23 ديسمبر، 2024 11:31 ص

الافاق المستقبلية لدراسة الطيران والحصول على الوظيفة المناسبة

الافاق المستقبلية لدراسة الطيران والحصول على الوظيفة المناسبة

 يعد الطيران مسار وظيفي مربح على الجانبين المادي والإجتماعي  شريطة وجود آليةصحيحة  للبدء برحلة طويلة من التخصص الوظيفي في هذا المسار الذي يضمنالوظيفة المرموقة والتي يفضلها الكثير لتحقيق هدفهم  بان يكونوا احد افضل الطياريناومهندسي الصيانة أو اي من كوادر الطيران المتبقية .

فقد أكدت تقارير أتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) عن توقعاتها للمسافرين جوا فيال 20 عام القادمة وتحديدا في عام 2036 بأن هناك 7.8 مليار مسافر عن طريق الجو أيما يقرب من ضعف عدد المسافرين البالغ 4 مليارات مسافر في عام 2017  , على ضوءهذا التقرير قامت شركة بوينغ الامريكية في عام 2018  بأجراء دراسات حول الموضوعتوصلت من خلالها ان عالم الطيران سيواجه مشكلة وجود نقص حاد في الطيارينالعاملين في شركات نقل الركاب في السنوات العشرين القادمة حيث ستحتاج هذهالشركات حول العالم إلى 635٫000  طيار جديد بحلول عام 2036  ثلث هذا العدد منمنطقة آسيا والمحيط الهادي مما سيجعل مجال عمل كوادر الطيران واعداً في توفيرفرص العمل مستقبلا

لذا من الضروري ان تضع الدولة العراقية  في رسم  سياساتها العليا أن تستثمر فيقدرات الانسان العراقي وتبني مقومات اقتصادها على تطوير هذا الانسان من خلالالاهتمام بتدريـــب وتكويـــن طاقـــات بشـــرية قـــادرة على مواكبـة هذا التقــدمالتكنولوجــي الســريع الــذي يعرفــه مجـال الطيـران المدنـي من خلال فتح قنواتالاتصال العلمي مع مؤسسات تعليمية متخصصة تعمل في المجال التعليمي والبحثيلتقديم مجموعة واسعة من حلول التدريب الإبتكارية ذات الجودة العالية على المستوىالعالمي في تدريب كوادر الطيران العراقي بمشاركة محلية تسهم بإنشاء اكاديمياتلتدريب الطيران وعلومه المختلفة داخل العراق واهي من المشروعات الحديثة الهامةالتي تفيد المجتمع العراقي التي تعمل على سد الفجوة التدريبية في مجال الطيران فيالعراق وتحقيق هدف استراتيجي مهم هو توطين تدريب كوادر الطيران داخل العراقمما سيوفر مبالغ الاقامة والتنقل للمتدربين في حالة دراستهم خارج العراق , وهو مبلغيصل في بعض الاحيان الى نسبة 50% واكثر من مصاريف الدراسة كما انها ستحصلعلى دعم من شركات الطيران العراقية وخصوصا الخطوط الجوية العراقية بإعطاءخريجيها الأولوية في التوظيف عن غيرهم.

كما ان هناك نقطة مهمة ومعلومة لدى العاملين في هذا المجال هي ان الحد الأدنى منالمتطلبات لوظيفة طيار شركة النقل الجوي ان يكون حائز على ما لا يقل عن 250 500 ساعة طيران, وبما ان أغلب خريجي الاكاديميات من الطيارين الجدد يكونوا قد جمعواحوالي 200 ساعة طيران كحد ادنى للحصول على رخصة CPL , أذن هناك فرق واضح بساعات الطيران للوصول الى عدد ساعات التي تزيد من فرص حصولك على وظيفةفي شركة نقل هذا الفرق يجب ان تحصل عليه من خلال تجميع ساعات طيران فينوادي الطيران او الاكاديميات الجوية خارج العراق وبكلف مالية اضافية تهلك كاهلالمتدرب قد تصل قيمتها الى 400 الف دولار او اكثر ولكن بأنشاء هذه الاكاديميات داخل العراق سيحل هذه المشكلة ايضا.

أن احتياجات منظومة الطيران المدني العراقي مـــن العمالـــة المؤهلـــة والكفـــاءاتالبشـــرية المتخصصـــة فـــي مجـــال الطيـــران ستزداد بشكل يصعب معه توفره اذا لمنتدارك الموقف الان والانفتاح على بناء هذه المؤسسات التدريبية لرفد القطاع بالكوادر المطلوبة مستقبلا ومواكبة  التطــورات التـــي تشهدها صناعـــة الطيـــرانخصوصا مع  تزايـــد نمـــو حركـــة النقـــل الجـــوي وتضاعـــف عـــدد الطائـراتوالمطـارات الدوليـة والاسـتثمارات الضخمـــة فـــي كل مكونـــات القطـــاع ومـــعالوتيـــرة المتناميـــة للموظفيـــن والعامليـــن الذيـــن ســـيحالون علـــى التقاعـــد فـــإنهسيتم استيعابهم للانخـــراط فـــي سياســـة التدريـــب والتعليـــم للجيـــل المقبـــل مـــنالعامليـــن فـــي منظومـــة الطيـــران في هذه الاكاديميات المقترح أنشاءها.

إن مســتقبل الطيــران المدنــي العراقي  مرهـون بأجيالـه المقبلـة المؤهلـة والمتدربـةوالمتخصصــة فــي كافة مهــن الطيــران مــن طياريــن ومراقبيــن جويين  ومهندسينطيران وتقنييــن وإدارييــن واقتصادييــن وتجارييــن ومتخصصيـن فـي مجـالالتسـويق والترويـج وذلــك لمواجهــة حــدة المنافســة وإبـراز الجديـة المهنيـة لتحقيـقالمردوديـة والجــودة المطلوبــة لتحقيق الاستثمار الأمثل للموارد  المالية والماديةوالبشرية والوقت .

المهندس الاستشاري / باحث وأستشاري طيران