23 ديسمبر، 2024 9:41 ص

الاكراد الخطر الداهم على العراق

الاكراد الخطر الداهم على العراق

الحقيقة التي باتت مكشوفة لكل العراقيين هي العلاقة الحميمة بين اكراد العراق واسرائيل وتهديدها بشكل جدي لامن العراق ووحدته وانها ليست وليدة اليوم بل هي قائمة منذ زمن الملا مصطفى البارزاني وزيارة الاخير الى اسرائيل ، والموساد الاسرائيلي لشمال العراق بشكل دوري متواصل تحت عناوين متعددة ، ولا زالت العلاقات بين الاثنين قوية بل ان الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني واصل هذه العلاقة وكان من المتحمسين لها من خلال صفقات الاسلحة والتعاون العسكري بين مسرور البارزاني والشركات والمكاتب التجارية التي يعج بها الاقليم من دون حسيب ولا رقيب اذ اصبح شمالي العراق حديقة نزهه لاسرائيل في وقت غاب فيه الضمير قبل السلطة واصبح الاقليم بؤرة يشهد لها القاصي والداني على انها مصدر الجاسوسية والاغتيالات واعمال التخريب ضد الوطن الام الذي اصبح كالرجل المريض الذي لا يقوى على شيئ .
ولعل القارئ لا يندهش من هذه العلاقة الوطيدة لوجود حقائق تاريخية ثابتة تكشف المستور الذي ما عاد مستورا من التواجد الاسرائيلي الواضح والفاضح في شمالي العراق في تحدي صريح لمشاعر العراقيين . دخلت كثير من الوفود الصحفية المخابراتية الاسرائيلية بجوازات سفر اوروبية وحتى اسرائيلية عن طريق تركيا الى شمال العراق قبل سقوط صدام ونسقت مع الاكراد ومع بعض العراقيين في الداخل للعمل لما بعد دخول الاميركان ، وكانت تتموضع هناك للانطلاق الى بغداد والموصل وكركوك وحتى المناطق الجنوبية وهو نفس السيناريو الذي بدأه مصطفى الاب يعيده مسعود الابن .
يقول إشماريه جوتمان عضو الموساد ومسؤول هجرة اليهود الاكراد الى فلسطين في ذلك الوقت كما ينقل الصحفي والكاتب الاسرائيلي شلومو نكديمون في كتابه ( الموساد في العراق ودول الجوار ) ( لقد جلبت لنا مساعدتنا للاكراد الكثير من الجدوى فقد كنا نساعدهم في حربهم ضد العراق كي نمنع العراق من شن حرب علينا او المشاركة في مثل هذه الحرب ).
استغلت اسرائيل والشاه الاكراد في ادامة اوار النار مشتعلا بينهم وبين الحكومة لاضعاف البلد وهذا ما افصح عنه شاه ايران الشرطي الاميركي في الخليج عندما قال : ( نحن نرغب في استمرار لهيب التمرد الكردي في العراق شريطة ان لا يتحول هذا اللهيب الى حريق كبير) . كان الملا مصطفى البارزاني يلتقي بالموساد الاسرائيلي ويتلقى المساعدات والاسلحة منهم عبر مطار طهران بواسطة جهاز المخابرات الايراني (الساواك ) وتبرع رئيس وزراء اسرائيل ليفي اشكول ببناء مستشفى لمعالجة اتباع الملا مصطفى البارزاني كما يذكر كتاب حروب اسرائيل السرية (لايان بلاك وبني موريس) ، وتطورت العلاقات الى ان منحت اسرائيل الملا مصطفى رتبة لواء على ما اسداه من ايادي بيضاء في ترحيل وتسفير اليهود الاكراد الى فلسطين .
لم يألو الاكراد جهدا في التعاون مع اي جهة او دولة او تشكيل او حتى مع الشيطان كما عبر عن ذلك مسعود البارزاني يوما اثناء مقابلة اجراها معه الصحفي والاعلامي الدكتور نجم عبد الكريم من اجل الانفصال وتشكيل دولة الحلم الكردي الكبيرة وهو السبب في عدم نجاح الاكراد وفشلهم في مسعاهم بالاضافة الى عدم استطاعتهم توحيد صفوفهم فهناك خلاف متاصل – بالرغم من الوحدة الشكلية – بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين يصل الى القتل والقتال والحرب عندما كانت الخلافات قائمة بين القبيلتين في شمالي العراق قبيلة الطالباني والبارزاني وكيف اصطفت قبائل الطالباني وبقية القبائل المخالفة لقبيلة البارزاني الى جنب الجيش العراقي ضد الملا مصطفى البارزاني تحت اسم ( فرسان صلاح الدين ) نسبة الى القائد صلاح الدين الايوبي والوقوف مع الجيش العراقي ضد الملا مصطفى واسماهم الاخير (بالجحوش ).
طبق الملا مصطفى قاعدة الغاية تبرر الوسيلة ووصل الى مستوى تدمير اموال البلد والتضحية بثروته من اجل الحفاظ على علاقات طيبة مع اسرائيل والحصول على معونات عينية واستخباراتية لاقامة وطن قومي على حساب امن الوطن والشعب وثرواته ، ووصل الحد الى محاولة نسف سد دوكان من قبل الاكراد بمساعدة اسرائيل الا ان العملية لم تنجح ، وغاب عنه ان الاسرائليين لم يفكروا يوما بمصلحة احد من خلق الله بقدر ما يفكرون في مصلحتهم وامنهم والاستفادة من كل ظرف مؤاتي يخدمهم وينسحبون ويرفعون اليد عن كل شيئ في اي لحظة اذا اقتضت مصلحتهم ذلك سواء كان الطرف كرديا او عربيا او حتى اميركيا .
السياسة خطرة وسيئة اذا لم تكن مبنية على قاعدة اخلاقية واستطيع ان اجزم ان هذا لم يحصل الا في القليل النادر الذي هو بحكم العدم فكما تخلى السوفييت عن الملا مصطفى عندما ساعدوه في تشكيل جمهورية مهاباد في عام 1946 في شمالي غرب ايران فبين عشية وضحاها رفع السوفييت يدهم وسقطت الجمهورية التي لم تدم الا سنة واحدة وفر الملا بجلده وخمسمئه من اتباعه ولم تسمح لهم اميركا من دخول اراضيها وفر الى روسيا عبر تركيا مشيا ودامت الرحلة اثنان وخمسون يوما ، وكان يعامله استالين وقتها معاملة قاسية ومن دون احترام وحدّ من حركته كثيرا ، فليس بغريب ان اسرائيل واميركا ستتخلى عن مسعود وعائلة البرزاني الحاكمة الجاثمة على صدر الاكراد بسهولة وتحت اي مبرر اذا استدعى ذلك مصلحتها او من خلال صفقة تكون فيها الحصيلة اسمن مما لو كانت مع الاكراد .
وهكذا هو ديدن السياسة ومنوالها الغاية الاساسية لليهود هي اضعاف العراق لا اقامة وطن للاكراد وجعلهم جسرا لذلك والخاسر الاكبر هو البلد بكل قومياته واطيافه ، قام الملا مصطفى البارزاني بزيارته الاولى للكيان الاسرائيلي في 1966 عندما استقبله وزير الدفاع الاسرائيلي موشي دايان وقدم هدية الى دايان وهي عبارة عن خنجر كردي مع مخطط كامل لمصفى النفط في كركوك الذي تم ضربه بالتعاون بين الحزب الكردي والموساد الاسرائيلي في عام 1969 ونفذ الهجوم بواسطة عميل الموساد ( باكوف نيمرودي ) الذي كان يعمل في نفس الوقت ملحقا عسكريا في السفارة الاسرائيلية في طهران .
