4 نوفمبر، 2024 9:17 م
Search
Close this search box.

الاغنية والصديق والمحفظة

الاغنية والصديق والمحفظة

دعونا ننظر الى ما وصلت اليه الاغنية العراقية من سخف واضمحلال وتراجع ، بعد ان كانت في القمة حتى نهاية الثمانينيات ، وكان عندنا مطربون ، البعض منهم على قيد الحياة وهم من كان يمثل الاغنية الحقيقية التي عالجت القيم والاخلاق وعكست معاناة المجتمع العراقي .
    ومن سخف ما يسمى بالأغنية الشبابية ، وما اكثره ، اغنية لمغن تشير بعض كلماتها ان هناك صديقاً ، كان دنيئاً وليس له اخلاق بحسب النص ، سولت له نفسه فقام بسرقة محفظة صديقه ، ولو كان هذا السارق اميناً ومخلصاً ما فعل الذي فعله ، لان الصديق هو من صدٌقك ، لذلك علينا ان نختار الاصدقاء بعناية وحسن اختيار ، حتى لا نقع بمثل ما وقع به هذا الصديق .
    المهم ، ان هذا السارق ذهل واصيب بنوبة جنون ، لا احد يدركها الا الله والراسخون بالعلم ، هذا الذهول والجنون هو انه لم يجد اي نقود بالمحفظة ، والظاهر ان صاحب المحفظة عاطل عن العمل ومفلس ولو كان يمتلك بعض الدولارات لتعين في احدى الوزرات او الدوائر الحكومية ، وهذا ما لا يختلف عليه اثنان . السارق المسكين لم يجد في المحفظة الا صورة فتاة جميلة لكنها لعوب ، والذهول ليس بالفتاة او الصورة ، حاشا الله ، بل ان الفتاة كانت صديقة هذا السارق ، فتبينت خيانتها العظمى ، والخائن معروف مصيره ، اما السارق فله عقوبات اخرى نص عليها القانون العراقي ، وهذه العقوبات لا يفهمها صاحب هذه السطور ، لأنها ليست من اختصاصه . فالذي يسرق في الليل ليس كالذي يسرق في وضح النهار ، ومع ذلك فان السراق ولصوص هذا اليوم يدفعون رشاوى ويخرجون ناصعو البياض كورقة الرسم .
    المشكلة ان هناك من يروج لمثل هذه السخافات والترهات من خلال بعض الفضائيات العراقية والتي تشاهدها العائلة العراقية ، وهناك ايضاً من يستمع اليها ويطرب لها من اصحاب الاذواق المريضة . والله انني لا اعرف اسم هذا المغني ولا اسم كاتب النص ولا حتى الملحن ، لكنني سمعت ذلك عن طريق الصدفة ، لان الصدفة – كما في الحكمة – خير من الف ميعاد .
    اقول : اين النقاد ؟ اين دور وزارة الثقافة ؟ اين دور المؤسسات الثقافية ؟ فلو كان هناك شعور بالمسؤولية الفنية والذوقية لما ظهرت مثل كذا سخافات على انها اغانٍ عراقية . ورحم الله محمد القبنجي وناظم الغزالي وسليمة مراد ورضا علي والقائمة تطول بالأسماء اللامعة التي غنت الاغاني الهادفة ولا زال صداها يصدح في اسماعنا.
    نصيحتي لوسائل الاعلام التوقف عن بث مثل كذا سخف ، ولكل المشاهدين والمستمعين عدم الاستماع الى ذلك وعودة الى الفن الاصيل .

أحدث المقالات