بعد عام ٢٠٠٣ وسقوط بغداد على يد جنود المارنز سقط ما تبقى من قيم ومبادئ بعد ان تصدعت وضعفت حين اقتاتت عليها ابواق البعث وصدام وتهاوى تحت راياته مبادئ حب الوطن والتضحية والشرف وتهاوت قيم العدالة والوطنية والنزاهة وبعد عام ٢٠٠٣ ظهرت قيم جديدة مستمدة من ثقافة الجندي الامريكي الذي يحتل الدول وهو يمجد نصب الحرية العملاق الشامخ في بلاده.
قيم لم نجد منها على ارضنا شيء بل ان التجربة التي قدموها لنا كانت بمثابة طلقة الرحمة على ما تبقى من قيم ومبادء ورثناها عن بقايا دول كانت تسمى العراق والمشكلة الكبرى ان تساقط المبادء لم يكن لها مردود شخصى على افراد هذا الشعب فحسب بل ان سقوطها ساهم في سقوط مؤسسات وسلطات ترتكز عليها اي دولة من دول العالم وبما ان الاعلام يعتبر السلطة الرابعة بعد السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية وبعد ان فقدت السلطات الثلاث ما تبقى لديها من قيم ومبادء وتحولت الى اسواق ودكاكينتقيم سلعها بمقدار ما يدفع بها من مال حدثت الكارثة الكبرى
فقد وصل هذا المرض القاتل الى سلطة الاعلام الذي اذا ما سقط سقط معه كل امل للإصلاح او التغيير وللأسف لقد وصلنا الى هذا الحال وانا حين انظر الى الوسط الذي اعمل به وكيف صار يبتعد شيءً فشيءً عن المبادء والقيم بل حتى عن اساسيات واخلاق المهنة التي درسناها ينتابني حزن ويأس اسود فعندما يصبح الصحفي تاجر وسمسار والصحيفة او الاذاعة او التلفزيون وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي ادوات للضغط والابتزاز والهرولة وراء الساسة وملاك المال والسلطة ويصبح حلم الصحفي ان يعمل في مكتب لاحد الساسة او اصحاب المال فإنها نهاية الامل في التغيير والخلاص وكاني ارى اصحاب الاقلام الجريئة والحرة وهم يحاولون لي اقلامهم وترويضها لتطيعهم اذا ما ارادو ان يتملقوا او ان يخونوا انفسهم وضمائرهم اما اذا عصتهم فقد يضطروا لكسرها واستخدام الآلة الطابعة التي لا تملك شعور القلم الحر ويتابني الم كبير حين ارى الصحفي وهو يسارع في نشر خبر ربما يقتل جرائه الاف الشباب فقط لكي يرضى شهية مسؤوله الذي ينوي الترشح على احدى القوائم الفاشلة في الانتخابات القادمةلقد تحولت اقلام النقد البناء والكلمة الحرة معاول بيد الساسة معاول تهدم ما تبقى من هذا الوطن المنكوب لله درك يا عراق