19 ديسمبر، 2024 11:44 م

الاكبر الاكثر الافضل عراقيا

الاكبر الاكثر الافضل عراقيا

تنشغل العديد من دول العالم كما ينشغل الكثير من النشطاء والبطرانين ( بنظرنا طبعا ) في وضع لوائح لافضل شخص في هذا المجال او غيره، وتصرف دول عديدة امولا طائلة من اجل الترويج للسياحة او منتوجاتها من اجل اقامة  اكبر ولائم للطعام او اكبر صحن بتيتة او حمص بطحينة او شاورمة وما الى ذلك.
 ومع دخول هذا الهوس في الفضاء من خلال اختراق شخص حاجز الصوت ووضع اسمه في كتاب غينيس او جينيس للارقام القياسية لابد ان يلتفت البعض للعراق في هذا المجال، حيث فيه الكثير من الارقام التي لابد ان يتم وضع كتاب خاص ذات صبغة عراقية بهذا المجال، يتضمن الاكبر والافضل والاسرع والاوسخ والاردء والاقدم والاجمل (همينة باللهجة البغدادية).
الهوس العراقي سيتخطى الحدود، لأنه هناك دوائر لاتجاريها اية دائرة في العالم في الروتين ، وهناك شخصيات لايوجد الافضل منها في الترويج للعنف والطائفية، و هناك مؤسسات لايوجد مثيل لها في العالم في بث روح التفرقة، وهناك احزاب مثلا لاتستطيع كل احزاب العالم ان تفعل مثلها في السيطرة على مفاصل الدولة رويدا رويدا، في ان تغير طبيعة المجتمع العراقي المنفتح الى مجتمع مغلق الرأس الى اخمص القدمين .
مثلما اقول لكم لو اقيمت مسابقة اكثر المشاريع تأخرا في التنفيذ ستجدون العشرات منها في العراق، مثلا العمل في تبليط وتحديث شارع مهم طوله كيلومترين يستمر سنتين، ولابد ان يتم تكريم هذه الشركة لأنها الاكثر قدرة على التأخر في التنفيذ.
لنتحول الى شيء اخر لو قيس نسبة وجود النفايات بين الازقة السكنية لأحتل العراق الامر بجدارة ولحطم حتى كتاب غينس وليس الرقم وحده، ولو يتم سير هذا الامر على وجود السيطرات ووجود القتل والاستهداف والخطف مقابلها،،، يقينا لن يصلنا احد، فكيف توجد كل هذه السيطرات ويحدث وتحدث كل هذه الانفجارات، ألم اقل لكم اننا بحاجة الى كتاب خاص بالارقام القياسية بنا.
حتى لاتقولوا انك متشائم لنرى جانب اخر وهو سرعة تغير الوجوه التي كانت بالامس القريب تتشدق بالديمقراطية والعلمانية والليبرالية واليوم هي الاسرع في أطالة اللحى والتشدق بالدين والتزهد،،، ألا يستحق هذا الامر ايضا ان يكون ضمن الارقام القياسية….
لنرى جانب اخر وهو قدرة هذه البلاد في الحاق الاذى بمواطنية واظهرت الامطار الاخيرة بأن شوارعنا اجمل بالفيضانات لأنها نظفت ما لم تستطيع البلديات ان تنظفه من عشر سنوات…. والسيد رئيس الوزراء المحترم منشغل بخلق الازمة بدوزخورماتو و شراء الاسلحة .
ويمكن لاي واحد منكم ان يلتفت حواليه ليجد رقما قياسيا عراقيا في الاسرع في التأخر و الاكبر في التقليد الاعمى، والافضل في اختراق الاكاذيب السياسية، والاكثر حكومة في اهمال احتياجات مواطنيها مقابل التأكيد على امتيازات مسؤوليها من ونواب ذي العشرة حراس وصولا الى مدراء عامين بخمس او عشر سيارات حماية الى وزراء لانسمع اسمائهم في الاخبار ألا عندما يخبرهم سادتهم بالتوضيح والتفضيح و ال و ال و ال والكثير من الافضل والاكبر والاكثر من الارقام عرقيا .

أحدث المقالات

أحدث المقالات