9 أبريل، 2024 6:52 ص
Search
Close this search box.

الاعلام الكوردستاني الموجّه دائما ً !!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

في أعوام النضال السرّي وحرب العصابات ، بعد أن كانوا في الجبال وينزلون مِرارا ً وتكرارا ً ( البيشمه ركه ) ، كي ينفّذون عمليات عسكرية ، كونهم كانوا مؤمنين بهدف أو أهداف لتحرير وإنقاذ الشعب الكوردستاني من براثن الدكتاتوريات المتعاقبة والتي حَكَمَت بالحديد والنار ، تعمدت تلك الحكومات على عدم تطوير المناطق الكوردستانية ( إقليم كوردستان الحالي ) ومع كافة المناطق المستقطعة منه والتي ما زالت تحت رحمة المادة 140 من الدستور العراقي الدائم مؤخرا ً بعد سقوط بغداد والاحتلال الامريكي للعراق … نعم في تلك الأعوام وأيام الجبل ( الصديق الوفي للثوار ) ، كانت وسائل الاعلام الاحزاب الكوردستانية والبسيطة حينذاك من الاعلام المقروء والمسموع فقط ، سواءا ً كانت على شكل منشورات أو جرائد مكتوبة بآلات الطبع البدائية ، وكذلك الاذاعات المتواضعة البسيطة بترددات قصيرة ، ربما لا تغطي سماعها كافة مناطق العراق أحيانا ً كثيرة بسبب التشويش المستمر عليها من قبل الأجهزة المضادة للأنظمة الدكتاتورية … الاعلام الكوردستاني حينذاك كانت ذا توجيه خاص بالتطرق والإشادة بالعمليات العسكرية التي كانت تُنَفذ من قبل البيشمه ركه ، أيضا ً كانت لا تتوانى في فضح الأعمال الوحشية والجرائم التي كانت تنفذ من قبل أركان النظام أو الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة بحق الوطنيين الشرفاء على مستوى العراق عامة ً وفي المناطق الكوردستانية بشكل خاص منذ أوائل الستينات وتحديدا ً إبان ثورة أيلول المجيدة وإلى الانتفاضة الآذارية عام 1991 بعد الاحتلال الطائش لدولة الكويت من قبل نظام صدام حسين في آب 1990 …
بعد الحماية الدولية لإقليم كوردستان ضمن خط العرض 36 من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومن قاعدة أنجرليك التركية ، تنفس الشعب الكوردستاني الصعداء للعيش بأجواء الحرية بعيدا ً عن الاضطهاد ، وليتنفس الاعلام الكوردستاني أو الاعلاميين أيضا ً بنوع من حرية الصحافة والاعلام ضمن أجواء تختلف تماما ً عن الأجواء الجبلية خلال ما يقارب العقدين من الزمن ، هذا ناهيك عن حق امتلاك الأحزاب الكوردستانية وخاصة المتنفذة ذات الامكانيات المادية من فتح قنوات تلفزيونية محلية ، أي إضافة وسيلة أخرى من وسائل الاعلام إلى الساحة الكوردستانية ( إقليم كوردستان ) ، لا سيما بعد سحب الإدارات المحلية التابعة لنظام البعث حينذاك من كافة مناطق الإقليم ، بعدها وبمرور الزمن ، تمكنت الاحزاب نفسها  وأحزاب آخرين ، وربما شخصيات متمكنة ماديا ً من الفساد المستشري في كوردستان من امتلاك قنوات تلفزيونية فضائية كوردستانية وتحت مسميات شتى ، ربّما ( الضخمة منها ) بِدَعم من قوى أقليمية أو حتى دولية ذات أجندات وأهداف خاصة بالشركاء المتعاقدين في مثل هذه المشاريع الاعلامية …
بعد الحماية الدولية ، والتي أشرنا إليها وخلال ما يقارب العقدين ونيف من الزمن من عمر البرلمان الكوردستاني والحكومة الكوردستانية ، لم تتمكن الاعلام وخاصة المرتبطة بالاحزاب الكوردستانية من الارتقاء إلى مستويات الاعلام الحقيقية أو النموذجية والمفروض أن تكون هذه الفترة كافية جدا ً للتحرّر من الكثيرمن القيود الحزبوية الضيقة ، بحيث بقت الكثير من القنوات ولا سيما التلفزيونية التابعة لهذا الحزب أو ذاك تعمل وتتعامل مع الحدث بمنظار حزبي ، لا بل في المناطق ذات النفوذ لحزب ٍ معين ، لا يُسمَح أحيانا ً كثيرة لغير قنواتهم بتغطية الأحداث ، هذا ما شاهدناه وبوضوح تام أثناء تغطية تحرير قضاء شنكال وبإشراف مباشر من السيد رئيس إقليم كوردستان بعدم وجود قنوات إعلامية أخرى عدا الخاصة بالديمقراطي الكوردستاني ، لا بل تم حجز الكثير من المراسلين في الطريق الواصل إلى مناطق الأحداث ، حيث أثناء إعلان بُشرى تحرير القضاء من لدن الرئيس البارزاني خلا ل مؤتمر صحفي ، كُل المايكات أمامه كانت لقنوات ( روداو ، كوردستان 24 ، كوردستان تي في ، واو تي في ، زاكروس ، دهوك تي في و … و … ) التلفزيزنية المعروفة بتبعيتها واتجاهها السياسي ، الأغرب من هذا وأثناء هجوم داعش على بلدة تلسقف والسيطرة عليها لفترة قصيرة قبل استعادتها من قبل البيشمه ركه بعد التدخل الجوي المتأخر من طائرات التحالف الدولي ، لم تُسمَح حينذاك لأية قناة تلفزيونية عدا كوردستان 24 بتغطية الأحداث ، حتى قناة روداو المعروفة بتغطيتها كافة الأحداث في جبهات القتال وإقليم كوردستان كافة ، هذا عدا تغطيتها المستمرة للأحداث العالمية ، ربما لإمكانياتها المادية ودعمها الدولي والإقليمي ، نعم هذه القناة أيضا ً لم تتمكن من الوصول إلى مواقع الحدث لتبقى بعيدة ً عن البلدة لأكثر من عشر كيلومترات ، ربما بأوامر من قائد العمليات في هذه المنطقة وصولا ً إلى سد الموصل …
لا بد من القول ، وللأسف طبعا ً من رؤية الكثير من المسؤولين الحكوميين ،  وصولا ً للوزراء في الحكومة الكوردستانية ، المفروض أن تكون موّحدة موّسعة بعد التوافق عليها بين الكثل الفائزة في كُل الانتخابات ، نرى بأن هذا الوزير أو ذاك وأثناء افتتاح الكثير من المشاريع أو حتى أي نشاط آخر للوزير والمسؤولين الآخرين ، تحضر فقط القنوات الاعلامية التابعة لحزبه في التغطية ، وكأن الأمر لا تعني القنوات الأخرى التابعة للأحزاب المتنفذة الشريكة في الحكومة ، وربّما تم كَسَرَ مثل هذا الطوق من قبل قناة روداو أو كوردستان 24 المتنفذتين المعروفتين والمتنافستين على قدم ٍ وساق في الإقليم والخارج ، للدعم المالي المتميز لهما من الجهات المتنفذة .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب