26 نوفمبر، 2024 10:08 ص
Search
Close this search box.

الاعلام المسموم  برنامج سحور سياسي أنموذجاً

الاعلام المسموم  برنامج سحور سياسي أنموذجاً

يخرج على المتلقي في كل يوم شخصيات بعضها قد يكون معروف  وبعضها الآخر لم يسمع بها المتلقي ولم يراها على شاشات التلفاز والغريب ان كل هذه الشخصيات لديها موقف من العملية السياسية وتتقاطع مع هذه العملية وبالتالي كأن برنامج سحور سياسي مصمم للنيل من هذه العملية فضلا عن التسقيط السياسي لرئيس الوزراء والحكومة العراقية التي تعبر عن الشراكة الوطنية لان الكل مشترك فيها وكان يفترض ان يتحمل المسؤولية الكاملة في الإخفاق السياسي والأمني فليس من المعقول ان يشترك في امتيازاتها وفي نفس الوقت يتنصل من المسؤولية السياسية والاخلاقية في اخفاقاتها ، وبالتالي اي من الشخصيات التي حضرت الى برنامج سحور سياسي حملت شخص معين مسؤولية الاخفاق السياسي والامني ونقص الخدمات هذا الرأي لا يصمد امام حقيقة الشراكة التضامية عن الاخفاقات المختلفة هذا مع قناعتنا بان هناك من يضع العتلة في دولاب حركة النهوض السياسي والاقتصادي والاجتماعي لاسباب حزبية وشخصية حتى لا تتمكن الحكومة من اداء واجبها لان نجاحها قد يجير لجهة معينة وهكذا هو الحال مع الشركاء في ظل المثل العراقي ( الحمة تأتي من الرجلين ) . 
هؤلاء حين نسمعهم ينتقون كلماتهم الفسفورية في إلقاء اللوم على هذه الجهة محملينها  كل المسؤولية اذ يروون الاحداث بطريقة مضللة مع عدم نسيان تمجيد سيرتم العطرة  على طريقة كفاحي للزعيم النازي هتلر وكأنهم هم من قارع النظام السابق وتحملوا السياط وقلع الاظافر والحرق بالتيزاب والتعذيب بالكهرباء وهم من تشرد واعطى الشهداء تلو الشهداء من اجل اسقاط النظام البعثي المجرم.
حين ترى ضيوف سحور سياسي  يبهرك حضورهم، فتظن انهم هبطوا من السماء حتى قبل نزول ادم ، وخلقوا من نور وزلال وشهب يتكلمون عن امجادهم التي لم يراها ويلمسها المواطن ، هؤلاء الضيوف تنوعت خصائصهم بين القادة والرفاق والأيدلوجيات وأصحاب الألقاب الرنانة والخبير والباحث في الشؤون الدينية والإسلامية والسياسي المعارض ومن يقود الجيوش والمليشيات والمجاميع المسلحة ، والكل يريد ان ينقذ العراق بطريقته الخاصة فهناك من يحاول اسقاط الحكومة لانها عميلة ومجوسية وصفوية ولابد من الاستعانة بالنظام السابق لانه نظام حقق للعراق الامن والسلام لذلك تجده يتباكى على صدام ويرى ان اعدامه جريمة بحق الانسانية متناسياً ان كلامه في سب الحكومة واعتدائه على الاغلبية لو كان في زمن النظام السابق لقطع الى قطع صغيرة كما حصل للشهيد محمد مظلوم هذه الضابط الانباري الوطني ، وبالتالي الديمقراطية التي جاءت مع التغيير النيساني هي من سمحت لهذا الضيف في السحور السياسي من ابداء رايه بكل صراحة وهذا يدل ان لا حساب على حرية الرأي لان لوكان هناك محاسبة لما تطاول هذا المحامي على الحكومة ومشاعر الأغلبية السياسية والسكانية .
هذا لا يعني معارضة من يطرح افكاره بكل حرية بيد ان طرحها لابد ان يكون بموضوعية وعلمية فهل يعقل التمجيد بصدام واعوانه بهذا الشكل الذي يتجاوز حدود اللياقة والادب ضارباً بعرض الحائط مشاعر الاغلبية وضحايا هذا النظام المجرم ، ناهيك ان هناك من يدعي انتمائه لمذهب اهل البيت وهو يكذب على المتلقي بوقاحة سواء كان برلمانياً ام مسؤول ام سياسي مستقل فقد يكون من الممجدين للنظام السابق واليوم تجده رئيس تحرير لصحيفة معارضة فقد كان بوقا وممسحة مناضد وماسح أكتاف في المؤسسات الحزبية والثقافية وهكذا يحاول مخبرا وجاسوسا يحصد رؤوس زملاءه من الأدباء، فقد أخرج لنفسه تاريخا مزعوما عن قمع خرافي ليحاول من جديد تسلق قمم الوظائف الحكومية على حساب الشرفاء والوطنيين  .
نعم تحاول نفس الوجوه التسلط على المجتمع من خلال المليشيات والمجامع المسلحة والعنف والارهاب وقتل روح الحرية والمدنية والحداثة في المجتمع لتعود من جديد بلباس يختلف عن الزيتوني ، قد تتغير الشخوص واليافطات الذي تحاول ابتلاع كل شئ في بغداد واربيل، لاحياء في الدين ولا في السياسة ايضا.. فهؤلاء يساعدهم الاعلام المعادي يحاولون بكل طريقة تشويه المشهد السياسي يريدون عودة الملثمين لان في هذا المشهد سيجدون انفسهم وسيقودون الناس لانهم لا دين لهم سوى العنف والارهاب وفي عدم الامن والاستقرار حياتهم .
يحاول برنامج سحور سياسي ارسال رسالة مفادها ان الوطن لم يعد وطنا للعراقيين ويصور البلاد بانها محتلة من قبل جيش المختار وجيش الانبار وليس هناك حدودا او سيادة ولا مشروع استراتيجي ولا كرامه وطنيه ولا جيش موحد يذود عن حياض الوطن وحدوده  ، وطن بلا مشروع استراتيجي او خلايا أزمات او تخطيط للمستقبل او عقيدة عسكريه او أمنيه ، وطن بلا سياسة خارجية ، هذه الرسالة فيها من الخطورة على المجتمع ، نعم هناك الكثير من الازمات والمشاكل والتحديات لكن نحاول ايجاد حلول لها بمشاركة كل الاطراف ام نحطم العملية السياسية ونذهب الى المجهول كما يريد اعداء التغيير النيساني ، لمصلحة من نشوه مؤسساتنا الامنية والعسكرية وندعم الارهاب لاسقاط الدستور والعملية السياسية ، هل ما يحدث في سوريا نموذج يفتخر به ، لماذا الدفع باتجاه الصراع الطائفي والقومي وخلق الفتن والاضطرابات ، الا يكفي سيل الدماء ، الى متى هذا الصراع والخلاف ، ولمصلحة من هذا في ظل القناعة بوجود الدولة الضعيفة خير من حكم الملثمين .  

أحدث المقالات