واهما كل الوهم من يعتقد ان رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي هو من الضعف ما يسهل لامكانية كسره او تطويعه كي يمتثل لمطاليب وضغوطات القوى السياسية الفاسدة التي تريد ان تسترجع مكانتها وسطوتها ..
والدليل ان كل المعادلات الصعبة التي حكمت واستحكمت بالعملية السياسية في العراق منذ عام 2003 قد اطيح بها بشكل وبآخر في انقلاب ابيض على الذات وشهد تمرد على مافيات الجريمة السياسية المنظمة ..
ولانه صمام الامان كما يلوح للجميع فان الكل الان تحاول ان تمتص الصدمة وتسبح مع التيار ومتى ما تعب عبد المهدي انقضت عليه بنفس الطريقة التي لْوتْ فيها ارادة من سبقه واعني حيدر العبادي.. واظهرته بمظهر الضعيف والمتردد والعاجز..
هذه القوى التي تحاول اليوم ان تلبس ثوب القناعة والمسكنة، تتحين الفرص كي تعيق تشكيل الوزارة ضمن السقف الدستوري.. وتعمل بذكاء اجنداتي ؟ كي لاتخرج انفاسها اللاهثة عن جسد الدولة و احتفاظها بحرية المراوغة والمرونة والتكتيك في استيعاب الصدمة التي فجرها السيد عبد المهدي باعلانه فتح الابواب للكفاءات العراقية المستقلة عبر موقع الكتروني لتقديم طلباتها لاشغال وظيفة وزير في حكومته المقبلة وهو ما يزيح عن كاهله عوامل الضغط بكاملها دفعة واحدة ..
خطوة مثل هذه اربكت حسابات الساسة ورؤساء الكتل التي تعتقد إنها صاحبة الفضل في وصول امر التكليف الى الدكتور عبد المهدي وطْيرَ الكثيرين بالونات اختبار وجس نبض لمعرفه المغزى والدوافع..؟ وجُنَ جنون آخرين حينما وقفت مرجعية النجف و كتلة النصر والاصلاح بزعامة الصدر الى جانبه وهي تضع له المسلمات التي يجب ان يؤمِنَ انجازها ..
وفي مقدمتها سبل مكافحة الفساد في اروقة ومفاصل الدولة المريضة ضمن سقف زمني امده عام واحد .. اي انه بموجب شروط مجلس الخدمة السابق هو رئيس وزراء تحت التجربة وحاله هنا حال اي موظف……
خطوة رئيس الوزراء المكلف هذه تعد بمضامينها خروجا عن التقاليد الحزبية والبرلمانية وتدخل في سياقات الاعتماد على النفس والشعب معا في ترويج هذا الاعلان الفريد من نوعه والذي احرج كل النواب قاطبة وحتى اولئك الذين يدعون انهم معه في الصفوف الاولى ..
وان ما يتردد عن ان الدكتور عادل عبد المهدي قد ابلغ القوى السياسية ان تُقدم له خمسة مرشحين لكل وظيفة وزير اعتقد انها مشكوك في امرها وتتقاطع مع شروط اعلانه ..
مشهد الدكتور عادل عبد المهدي امس وهو يزور اللجنة البرلمانية المخصصة لاعداد النظام الداخلي البرلماني وظهر بها مكتف اليدين يثير الكثير من التساؤلات عن مغزى الزيارة اولا والاسباب التي جعلته يشبك يداه على خاصرته ما يستدعي وقفة وقراءة عميقة فقد ظهر الرجل انه صاحب عقيدة في السياسة تدفع الى اخراج العراق من موقع الدولة المريضة واسعافها بوزراء تكنوقراط ومستقلين الى جانب وزراء امنيين من اصحاب الاختصاص والمهنية يضع امامنا الكثير من الآمال من إن مرحلة جديدة قد بدأ تنفيذها وان هناك غطاء اقليميا ودوليا يدعمها ..
وأضف الى ذلك ان الطريقة التي صاغها او اخترعها في اعلان الترشيح للوزارات ووربما تليها إعلانات عن المواقع الاخرى في الحكومة قد تنبأ بزمن جديد تغيب فيه الى حد ما احتكارات القوى السياسية الطائفية والعائلية والاثنية البليدة لوزارات الدولة ..
وتلك ان تسارعت خطواتها وافرزت الكفاءات السياسية التي سيعهد لها بالمهام الوزارية فان اخطر مرحلة يمكننا ان نقول ان السيد عادل عبد المهدي قد تجاوزها واعني الضغوط وفرض سياسة الامر الواقع التي كانت تطبق خلال الوزرات الماضية ..
اي بمعنى ان وزراء الحكومة القادمة ربما وقبل ان يستدعون من البرلمان لمساءلتهم قد يطيح بهم ويقيلهم رئيس الوزراء نفسه بسبب عدم كفاءتهم اوخروجهم عن البرنامج الوزاري ..
ولعل البيت القصيد هنا ومربط الفرس التي كان يراهن عليها رؤساء الكتل ان تكون الوزارات السيادية والامنية حكرا وإرثا يتقاسمونه ما سيعيدهم الى مكانتهم الاولى سجانين لشعب انتفض عليهم واذلهم..
لكن هذا الزمان ولى مع ارتفاع اصوات الوطنيين العراقيين ان يشغل الوزراء الامنيون مواقعهم من خلال الواجهات الوطنية المخلصة والكفوءة والمهنية البعيدة عن المحاصصة الطائفية والاثنية وممن لم تتلوث اياديهم بالدم العراقي او بفساد مالي وصفقات مخزية تحت اي واجهة تمس بامن العراق وكرامته وسمعته..
كان الله بعون الدكتور عادل عبد المهدي فحملات النيل منه كبُرت لكنها لن تكون الا رفسة محتضر لابي رغال اراها كما يراها الكثيرين ان محاكم العراق وقضاؤها العادل تنتظره وستنال منه ومنهم إن آجلا ام عاجلا.. وعندها سيكون لام الربيعين ربيعا ثالثا..