لا يخفى حجم التحديات التي تواجه الإعلام بصورة عامة، والهادف الذي يسعى للحقيقة اينما وكيفما كانت، ويبقى هذا الصوت في مرمى الإستهداف ووفق نظرية ” اللي بعبه طلي يمعمع”!
هذا أمر صار مباحا في ظل نظرية الأقوى وتأثير الأحزاب التي أطلقت يدها في كل مكان من اركان الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية ، الامر الذي جعل القانون يقف عاجزاً أمام هذا التأثير بل لا يمكن حتى حماية الاعلاميين من الاستهداف المباشر او من خلال التسقيط المبرمج الذي بستهدف الحقيقة بالدرجة الاساس، وجعل صوت الحقيقة مباح للتهديد والقتل بدون اي مسوغ سوى إنهاء هذا الصوت وباي صورة كانت.
الإعلامي ليث الجزائري وبرنامجه ” غير صالح للعرض” الذي سلط الضوء على عمليات السرقة التي طالت مصفى بيجي اثناء عمليات التحرير ، والذي يقوم بفتح ملفات مهمة ، أهملت بقصد أو ركنت لأسباب سياسية وحزبية بحتة، الأمر الذي آثار حفيظة تلك الاطراف، وسببت استهدافا للمقدم وبرنامجه الذي يعرض من على شاشة قناة الفرات، وهو أمر اصبح مستساغا في عراقنا الجديد.
الباحث عن حقيقة ما نهب من مصفى بيجي وهو يقدر بمليارات الدولارات، وهي قضية عامة لا تخص حزب أو تيار بقدر ما هي مؤسسة وطنية تعود للدولة، ومن المهم أن تكشف حقيقة النهب والسلب الذي طال هذه المنشأة الحيوية التي كانت تعد من اهم المنشآت في تزويد المواطنين بمشتقات النفط، ولكن يبدو أن هناك اطرافاً سياسية لا يسعدها كشف الحقيقة، أو أن لها يد في هذا السلب والنهب الذي طال المصفى، لهذا استهدفت المقدم وبرنامجه وفضائيته.. بل وتعداه لأكثر من ذلك.. فتم التشهير بالشخصيات الوطنية وتسقيطها لمجرد الخلاف معها.
لغة التهديد والتشهير والحرب الاعلامية والمواجهة (الشيعية – الشيعية) هي حرب لا تنتهي، ولها من يغذيها من الخارج، ولها من يديمها ويأجج نهارها لتحرق كل شيء، وهو أمر تريده كل الاطراف المعادية التي لا تريد الخير للبلاد وللشعب العراقي الممتحن، لهذا على الجميع التحلي بلغة التهدئة والحوار، والركون الى القضاء في تبرءة او اتهام اي طرف متهم بسرقة المال العام، وان يكون القانون هو سيد الموقف، وهو الحاسم في اي خلاف يقع هنا او هناك ، كما ينبغي على اي طرف يتهم في اي قضيه عبر فضائية الفرات أو غيرها ، فهناك قنوات تسمي الاسماء بمسمياتها كفضائية الشرقية والعربية وغيرها من قنوات الفتنة؛ لماذا لا يصار لاتخاذ الموقف ذاته مع الفرات؟!
اللجوء للحوار لتبرئة نفسه من هذه التهم، لان القضية ليست شخصية بقدر ما هي قضية وطن .