18 ديسمبر، 2024 5:04 م

تبدو حظوظ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في تحقيق هدفه بشطب الحرس الثوري من قائمة الارهاب تقترب الصفر، حيث إنه وبعد تزايد الاصوات المختلفة من داخل الولايات المتحدة الامريکية والمطالبة بعدم إخراج هذا الجهاز من قائمة الارهاب والتحذير من ذلك بشدة، فإن ومن خلال عملية التصويت بأغلبية ساحقة، وتإييد الحزبان الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ الامريكي ابقاء العقوبات المفروضة على الحرس الثوري والبنك المركزي الايرانيين، لتورطهما في تمويل الارهاب، فإن الذي بإمکان النظام الايراني أن يفعله حيال ذلك هو أن يذعن الى إن الافق الامريکي مکفهر بوجه قضية شطب الحرس الثوري من قائمة الارهاب والافضل له أن يتخلى عن هذا المطلب.
مشروع القانون الذي قدمه السيناتور تيد كروز في 4 مايو الحالي ووافق عليه مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة بلغت 86 صوتا، ينص على ابقاء العقوبات المفروضة على قوات الحرس والبنك المركزي الايرانيين، ومن ناحيته بادر السيناتور الجمهوري جيمس لانكفورد بتقديم مشروع قانون يضع شروطا صعبة للغاية على رفع العقوبات، تم تمريره بأغلبية 62 صوتا، ومن المرجح ان يطلق عليه اسم قانون ابقاء العقوبات على النظام الإيراني. وهذا مايدل على إن الکونغرس الامريکي الذي هو هو من أهم مراکز صناعة القرار ليس في الولايات المتحدة وإنما في العالم، قد حرص من خلال مشروع القانون هذا إرسال رسالة حازمة لطهران تعلمه بأن جهوده المبذولة بهذا الصدد ليس لها من أي أمل.
ومن دون شك فإن لإقرار القانونين باغلبية دلالات واضحة من بينها إجماع الحزبين على ابقاء العقوبات رغم حدة الاستقطاب بين صناع القرار الامريكي، ولا يختلف الامر في الكونجرس ، حيث تمت الموافقة في 27 أبريل الماضي على قانون إيقاف الطائرات بدون طيار التي يصنعها النظام الإيراني، بأغلبية إستثنائية بلغت 424 صوتا. وهذا مايدل على إن الموقف من النظام الايراني يدفع لتوحيد المواقف بين الحزبين الرئيسيين في واشنطن وليس شق صفهما کما کان يأمل هذا النظام وخصوصا من حيث تصوره بأن الحزب الديمقراطي قد يميل الى جانبه ويخفف من وطأة العقوبات والضغوط المفروضة عليه.
سعي النظام الايراني من أجل التأثير على الموقف الامريکي الحازم ضده بعد مجئ بايدن وإعتقاده بإمکانية تغييره لصالحه، يزداد صعوڤى يوما بعد يوم ولاسيما بعد أن باتت الاصوات من داخل الحزب الديمقراطي الذي رشح بايدن لمنصب الرئيس تتصاعد أکثر من أي وقت مضى ضد النظام الايراني من مختلف النواحي، إذ ليس موضوع شطب الحرس الثوري والطائرات المسيرة فقط بل وموضوع الصواريخ الباليستية وتدخلاته في بلدان المنطقة وإنتهاکات حقوق الانسان وهلم جرا، وبمختصر العبارة فإنه وکما ذکرنا آنفا فإن الافق الامريکي يبدو مکفهرا بوجه طهران!