18 ديسمبر، 2024 8:36 م

الاكتفاء الذاتي بالتكامل الاقتصادي

الاكتفاء الذاتي بالتكامل الاقتصادي

الاقتصاد هو لعبة الأمم وأصبحت هذه الكلمة هي التي تقض مضاجع صناع القرار حول العالم لأن الرؤية لديهم تختلف كليا فمنهم من يطمح إلى الوصول إلى اقتصاد عالمي يريح البشرية من تبعات كثيرة من الازمات العالمية التي يمر بها هذا العالم من أزمة الغذاء والمحروقات والصحة والمناخ حيث أن الاقتصاد لا يتوقف على مسمى واحد فقط يتفرد به ,فالبشرية خلقت لتبقى وخلقت لنجد الحلول الدائمة إلى اسعادها واستقرارها الدائم .
وعلى الطرف الآخر هناك من يحاول تدمير الاقتصاد العالمي ليصنع له مكاسب شخصية ويضع حلول قصيرة المدى لا تسمن ولا تغني من جوع .لتحقيق الأرباح حتى
لو كانت على حساب الآخرين وهذه الفئة هي فئة قد اختصت بخلق أهداف لتدمير هذا الكوكب وهم كثيرون بسبب تغليب المصالح الشخصية على المصالح العامة .
أن انهيار اقتصادات الأمم في مجتمعنا العربي هي صناعة بشرية بكل اقتدار وإذا انهار الاقتصاد تنهار معه مقومات الحياة لأن الاقتصاد هو عصب الحياة وعليه تبنى الأمم وتقوم المجتمعات ويصنع التاريخ . ويقاس التقدم في كل شيء بالنجاح الاقتصادي أو فشله لهذه الدولة أو تلك .
أن مقومات الحياة التي نسعى فيها لبناء اقتصاد قوي في مجتمعاتنا العربية للاسف الشديد تعتمد على اشياء معينة ومحدودة كاعتمادنا على استخراج البترول وبيعه والزراعة التي أيضا نفتقر لها بسبب عدم استخدام أساليب المكننة الحديثة لتطويرها . ولعبة الأمم التي تتقاذفنا كالكرة وتتحكم بالاسعار العالمية للبترول من تخفيض ورفع حسب ما قد خططوا له منا يؤثر كثيرا على إلغاء مشاريع كثيرة، ويأتي الركود الاقتصادي التي يدمر خارطة البناء وطرق الحياة . والزراعة أيضا التي نقضي عليها بسبب استخدام الطرق القديمة فيها أو الاستخدام السيء للمبيدات الحشرية في المزروعات أو الأسمدة الكيماوية كذلك فيكون تدميرا لعصب الحياة للمواطن العربي بتدمير الزراعة التي هي عصب الحياة لنا لأن الحياة لا تقوم إلا على الزراعة.
أن انهيار اقتصاداتنا العربية بسبب عدم التنوع في أشكال الاقتصاد هو الذي يجعلنا لقمة سهلة وسريعة في أيدي الآخرين لنبقى دائما في مصاف الدول النامية والمتخلفة والتي نحتاج إلى قرون للخروج منها بسبب عدم مواكبة العلم والتطور وهجرة العقول ومحاربة الغرب لنا لنبقى بحاجتهم ولا نبحث عن مقدراتنا لتحقيق الاكتفاء الذاتي بالتكامل الاقتصادي فيما بيننا .
ولنعلم جميعا أن هناك في هرم السلطة العالمية من يسمون أنفسهم بصندوق النقد الدولي وغيره من مسميات واباطرة المال هم من يتحكمون بمصير الأمم ويتلاعبون بها وهم من يصنعون القرارات التي تهمشنا وتلغي وجودنا.
وفي الحقيقة التي لا يغفل عنها الجميع أن الغرب بسبب السعي للحصول على ثرواتنا يقومون بالمستحيل لتحقيق ذلك حتى لو انهارت جميع بلادنا العربية ومقومات الحياة فيها.