19 ديسمبر، 2024 7:08 ص

الاعلام العراقي بين الاعتدال والتطرف

الاعلام العراقي بين الاعتدال والتطرف

كان يقال سابقاً؛ الاعلام نصف المعركة, ولكن اليوم الاعلام كل المعركة, ولا نعني بالأعلام فقط, وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة, انما الاعلام؛ يشمل كل طرق الاعلام المؤثرة في الشارع العراقي, وإن التعامل مع الاحداث بانتقائية, يفقد الاعلام مصداقيته, لذا ضروري التعامل معها بمهنية عالية, وخاصة مشروع التسوية؛ والتداعيات التي ترافقه.
خلال الاسبوع المنصرم, جرت ثلاثة احداث, تصب في مشروع التسوية بطريقة مباشرة او غير مباشرة, ولكن الاعلام لم يتعامل معها بالمهنية المعهودة, ما جعل بعضها اكثر رواجاً بالتحليل والتأويل, بينما لم يتطرق للأحداث الاخرى, حيث فداحة الخطأ الذي وقع فيه القيادي في حزب الدعوة صلاح عبد الرزاق, عندما نعت وبالأسماء فصائل الحشد الشعبي “بالمليشيات” والذي كان يستحق المحاكمة بسبب ذلك.
كما لم يعطي الاعلام, أهمية لخطاب المرجعية الدينية في خطبتها, بتاريخ 16 كانون الاول 2016, عندما ركزت على موقف المرجعية العليا من التسوية الوطنية, وأوردت نصوص مهمة؛ تحفظ العراق وشعبه, من مسلسل الويلات التي تعصف فيه, والازمات المتتالية التي تضربه, بينما بالعكس وسائل الاعلام, وخاصة بعض الفضائيات الداعمة لفصائل المقاومة, صبت جام غضبها على حديث غير مقصود, لبليغ ابو كلل.
ما جعل المتابعين؛ يسجلون ملاحظة مهمة على تلك الفضائيات, لتعاملها غير المهني مع الاحداث, ومحاولتها خلط الاوراق على المواطن العراقي, بتشويه الخطوط العامة, والمبادئ الاساسية للتسوية الوطنية, بتأويلها حديث عابر, بينما تجاهلت بشكل واضح تصريح للقيادي الاكثر تأثيراً في حزبه, وأرفع منصب بالدولة العراقية, قياساً بصاحب التصريح الذي اهتمت فيه, وهذا دليل يثبت محاولة تلك الفضائيات من دسم السم بالعسل.
أما خطاب المرجعية؛ والذي يعيش العراقيون كافة, بتنوعهم الديني والقومي والسياسي, عبق فتواها المقدسة, والتي حفظت البلاد والعباد, من دمار العصابات الارهابية, فأن ذلك الحديث المهم والاستراتيجي, لعراق ما بعد تحرير الموصل, لم تسلط عليه الاضواء, كما سلطت ساعات مطولة, وحلقات مخصصة من اجل تأويل حديث ابو كلل, فيا لها من مهنية تريد للعراق السلام والامان, مقابل اشعال نار الفتنة.
فالمرجعية الدينية؛ قالت: “ما آل إليه عالمنا الإسلامي يدعو إلى الخجل، حيث تنهكه الصراعات, وتستنزف موارده الحروب العبثية, وصار حاضره ومستقبله مما تتحكم به مصالح الآخرين, وإنهاء حالة الصراع وتعزيز التعايش السلمي, وكفانا في العراق ما عشناه من صراعات ومآسي، ولنبدأ صفحة جديدة نأخذ فيها بهدي النبي الأعظم”, فأين أصحاب تلك الفضائيات من هذا الحديث الاستراتيجي؟؟ لبلد انهكه الاعلام المتطرف.
لذا فنحن ندعو الاعلام العراقي؛ إن يتعامل بمصداقية ومهنية, وإن يواكب الاحداث, ويحلل تداعياتها, ويسعى لتوضيح المسارات الحقيقية, التي يطلبها أبناء شعبنا, وأن يبتعد عن اثارة القلاقل, والتربص لزلات الاخرين, فدماء الابرياء, التي سالت وتسيل على ارض العراق, تبقى تطارد كل من كان السبب في إراقتها, حتى لو بعد حين.

أحدث المقالات

أحدث المقالات