يتداول حديثا بين الاوساط الفكرية والسياسية مصطلح الاغلبية الصامته ، وهذا المصطلح قد اخذ حيزا ليس هيننا في التعريف والتحليل والرؤى من قبل المهتمين في قرأءه الشأن السياسي العراقي .
فما يعني هذا المصطلح وما المقصود منه تحديدا وهل يوجد تعريف ناجع لهذا المصطلح ، فاذا اردنا الوقوف على حقيقة بيان وتفصيل هذا المفهوم يمكن اعطاء اشاره اولية بأن هذا المصطلح تم استخدامة في نعت الشعب العازف من العملية السياسية بكل اشكالها ولهذا العزوف اسبابة ومسبباته ، وقبل الخوض في الاسباب والمسببات ، لابد من اعطاء صوره عن مفهوم الاغلبية الصامته وما تعني تحديدا ولماذا سميت اغلبية ولم تسمى بالاقلية الصامته .؟
هذا المصطلح السياسي الشعبي يعبر عن فئه من الشعب العازف عن السياسة بكل اشكالها ويتجاهلون كل النداءات في الانخراط في الاحزاب او المشاركة في الحياة السياسية .
واطلق عليهم وصف الاغلبية لانهم فعلا كذلك وليس اقلية فأنهم يشكلون الجزء الاكبر من الشعب قد تتراوح نسبتهم بين 60 الى 85% فأن صمتهم هذا له مداليله واثارة السلبية على سير العملية السياسية في اي بلد .
هذا الصمت والعزوف من قبل الاغلبية الصامته هل له مخرجات ايجابية تصب في صالح العام للشعب وللبلد؟.
قبل ان نعطي اجابة على فرض السؤال ينبغي تبيان الصورة التي توضح حقيقة جواب فرض السؤال بالعزوف ومقاطعة المشاركة حسب المباني التي يعتقدون بها مجاميع الاغلبية الصامته ، ولكل مجموعة لديها مبانيها في اتخاذ هكذا قرار سوى كان عن وعي او جهل او ترهيب او ترغيب .
المبنى الاول :-
المشاركة من عدمها لاتغير شيء من واقع العملية السياسية بلحاظ ان الاحزاب لديها تمكن واضح في صناعة القرار حسب مصالحهم فلا قيمة لمشاركتنا في العملية السياسية .
المبنى الثاني :-
الرأي العام مغلوب على امره ولاقيمة لصندوق الاختراع وانت تمت المشاركة ، نتيجة التزوير في اصوات الناخبين.
المبنى الثالث :-
الاتكالية على بقية فئات الشعب في تحديد المصير وعدم الاكتراث بواقع العملية السياسية والاكتفاء بمن يشارك هو عليه ان يغيير واقع الحال .
المبنى الرابع :-
الترهيب الممنهج لشريحة الاكادميين والمفكرين ونشطاء الرأي ، الناقمين على العملية السياسية لخنق صوتهم وعدم مشاركتهم في ابداء الراي او التثقيف من اجل التغيير مما جعل هذه الشريحة ان تاخذ جانب الصمت للحفاظ على انفسهم .
المبنى الخامس :-
الترغيب وشراء الذمم ، وهذه الممارسة تعد من الوسائل الناجحة في قلب الموازين السياسية لدى اي مجتمع كان.
فأن للسيف واللسان ثمن وطالما اعتمدت هذه الطريقة من اجل كسب تأييد هذا الشخص او المجاميع والحركات المعارضة المحتجة ، وان فشل مسعى الكسب بجانب الجهة السياسية عليه ان يصمت ولايكون له صوت ، فللسكوت ثمن .
هذه المباني وغيرها ان جودت نراها حاضره عن مجاميع الاغلبية الصامتة في المشهد السياسي العراقي ، الا ان جميع تلك المجاميع تتفق ولو شكلا في حقيقة مفادها اننا عازفون من المشاركة لان الواقع لايتغير وينتهجون المبنى الاول لشرعنه قرارهم بالصمت، نتيجة عدم قدرته عن الافصاح عن حقيقة صمته الواقعي قد يكون ضمن المباني الاخرى ولايفصح عنه !؟ .
