10 أبريل، 2024 6:25 م
Search
Close this search box.

الاقربون-6

Facebook
Twitter
LinkedIn

من خلال حديثه استرجعت ذكريات واحاديث قيلت في وقتها ولم تلبث ان نسيت وتأكد لي ان الرجل ضحية ليس لزوجة وبنات وانما ضحية لعصابة تتجر بمواد سامة وقاتلة ومحطمة للإنسان والاسرة والمجتمع .

انصت اليه وهو يواصل حديثه:-

حين خرجت من المستشفى اغلقت ابواب الحياة امامي وراح البعض ينظر لي نظرة العطف باعتباري اعاني امراضا نفسية وعصبية واما البعض الآخر فينظر اليَّ نظرة لا انسانية تحمل الازدراء باعتباري رجل لم يستطع الحفاظ على اسرته وايضا لم ينتقم لشرفه .

هكذا كانوا ينظرون اليَّ وانا في الحالين غير ذلك وعلى يقين من صحتي النفسية والعقلية وعلى يقين ايضا بأنني لم ادخر وسعا في الحفاظ على الاسرة التي تمادت في الغي واوغلت في الغدر ومكنت الاغراب من تحطيم اقدس الروابط الا وهي رابطة الابوة اما بخصوص الانتقام فذلك امر آخر هو ليس الانتقام الدموي الذي ينتهي بقتل الزوجة او البنات كما كانوا يريدون مني ويدفعونني اليه سواء من خلال الكلمات او التشهير او التعيير او الأساليب الاخرى الظالمة التي اتبعوها ومنها تحاشيهم الحديث او التعامل معي او ارسال الرسائل التي تؤكد عليَّ وجوب تحقيق الانتقام ولكني لم استسلم لهذا الامر ليس لأني عاجز عن هذا ولكن اجد في الزوجة والبنات جنود جرم قدموا فداء لرأس كبير رأس افعى عظيمة تنفث السموم وتنشر الشقاء و لهذا يجب انزال العقاب برأس الافعى اولا ومحاسبة الاخرين بعد ذلك ولذا رحت أخطط للوصول الى ذلك الرأس ومن اجل تحقيق الهدف كان لابد من الصبر والعمل بروية ومتابعة الاحداث وما تؤول اليه الامور فالضربة القاضية تحتاج الى قبضة قوية .

………………

  ليل طويل عشته مفكرا استعرض احداث حياتي واراجع المواقف وارسم الصور وكانت حيرتي بالغة حول اسباب هذا الزلزال الذي واجهت واسأل نفسي هل كان يجب عليَّ ان اعامل اسرتي بالقسوة والعنف بدل الرأفة والمحبة التي اعتبروها سبة ونقطة ضعف نفذوا من خلالها الى الجفوة وتخلقوا الصلف ترى هل اعنتهم على ارتكاب الخطأ لما كان بي من الحنو الذي جعلني اتغاضى واغض الطرف عن كثير من تجاوزات فكرتحينئذ انها جاءت بسبب الجهل والبراءة فتبينت بعد فوات الأوان انني كنت على ظلال.

…………………

بعد هذه السنوات ادرك ان الرجل مازال محموما بمأساته ولكنه يتجلبب الصبر والصبر دواء العلل التي يحار بها المختصون فقط حين يكون صبرا مقرونا بعمل وتساءلت مع نفسي ترى اي عمل قام به ليحقق مبتغاه واوشكت ان اردد كلمات سؤالي هذا لولا ان سمعته يخاطبني:

لم تسألني عن خطة الانتقام وطريقة التنفيذ….؟
ادرك انك ستحدثني عن ذلك .اجبته على الفور وكأني اعددت الجواب مسبقا وفي الحقيقة انه كان وليد اللحظة.
لكن الحديث سيطول واجد ان وقتك غير كاف .
الحق هو ما تقول وقد حان وقت العودة  لذا انا ممتن للقائك وكلماتك .
اظن ان ايام الدورة لم تنتهي بعد …؟ سألني بعد لحظات وانا استعد للخروج من بيته.
اجل بقيت ايام عديدة للدورة… اجبته وانا اتلهف دعوته لمواصلة الحديث وشعرت بسرور في اعماقي وهو يعدني بموعد آخر ليتم حديث حياته والخطط التي وضعها لتنفيذ العقاب……

خرجت من البيت وسرت في طريقي وكلماته ترن في اذني وتساؤلات كثيرة تثار في فكري ترى هل سنصل الى الحقيقة وهل كل ما سيقوله لي هو الحقيقة ….؟ وكيف استطيع ادراك ذلك وكان في اعماقي هاتف يقول إذا أراد الله الوصول الى الحقيقة ووفقنا للسعي  اليها وبذل الجهد فلا بد ان تعرف وسوف تعرف رغم حبال الغدر وكهوف الخيانة…………

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب