حكايتنا في العراق ليست ككل الحكايات فهي حكاية او قصة غريبة الأطوار تشبه من ناحية التسويف قصة إلف ليلة وليله ومن هذه الحكايات تباين الامزجة في تنفيذ القوانين وفقا لمشيئة اوعقلية المسؤول او محاولته الكذب على ذقون العباد من خلال اطلاق التصريحات المفبركه
في بلدنا نرى مسارات وخطوط تنفيذ القوانين غير منتظمة فهي تسير متعرجة متلوية على بعضها أشبه ما تكون بدجاجة عرجاء تلتمس الطريق مترنحة ملتوية تارة الى جهة اليمين وتارة اخرى الى جهة اليسار .. ومن ضمن حكايتنا إصدار قرارات خطيرة في اوقات غير مناسبة لا تتلائم او تنسجم مع الظرف الخطير الذي تمر به البلاد وأخرها قرار هيئة الاعلام والاتصالات بإيقاف بث 44 مؤسسة إعلامية في بلد يدعي نهارا جهارا انه ملتزم بتطبيق مبادئ حرية التعبير .. والجاني يقدم التبريرات من وراء إيقاف بث هذه المؤسسات والمجني عليه يعترض لكن اعتراضه لا يصل الى باب المسؤول فيلجا في شكواه الى الباري عز وجل وهو يلتمس الاستجابة لمظلوميتة .
ومهما كانت المبررات والدوافع من وراء إيقاف بث هذه المؤسسات فان هذا الإجراء الذي اتخذته هيئة الاتصالات لا يرتقي ومستوى دعوات الحكومة المستمرة في دعم الإعلام الحر والمستقل وفتح المجال امامه لنقل الحقيقة مهما كانت مرة بحرية ودون ضغوط حيث ان حرية التعبير مكفولة بالدستور .. والسؤال المطروح .. اين هي هيئة الاتصالات التي من المفترض ان تضم في عضويتها عناصر من ذوي الكفاءة والخبرة والباع الطويل في الاعلام من قانون حماية الصحفيين الذي اقره البرلمان .. هل إقراره كان مزحة ام ذر الرماد في العيون للتستر على خروقات ما قدر الله لها من سلطان .. هل نبقى أسرى الأعلام الموجه كما كان معمول سابقا فلا تغفوا عيوننا إلا على آمال مؤجلة لم نتلمس هواها الذي كان في اغلب الاحيان بلا طعم ولا رائحة .. واذا كان التوجه يسير وفق هذا المخطط .. ثمة سؤال آخر يطرح نفسه .. لماذا ألغيت وزارة الإعلام ومن لف لفها من صحف ومؤسسات إعلامية بعد عام 2003 …الم تتهم هذه المؤسسات بانها كانت ابواق للنظام السابق …اذن ثمة سؤال آخر يطرح نفسه ..ما الفرق بين الإعلام الحر الذي نسعى بعد التغيير الى تنشيطة وتفعيلة ليكون صوت الشعب في مسيرة التغيير وليس صوتا للسلطة .. هل نبقى اسرى التمنيات والوعود المؤجلة والكذب على ذقون العباد .. هل نلتحف بغطاء المذلة ونبقى ساكنين خائفين تطرز جباهنا علامات الذل والمسكنة تحابي المسؤول وننحني إجلالا له ولاخطاءه .. متى يتخلص المسؤول الحكومي من سطوة الكرسي وينتفض باتجاه خدمة المواطن .. متى ومتى .. كلها أمنيات مؤجلة تنتظر ساعة الحسم .. وتبقى أماني ترقص في عالم الخيال