فأن تعددت اراء الاغلبية الصامتة ضمن عده مصاديق يمكن ان تكون دلاله للمبنى الذي بموجبه انتهج هذا المسلك ، الا ان حقيقة وواقع الامر غير هذا ؟ ويمكن ان نعطي عده فرضيات اجدها ترتقي لموقع النظرية ان لهذا العزوف وصل لنسبة عالية جدا هو منهاج مأدلج ممنهج يقف خلفه السلطة ، والمال ، والاعلام ، من اجل اتساع رقعة الصمت بعزوفها عن المشاركة في صنع القرار السياسي لتسيد الفئه الاقلية الحاكمة المتحكمة بواقع العملية السياسية في العراق ويمكن بيان ذلك بعده فرضيات .
الفرضية الاولى:-
ان الاحزاب السياسية المهيمنة على المشهد السياسي في العراق تعمل جاهده لتوسيع رقعة العزوف الجماهيرية الممتنعة لضمان عدم المشاركة الجماهرية الواسعة من اجل بقاء وجودها من خلال مشاركة اعضاء ومؤيدين تلك الاحزاب ومريديهم فقط ، فتكون نتائج المشاركة والصوت الرسمي هم قواعد الاحزاب .
الفرضية الثانية :-
المؤسسة الدينية دورها ان نظرنا له بتعقل بعيدا عن العاطفة نراه دور سلبي اتجاه مايجري في العراق واتخاذها مبدا الصمت لتكون في صف الاغلبية من ناحية الصمت فقط ، هذا لايعفيها من التزاماتها لما لها من حضور وقول مسموع لدى الاغلبية الصامته بحثهم على المشاركة في التغيير الا ان هذا الامر لم يتم .
الفرضية الثالثة :-
مبدأ الترهيب والترغيب والتجهيل ، هذه المبدأ معتمد من المستفيد من الوضع القائم بهذا الشكل من العزوف وعدم المشاركة الجماهرية في العملية السياسية في العراق .
فكل من يحاول ان يستنهض واقع الجماهير والحث على تفعيل دور المشاركة يجابه اما بالترهيب او الترغيب او التجهيل واذا لم ينفع معه تلك الادوات التصفية الجسدية ستكون المصير النهائي .
مقابل ذلك لابد من ان يكون دور فعال للاغلبية الصامته بأن لايكون جهدها مقسم وموزع فأنه لايؤتي اكوله نرى بين الحين والاخر خروج صوت من الاغلبية الصامته يطالب بحقوقة وهذا الصوت سرعان ما يوئد ولايرى النور كونه صوت ظعيف لايرتقى لحد المسؤولية .
وعلية يجب ان تعي الاغلبية بقاء الحال على ما هو عليه من قبلهم ممتنعون عن المشاركة لايجدي نفعا ولا هو الحل لوضع العراق فأمامهم عده مسالك اذا انتهجت ممكن قلب المعادلة وتحقيق وجود ذاتهم ويكون للغلبية دور فعال في تحديد هوية وشكل الحكم في العراق من خلال انتهاجهم للمسالك ادناه .
المسلك الاول :-
رفض كل اشكال المقاطعة وتحديد الشخص او الحزب الصالح لدعمة واعطاه الصوت لغرض التغيير .
المسلك الثاني :-
عدم الاكتراث لما يروج من قول ان العملية محسومه سوى شاركنا او لم نشارك ، هذه اكاذيب تروج من اجل تهبيط همم الناس وتمزيق وحدتهم كي يتسيدوا .
المسلك الثالث :-
العمل على تثقيف القواعد الشعبية والجماهرية من الان بأن صوتك ورأيك ممكن ان يغير هذا الواقع فكلما ارتفعت نسبة المشاركة من قبل الشعب اصبح فعلا انه مصدر السلطة والقرار
هذه المسالك ان تحققت سوف يكون للشعب كلمته وقوته وسطوته ونفوذه وهو صاحب القرار بأزاحة وتنصيب من يريد وعندها فعلا يكون مصداقا لقول الفيلسوف المحقق السيد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه ، بأن الشعب اقوى من الطغاة .