15 نوفمبر، 2024 6:01 م
Search
Close this search box.

الاعلام الذرائعي…الاذاعة البريطانية نموذجاً

الاعلام الذرائعي…الاذاعة البريطانية نموذجاً

من البديهي القول ان مهمة الاعلام هي ابراز الحقائق وتقديمها للراي العام ، وتسليط الضوء على مجريات الاحداث في العالم ، ومن هنا تكونت وسائل اعلام وصارت اخبارها معتمدة عالمياً ، نظرا لقدم انشاؤها وحجم الكادر الذي تضمه في مكاتبها المنتشرة في ارجاء المعمورة ،بل اكتسبت سمعة دولية مرموقة ، وشكلت عند الكثير من الناس المصدر الرئيسي للاخبار ، ومنها هيأة الاذاعة البريطانية .
وقد بات واضحاً ان مؤسسة كهذه اصبحت اداة برغماتية تصب في مصلحة السياسة الغربية ، الى جانب مؤسسات اخرى طبعاً ، لتمرير القرارات السياسية او دعمها دولياً لخدمة المصالح المشتركة للدول المتحالفة ضد العرب ،من خلال تلفيق الاخبار والتقارير الكاذبة ،الامر الذي ظهر جلياً في دعم الدعاية الاعلامية للتدخل العسكري ضد سوريا ،بعد فبركة الهجوم الكيمياوي المزعوم في الغوطة الشرقية في اب الماضي.
فقد كشف احد المواقع الامريكية المعروف باسم(انفو وورز) ان تذرع هيئة الاذاعة البريطانية BBC بحقوق النشر لدى مطالبتها موقع(يوتيوب) بسحب شريط فيديو فبركته بشأن الهجوم المزعوم فضح مدى التوتر الذي تشعر به (الاذاعة) من كشف معلومة وبروزها الى العلن اذ يظهر مقطع الفيديو مقابلة اجرتها الـ BBC مع طبيبة بريطانية مسعفة تدعى(رولا هالام) يظهر جملة قالتها الطبيبة يشير الى ان الحروق الخطيرة التي تعرض لها عدد من الاشخاص ربما بفعل النابالم ،ثم يتم تغيير كلام الطبيبة في بث ثانٍ لنفس مقطع الفيديو عرضته الـ BBC لاحقا ثم التلاعب بكلماته وتزويره ليجعل الاحداث تبدو على انها وقعت بفعل هجوم بالاسلحة الكيماوية بدلاً من قنبلة نابالم ، اذ تم تشويش صورة وجه الطبيبة فيه – اي مقطع الفيديو الثاني- مما جعل من المستحيل كشف حركة شفاهها وما قالته حقاً من دون الرجوع الى المقطع الاصلي .
ان هذا التزييف المذهل وصيرورته تسحبنا الى القناعة انه ربما لا تكون هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها اخراج ادلة بشكل مسرحي لالقاء اللوم على القوات السورية في مقارعتها لبؤر الارهاب ، وعرض الاحداث باحصائيات مزيفة عن عدد المصابين او الوفيات لاغراض دعاية .
ومن الممكن ايضاً ان تكون هذه الكذبة السبب وراء عدم اقتناع مجلس العموم البريطاني بما عرضه كاميرون من اكاذيب لطلب تفويض الحرب ومطالبته بالادلة .
انه تدليس رخيص يسوقه الاعلام الغربي بجنون لتنفيذ مخططات تقسيم المنطقة والاطباق على ثرواتها ، ويسهل شرعنة القرارات الدولية كواحدة من اساليب الجيل الرابع من الحروب الذي يعتمد على الاعلام كوسيلة فعالة في تحقيق غاياته.

أحدث المقالات

أحدث المقالات