ان التعاون الكردي الاسرائيلي في الوقت الحاضر هو اكمال للتحرك الذي بداه الملا مصطفى بشان الانفصال باي ثمن واستنزاف طاقات الوطن وقدراته وهي حلقة جديدة في سلسلة طويلة بدات وتتواصل ، وما يحدث اليوم على الساحة السياسية العراقية من لغط ولبس يسبب التقيؤ والغثيان من تشابك الامور والتزام كل طرف بموقفة وحصته وما يدخل في جيبه والجهة التي نصبته والحالة من الفساد والفوضى العارمة والنهب والسلب وهدر اموال الوطن وطاقاته واغتيال العقول وتشريدها ما هو الا نتيجة معروفه ومحصله لما ارادته اسرائيل واميركا والدول الاقليمية من الابقاء على هذا الوضع وهو عراق ضعيف لا يقوى على فعل شيئ وحرمانه من تكوين دولة محترمة وتشكيل جيش قوي قد يقاتلها يوما ، ولابد من التوقف هنا اذ كان من اشد المتحمسين الى ذلك هم الاكراد الذين وقفوا موقفا متصلبا ومتشنجا امام عملية تسليح الجيش العراقي من خلال الصفقة الاخيرة التي عقدت مع روسيا – وهي نفسها الرؤية الاسرائيلية – في زمن المالكي لكنها فشلت ولم تر النور وكذلك الوعود الكاذبة من الاميركان الى الحكومة العراقية في تزويدها بالطائرات المقاتلة لاستعمالها ضد داعش وعدم استلام اي منها بالرغم من قبض ثمن الصفقة بحجة استعمال هذه الاسلحة ضد الاكراد كما استعملها يوما صدام او لعدم استقرار الاوضاع في العراق ، ولكن الحقيقة ليست كذلك فان الاكراد انفسهم يعرفون انها لا تستعمل ضدهم لان ذلك العهد ولى وانتهى وتغير كل شيئ ولم يعد العراق يدار بدكتاتورية فردية واصبح منفتحا على العالم ولكنها اجندة واوامر صهيوأميركية انطلقت واندلقت على لسان الاكراد ومسعود البارزاني .
لم يصر الاكراد على تسنم المناصب الحساسة والمهمة في العراق اعتباطا بل انها تصب في نفس المصب وتنبع من نفس المصدر – تصب في مصب اضعاف العراق وتنبع من اسرائيل – وفق اجندة صهيونية والا لماذا يكون رئيس اركان الجيش كرديا ، وقائد القوة الجوية ، ورئيس الهيئة العامة للانتخابات ، ووزير الخارجية ثم المالية من نفس القومية ، ورئيس الجمهورية واخيرا وزارة الثقافة الا لتكون تقفيلة على الجيش والبلد واحكام السيطرة عليهما لتذهب كل اسرار العراق مباشرة الى اسرائيل ، يقول الباحث الاميركي ادموند غريب في كتابه القضية الكردية في العراق (في عام 1972 كان الاكراد ينقلون معلومات شاملة عن الجيش العراقي الى كل من الاستخبارات الايرانية والاسرائيلية فضلا عن عملية تهريب اليهود العراقيين الى اسرائيل ) فالاكراد الان هم اليد والعين الاسرائيلية في البلد وهم الذين يقضمون اموال العراق من الجهتين من بغداد ومن شمالي العراق بلا حسيب ولا رقيب وتحت حماية اسرائيلية اميركية ومساندة اوروبية اعلامية من اجل تقوية الاقليم على المركز بواسطة الاستثمارات السعودية والاماراتية والاوروبية هناك لاحبا بالاكراد بل بغضا للمركز برئاسة الشيعة (الشكلية) وتغاضي عالمي عن انتهاكاتهم للقيم والاعراف والدستور بسرقة النفط العراقي وبيعه في اسواق ( القاجاق ) وبالمزاد عبر الاراضي التركية من دون تنسيق وعلم المركز واطماعهم بارض الوطن وضمها الى الاقليم الذي سيكون يوما ( دولة ) كما يزعمون وتصفية كل من يقف بوجههم من خلال ممارسات لاتقل خطورة عن عنجهيات صدام واخلاقيات البعث كما حدث مع الاستاذ الدكتور العراقي الكردي عمر ميران الذي اغتالته عصابات ( الاسايش ) الاستخبارات بالرغم من كبر سنه اذ ذرّف
على الثمانين لانه قال قولة الحق بكل شجاعة واصرار هو وحفيده الدكتور عبد القادر ميران وزوجته وطفليه بعملية لا تقل وحشية عن البعث الصدامي ومن ضمن ما قاله الدكتور عمر ميران ان مصطلح (كردستان) غير صحيح واحس بالاشمئزاز عندما اذكره – والكلام للدكتور – لانه يلغي بقية القوميات كالآشوريين والكلدان واليزيديين والتركمان والعرب فان الاكراد لا يرضون عندما نطلق على العراق البلد العربي وكذلك الاقليات لا ترضى عندما تطلقون هذا الاسم على هذه المنطقة وقد كشف هذا الانسان المنصف حقائق لا تعجب المتعصبين من الاكراد منها ان هؤلاء يريدون تسليم هذا الجزء من الوطن الى اسرائيل والخاسر الوحيد هو الشعب العراقي بكافة قومياته وهكذا فقد دفع هذا الانسان الشريف حياته ثمنا لقول الحقيقة المرة في افواه المرضى .
