لم يكن موقف تشييع جلال الطلباني ، حدثا عابرا مر على العراقيين ، فمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام انشغلت طيلة الساعات الماضية بالحديث عن علم اقليم كردستان ، ومن شارك بمراسيم التشيع وغيرها من التفاصيل التي كانت مادة اعلامية دسمة للقنوات والاعلاميين ..
وبعيدا عن الموقف المخزي لاقليم كردستان والذي تمثل بعدم رفع العلم العراقي فوق جثمان مام جلال ، وقريبا من الحدث فان الايام كشفت اولا زيف ادعاءات البعض ، ولهاثهم وراء الظهور الاعلامي ، او تسجيل موقفا ممكن ان يكون ايجابيا مع الكرد ..
الحديث عن تخصيص طائرة من الخطوط الجوية العراقية واعلان الحداد لثلاث ايام من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي ، وما رافقه من جدل بين مؤيد او معارض ، لا يتعدى كونه زوبعه اعلاميه اثيرت من “الحالمين بالولاية الثالثة ، او المتصيدين بالماء العكر كما يقول المثل ، فالعبادي عمل بالبروتوكل المتعارف عليه ، او بالسياقات الطبيعية باعتبار ان مام جلال كان رئيسا للجمهورية ، وبالتالي فان المنطق يستوجب ان يعلن الحداد او تخصص له طائرة لنقل جثمانه ..
الحالمين بالولاية الثالثة ، او الطامعين بالسلطة من الذين يتاجرون بدماء الحشد وغيرهم من الاقزام الذين شاركو بمراسيم التشييع ، لن يؤثروا على الراي العام ، الذي يتجه يوما بعد آخر مع رئيس الوزراء حيدر العبادي” فتسمية قائد الانتصارات ” او رجل المرحلة اصبحت ملاصقة تماما لاسم العبادي ، وراح الكثير من العراقيين النخبة يدرك جيدا بان رئيس الوزراء وفي كل ازمة يثبت جدارته تاره ، ويعلو كعبه تارة اخرى ..
الكثيرين كانوا يتهمون العبادي بالضعف وكانت صفحاتهم عبر التواصل الاجتماعي تروج لتلك الكذبة ، ويوميا بعد آخر اثبت العبادي بان قوي الحجة والتصرف ، ويعمل بععلاقينه ، فماجرى من ازمات كبرى في السنوات الماضية ، اثبتت بان رئيس الوزراء يسير بالبلد بالاتجاه الصحيح ..
لا نريد ان نذكر بالانتصارات التي تحققت تحت ادارته ، ولا نريد ان نتحدث عن امور بدأ العالم يدرك بان العبادي رجل المرحله ، ولكن نريد ان نقول بان من شارك في تشيع طلباني لم يكن سوى قزما سياسيا شاهد اهانة العلم العراقي ولم يحرك ساكنا ..
ومرة اخرى تثبت المواقف معدن الرجال ، معدن القاده ، الذين يقودون ولا يقادون ، فالعبادي لم يشارك بمراسيم التشييع ، بل رفض الذهاب الى السليمانية رغم عودته مبكرا من فرنسا ، لثيبت ابو يسر مرة اخرى بانه “جبل عال ” ورجل المواقف الصعبة ، وقائد المرحلة ، فلم يخالف البروتوكلات العامه ورمى الكرة مرة اخرى بملعب برزاني ، عندما خصص طائرة واعلن الحداد ، ولكن برزاني فشل في الاختبار هذه المرة ايضا ، وانزم امام ابو يسر في الجولة الثانية من المنافسه ، العبادي الحكيم الذي يدرس الامور ، ويضعها ، ولكن عندما شاهد اصرار الكرد على موقفهم من نقل الجثمان الى السيمانية ، رفض المشاركة بمراسيم التشيع ، مؤكدا “انه جبل عال” لا ينحني امام الاقزام ..
ليثبت ابو يسر مرة اخرى ، بانه الحكيم الذي يداوي جراحات الوطن ..!! فحاوله بموقفه من موت الطلباني ان يعطي انطباعا للشعب الكوردي بانه جزء لا يتجزأ من العراق والعراقيين متمسكين بهم ولا يستمعوا لدعاة الانفصال من الذين يتاجرون بأزماتهم السياسية ويصدرونها للخارج ..!!