18 ديسمبر، 2024 4:50 م

الاعوام الاصعب بإنتظار رئيسي

الاعوام الاصعب بإنتظار رئيسي

عندما قام المرشد الاعلى بفرض ابراهيم رئيسي کرئيس للنظام بعد هندسته للإنتخابات فإنه کان يجد فيه المهرة الرابحة للنظام ومن إنه سيتمکن من تذليل کافة الصعوبات وإجتياز کافة العراقيل التي تقف بوجه النظام، لکن وبعد مرور قرابة 4 أشهر على مباشرته بالحکم، فإن الذي جرى کان بکل وضوح بخلاف ماکان يطمح به ويريده خامنئي.
عام 2021، الذي شهد تنصيب رئيسي، لو قمنا بمقارنته بالعام الذي سبقه من حيث معدل التحرکات الاحتجاجية ضد النظام، على سبيل المثال، فإن إجمالي معدل احتجاجات عام 2020 وصل إلى 4482 احتجاج، في حين أن عدد احتجاجات المواطنين المسجلة في عام 2021 وصل إلى 11384 احتجاج. واستنادا إلى ذلك، فإن احتجاجات المواطنين في عام 2021 تشير إلى زيادة قدرها مرتين ونصف مقارنة بالعام السابق، وهو مايٶکد الفشل الذريع للنظام بهذا الصدد.
والاهم من ذلك إن عام 2021، کان عام انتفاضات الإيرانيين واحتجاجاتهم المنظمة الواسعة النطاق. عام بدأ بانتفاضة أهالي سراوان، فضلا عن انتفاضة العطشى في الصيف في خوزستان، وصولا إلى انتفاضة أصفهان في الخريف نتيجة لتحرك مزارعي هذه المحافظة للحصول على حصتهم المشروعة من المياه. أي أننا شهدنا انتفاضة كبري في البلاد كل 4 أشهر. بل وحتى يمکن وصف العام 2021، العام الذي رفض فيه الشعب الايراني إنتخابات الرئاسة وهندسة خامنئي لها، فإن الذي يمکن إستخلاصه وإستشفافه من جراء ذلك هو إن بداية رئيسي کانت صعبة وحتى إنه قد غادر العام الماضي بشق الانفس!
أهم وأکبر مشکلة يواجهها رئيسي، هي إنه وکما هو ممقوت داخليا بسبب کونه أحد أعضاء لجنة الموت التي أودت بحياة أکثر من 30 ألف سجين سياسي، فإنه ولنفس السبب أيضا وعلى الصعيد الخارجي، ليس مکروه فقط بل وحتى مطلوب خارجيا وإن تجنبه القيام بزيارات لخارج إيران هو لخوفه من أن يتم إعتقاله، خصوصا وإن منظمة مجاهدي خلق التي کان معظم السجناء السياسيين الذين تم إعدامهم في مجزرة 1988، قد کانوا أعضاءا في هذه المنظمة، ومعروف بأن مجاهدي خلق وکما هي نشيطة وفعالة في داخل إيران، فإنها کذلك أيضا على الصعيد الدولي وإنها وبعد تنصيب رئيسي بشکل خاص، قد ضاعفت من نشاطاتها وتحرکاتها وفعالياتها من أجل مقاضاة المسٶولين الايرانيين الذين إشترکوا بإرتکاب مجزرة 1988، وبشکل خاص إبراهيم رئيسي، ومن هنا فإنه إذا ماکانت بضعة أشهر من السنة الاولى من حکم رئيسي قد شهدت کل تلك الاحداث والتطورات العاصفة، فإنه يمکن القول وبکل ثقة بأن الاعوام الاصعب بإنتظاره!