8 أبريل، 2024 1:22 م
Search
Close this search box.

الاقربون-4

Facebook
Twitter
LinkedIn

قال انه لن يسامح ولن يغفر ابدا …ابدا…ابدا
وواصل حديثه موضحا:
كان من الممكن ان تتغير حياتي واعيش اياما هانئة لولا ان القدر حرمني الانسانة التي اخترتها وكان يمكن ان تكون زوجتي وشريكة حياتي وام اولادي ولكن ذلك لم يحدث على الرغم من انني تقدمت لطلب يدها مرات ومرات وكان سبب الرفض هو عبارة واحدة لن تتغير(ليس لنا بنات للزواج )…!!!!
انهم يتحايلون بكلماتهم الجوفاء هذه فالأب يعرف ان في بيته بنت بلغت من سني العمر ما يؤهلها للزواج وهي قد ارتبطت بعاطفة شريفة وتتمنى لو ان هذا الاب غيّرَّ كلمته ومنح الخاطب كلمة القبول لكنه لن يفعل اجل لن يفعل لأجل تقليد اعمى وجاهلية جهلاء قررت مفاهيم سقيمة وقوانين خرقاء هو متمسك بالعرف ويعتبر اختيار فتاته لشاب منحته عواطفها امرا فضيعا وغير مقبول حتى لوكان هذا الشاب جديرا بالفتاة وكفؤا لها وهكذا رفضت الخطبة وعمد الاب الى تزويج الفتاة رغما عنها برجل آخر.
عشت زمن الالم والحزن وكان لابد لي من النسيان وتجاوز الازمة.
مرت فترة ليست بالقصيرة واستجمعت كل ارادتي وجعلت بيني وبين الماضي ستارا ولذا لم امانع حين عرضوا علي ان يخطبوا لي فتاة من المعارف او الاقارب اجبتهم افعلوا ما تريدون …………..
(كان ذلك الجواب هو الخطأ الفادح الذي جر عليَّ الندم والفشل فيما بعد وسببا لما عانيت في مستقبل الايام)
ستسأل لماذا …؟ فأجيب لأني حين قلت لهم افعلوا ما تريدون كنت كمن يتحدث وهو
مغشي عليه وكأن الامر يعني شخصا آخر غيري وليس انا من سيعيش الحياة الزوجية وحين قرروا اختيار المرأة التي كانت بحسب رأيهم مناسبة لي وجديرة ببيت الزوجية المنتظر لم اعترض وايضا لم اشعر بغبطة ولا بفرح ……………
هكذا بدأت حياتنا الزوجية ولا انكر انني حاولت في بداية الامر ان اتفهمها وان اتخلى عن كثير مما احب من اجل ان تسير الحياة ولا تنفصم عرى المودة رغم اني لم اشعر حيال زوجتي بعواطف ملتهبة او حب كبير انها زوجتي وعلىَّ ان أهيئ لها اسباب الاستقرار والعيش الكريم خاصة بعد ان ولدت لي ابنتنا الكبرى بعد عام من الزواج ثم الابنة الصغرى بعد سبعة اعوام فضاعف ذلك من المسؤوليات وفاقم المشكلات التي كانت في الغالب اقتصادية لأني لم احصل على وظيفة وليس لي عمل ثابت .
عملت اعمالا مختلفة او بالأحرى كنت انتهز اي فرصة سانحة استطيع ان أؤدي من خلالها عمل اكسب به ما يوفر العيش الكريم بل اضطررت الى ان اكون حمالا في بعض الاسواق حين اغلقت امامي ابواب الرزق والعمل ومن هنا تفاقمت المشكلات إذ وجدت الزوجة والبنات انني من خلال هذا العمل اجر عليهن العار والشنار وقد احتملت الامر في البداية وصبرت و صبرت وما كان لصبري من نفاذ اذ كنت اعلل نفسي بأن البنات مازلن صغيرات ولا يفهمن شقوة الحياة وصعوبة تحصيل لقمة الحلال واما بالنسبة للزوجة فأن عذري لها الجهل والعناد وهاتان الصفتان تكادان تطغيان على تصرفها وسلوكها ولو اردت نقاشها ما نفع معها النقاش ولا زادها الحديث الا صلابة وصلف فأذكر قول الامام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام بما معناه (اذا ناقشني عالم لأفحمته وان ناقشني جاهل لأفحمني ) ………………………..
بلغت الفتاة الكبرى (اربعة عشر عاما والصغرى سبعة اعوام ولم يتغير الحال وبقيت اعاني ما اعاني حتى بلغ بهن الصلف ازدرائي علانية ومواجهتي صراحة والتبجح ولم يعد لي عليهن اية سطوة او نفوذ ولم يعد من وشائج العاطفة او الحنو الا خيط رفيع عملت على قطعه حين وجدت الام والبنات يستقبلن غرباء في المنزل بحجة القرابة والعمومة وما كان تصرفهم تصرف ضيف او قريب فما كان مني الا ان صرخت عليهم بالطرد فخرجوا وهم ينظرون اليَّ نظرة الصغَّار والاستصغار بينما كانت نظرات عيون الزوجة والبنات تكاد تحرقني غيضا بل وتطاولن عليَّ بالصوت والكلمات الغير لائقة فما كان مني الا ان انهلت عليهن ضربا وركلا ورميت يمين الطلاق على تلك الزوجة الغادرة فوجدت البنات قد تمسكن بها ورفضن الابتعاد عنها فأحسست بالانكسار والالم واعلنت لهم انني براء منهن الى يوم القيامة وعليهن ان يعتبرن انفسهن يتيمات الاب الى يوم يبعثون وشعرت بغيض يملئني حين هتفن بصوت واحد وكأن بعضهن يقرأن افكار بعض قائلات( ذلك افضل …يتيمات أفضل لنا من حياة اب مثلك) ……………..!!!!!!!!!!!!!!!!
احسست باحشائي تتمزق ورغبة بالقيئ تتملكني وتكاد الارض تدور بي فأدرت وجهي الى الباب وامسكت بها وفتحتها على مصراعيها وصرخت فيهن اخرجن …اخرجن فانكن غريبات عني وليس لكن في بيتي من مأوى وكررت اخرجن من بيتي انا الذي تزدرون لأنكن لستن اهل للقمة الحلال واردت ان استرسل بكلماتي لكن الزوجة التي طلقت للتو قالت عبارة لازلت اذكرها وهي ان هذا البيت بيتي وليس لك فيه من حق فقد بعته لي منذ زمن بعيد ولدي ورقة وسند وشهود…..!!!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب