياسي سواء للعرب او للاكراد ان ينتبهوا الى هذه النقطة ويجنبوا الشعب من سجالاتهم ومصالحم فنحن نريد ان نعيش بسلام وامان اينما ذهبنا شرقا ، غربا ، شمالا ، جنوبا.فقد قيل اذهب غربا او شرقا فالوطن اعز .