واما الجريمة الكبرى التي هزت العالم هي جريمة ادخال الارهاب والتخلف والقتل (داعش) الى العراق بتواطئ الاكراد لاسقاط بغداد وفق خطة محبوكة غاية بالخبث والنفاق والكذب وألصاقها بالجيش العراقي بالذات وكيف انسحب من مواقعه ليخدعوا العالم بهذه الالاعيب المفضوحة القبيحة ليتنصلوا عن المسؤلية وفق فذلكات وقلب الحقائق وابعاد الشبهه عن الاكراد وكأن شيئا لم يكن لولا الرحمة الالهية التي تمثلت بفتوى الجهاد من المرجعية العليا في النجف الاشرف لانقاذ العراق من السقوط والتي صدمت العالم واوقفته مذهولا في وقت حكم عليه بالانهيار .
في سنة 1968 اتخذ موشي دايان وزير الحرب الاسرائيلي وقتئذ قرارا بتوجيه ضربة قاصمة للجيش العراقي من خلال مهاجمة اللواء المتمركز في راوندوز بعد ان زار أهارون ديفيدي القائد الاستراتيجي الاسرائيلي المنطقة وكان وقتها الاسرائيليون يخططون لعملية كبرى تدعى ( عملية الاناناس ) على ان يكون الاكراد هم الذين يقومون بها ولكن بعد الدراسة العميقة توقفت العملية لانها تحتاج الى تدريب عال واسلحة وخطط لم يستطع الاكراد القيام بها .
لقد حارب الاكراد الوطن بالسلاح فوق الجبل وتحته وفي الكهوف والان يحاربونه عن طريق البرلمان والعملية السياسية بالمواقف المتشنجة والانفعالية ضد كل ما لا يعجبهم او يقف ضد مصالحهم حتى وان كان في ذلك تهديد لامن البلد واستقراره وتعريضه لخطر التمزق والتفكك والغرق في بحر الدماء من خلال انانية ممزوجة بجمود فكري لا يرى البعيد ولا يستشرف المستقبل وذلك بالانغلاق على المصلحة القومية والمناطقية الممقوتة وهذا ما نراه من الكتل البرلمانية الكردية عندما تنسحب بسهولة وتدخل ببساطة الى البرلمان وتعطل وترفض وتهدد بصوت عال كريه بالانسحاب والانفصال وعدم الحضور والتعليق والارتماء باحضان الاعداء كالسعودية وتركيا وغيرها من الدول التي لاتكن الا الحقد والعداء للبلد ، ولعمري ماهذا الا تطبيق لاجندة اسرائيلية من غرفة عمليات فعالة تعمل كخلية نحل في اسداء الاراء والتعليمات والخطط موجودة في الاقليم تحرك الكتل الكردية وتملي عليها ماتريد او من خلال الاتصال المباشر باسرائيل . لقد كان الملا مصطفى شوفينيا قوميا حاقدا كارها للعرب عندما احتفل على احد الجبال في شمالي العراق مع الاسرائيليين بذبح كبش
وعلق على رقبته شريطين باللون الازرق والابيض الوان العلم الاسرائيلي عندما