رجل له ثلاث ابناء، حسين، عمر، مسعود
زوجهم بعد ان اشترط عليهم البقاء في بيت العائلة الكبير، على ان يشتركون في ادارته، والمساهمة في تطويرة، وتحت مسمى واحد
وافق الثلاثة على شرط الاب، لكن بعد زواجهم، انشغل مسعود في بناء غرفته، وصار يأخذ من ايرادات البيت الكبير كلما وجد الى ذلك سبيل، وان اعترض اخوته هددهم بالانفصال عنهم والخروج ببيت مستقل
اما عمر، فقد اعتاد النواح والشكوى، بحجة انه مظلوم،لكنه كلما تعرض الى مشكلة لجا الى اخوته، باسم البيت الكبير، فينصروه، لكن ان احتاجوا نصرته، قال هذه مشكلة تخصكم، ليس لنا فيها شأن، يرغب بالانفصال، لكنه لا يعلن ذلك بشكل علني، انما دائما يناقشه سرا في دار اهل زوجته، التي لا تنفك عن محاولتها لسلخه عن بيته الكبير
لم يبقى الا حسين الاخ الاكبر، فهو لا يريد الخروج ببيت منفصل، لكنه عاجز عن اقناع اخوته في البقاء معه، لذلك هو عرضة للابتزاز، ان تناحر اولاد حسين فيما بينهم جعلهم يضيعون الخيط والعصفور، فلا هو يستطع ان يحافظ على مكتسبات ويؤسس لبيته كما اخوته، ولا قبلوا أن يذهب كل شخص من الاخوة الثلاثة لبناء نفسه وبيته الخاص، ولم يستطعوا ان يبنوا البيت الكبير بالصورة الصحيحة
بعضنا ممتعض من الاقليم السني المزمع قيامة في غرب العراق
لذلك هناك سؤال يجب ان يطرح قبل ابداء الموافقة على الرفض او القبول
أن الشعب العراقي موحد؟
الجواب لا
مفهوم الدولة والشعب هو الارض المشتركة والمصير المشترك، وهذا غير موجود حاليا الا على الخريطة الورقية
فنحن كشعب مقسمون الى ثلاث اقسام سنة وشيعة وكرد
فتجد السني ينتفض للقضايا السنية ويتفاعل معها، في حين تجد الامر لا يعنية للقضايا التي تمس جنوب العراق
اما الكردي فيبحث عن مكاسب الكرد اولا، ولا يعنيه ما يجري في جنوب ووسط العراق
اما الجنوب فلا زال يتغنى بالحرب على داعش، وكلما اختلف مع المكون السني، قال لهم انا من حميت ارضكم وشعبكم
اذن الانقسام حاصل ومطبق على ارض الواقع، ولا يوجد مبرر لرفضه أو إنكاره
بل لو طبق واصبح رسميا، ربما سيخف الضغط على الجميع، وكلا ينشغل ببناء نفسه
فالاقاليم قائمة ولا ينقصها الا الاشهار، فهل يملك القادة الجرأة للاعتراف بذلك،هل سيقبلون فكرة أن التاريخ سيذكرهم بأنهم القادة الذين على يديهم قسم العراق؟!