23 نوفمبر، 2024 5:40 ص
Search
Close this search box.

الاعلام النخبوي !

قد يتصور بعض القراء ان الاعلام النخبوي هو مصطلح حديث ظهر بتطور الاعلام المعاصر ، انه ليس ذلك . ان اعلام النخبة كان حاضراً منذ القدم ونال الممارسون له الرعاية من قبل الملوك والحكام والولاة مما لصق بهم صفات السلطة وبذخها وسطوتها ، ولكنه لم يسمى في ذلك الوقت بهذا الاسم ، و بعد عصر الثورة الصناعية في اوربا ارتبط هذا النوع من الاعلام باصحاب رؤوس الاموال والشركات حتى سمي باعلام الصفوة . اليوم وبعد هذه المسيرة الطويلة وتصنيف الاعلام العام الى انواع متعددة جراء الحاجة العملية لهذا التصنيف . يحاول السياسيون انشاء او توجيه اعداد كبيرة من وسائل الاعلام لصالحهم  بغية جعلها ناطقة باسمهم و تسخيرها  في تنفيذ اجنداتهم ، وبالتالي كان الاعلام الحزبي فاعلاً في منافسته للاعلام المستقل  . اما في البلدان الديمقراطية نجد ان اعلام النخبة يسمى بـ ( اعلام وضع السياسات ) وتتجه انظار السياسيين اليه دوماً وتتابعه باستمرار ، مما شكلت بعض وسائل الاعلام لا سيما الامريكية منها الاعلام التخصصي  فكانت صحيفة ( نيويورك تايمز) و (شبكة سي بي اس ) رائدة فياعلام النخبة واصبح معظم قراءها وجمهورها من طبقة السياسية والاثرياء و حملة الدكتوراه واساتذة الجامعات ، واضحت هذه الوسائل الاعلامية ملكيتها  الى مؤسسات اقتصادية كبيرة مثل جنرال الكتريك وشركة ويستنغهاوس وهما على رأس قمة هيكل السلطة الاقتصادية الامريكية ، وباشتراك الطبقة السياسية مع الاثرياء والاساتذة جعلهم مشتركون جميعاً في النظام السياسي بشكل دائم . لذا عملت هاتان المؤسستان الاعلاميتان الى تطوير مفهوم اعلام النخبة والتي اسمته بـ ( اعلام وضع الاجندات ) . امام هذا التنصيف والوصف للاعلام اين يكون اعلام النخبة من بين  تصنيفات الاعلام العراقي ؟ ، وهل لدينا اعلام نخبة حقاً ؟ . اعتقد اننا لم نصل الى اعلام النخبة وانما اشيع الاعلام الحزبي من قبل الاحزاب والكتل السياسية  واضحى منافساً قوياً للاعلام المستقل الذي يعاني من التراجع والضعف والانحسار جراء قلة موارده المالية ، فضلاً عن رؤية الجمهور القاصرة بعدم وجود اعلام مستقل مما اعطى فرصة للاعلام الحزبي  الاطباق على البيئة الاعلامية والتحكم بها وتوجيهها لصالحه . لذا ينبغي العمل والتوجه الى شرائح المجتمع المختلفة وليس بالضرورة استقطاب الاثرياء واساتذة الجامعات و تاسيس اعلام النخبة كي يكون ملازماً للسلطة وليس تابعاً لها مما يجعله شريكاً معها في وضع السياسات والاجندات الوطنية والتي تخدم المواطن وبالتالي نستطيع نسميته بـ ( اعلام النخبة ). آلا حان الوقت بانشاء مثل هذا الاعلام لبناء دولة المؤسسات  !! .

أحدث المقالات

أحدث المقالات