17 نوفمبر، 2024 1:24 م
Search
Close this search box.

الاعلام البارز وتداعيات الازمة

الاعلام البارز وتداعيات الازمة

يتحدد دور الاعلام بالمجتمع بماينقله من صورة واضحة وصريحة عنه دون لغط, فبعض القضايا التي يتناولها ستصبح قضية رأي عام اذا ماكان اعلاماً ناجح يسلط الضوء بصورة مباشرة على القضايا الحساسة في حدوده التي يتناولها او بحدود عالمية.

اذ اننا نجد الان ان الاعلام اصبح بارزاً اكثر واكثر حيث برزت حركات اعلامية متطرفة, تتعمد تزييف الاخبار وفبركتها لضرب جهات بعينها و النيل منها, لاجل كسب التعاطف الشعبي وحرف بوصلته من الحقيقة الواقعية الى حقيقة مزيفة, يتعاطى معها الخبر ويتداول على الالسن والمواقع.

ان الدول القوية المتطورة تضع الاعلام بخانة اساسية, ويعدونه بالف حساب لكونه يعكس الثقافة العامة للمجتمعات والسياسات المتبعة فيها, وهذا يتطلب كم هائل من المصداقية التي تمثل العصب الرئيس في ادمة زخم الماكنة الاعلامية وتعزيز ثقتها لدى الجمهور والساسة على حد سواء. فمن خلال النبض الاعلامي وما يتناوله من طرح واستراتيجيات في طريقة تناوله للمواضيع العامة قد يتسبب بكوارث اذا ما تم توظيفه بالطريقة المثلى. شُنت فالحروب وانفجرت ثورات التي حصلت مؤخرا, سيئة كانت او جيدة, كان للماكنة الاعلامية اليد الطولى في تسليط الضوء مما جعل منها محط انظار وحقيقة لابد منها.

ففي العراق اليوم نجد بعض قنوات الاعلام المظللة للواقع, تنقل صور مغايرة ومشؤومة عن الحياة, وتهيئ لظروف ثائرة على الحياة دون هدف سوى خلق الفوضى, وهذه تتم اما بنقل وتضخيم الاخبار السيئة ونقل ادنى خبر لجريمة جنائية ما, وجعله قضية رأي عام.. هنا يشيع الهلع والخوف وكثرة التعليقات السلبية في حين ان هكذا كوارث اجتماعية تحصل في جميع الدول وهناك قانون يحاسب عليها واطلاعها للرأي العام يعتبر تشهير لانها قضايا خاصة !!!

ومن جانبا اخر وهو تالاشد خطورة من غيره, ما يتعلق بالدراما وحلقات المسلسلات الموجهة على لطراف في المجتمع دون غيره, وتنتقد عاداته وتقاليده وتسيء لها في حين ان كل المجتمع يعاني من السلبيات التي بحاجة الى اعلام موضوعي جاد لتقييمها…..

ونكمل سالِفاً المتعلق بهذه القنوات الشعواء ذات الاعلام القوي !!!

نفس هذه الماكنات لاتذكر بصورة محددة واضحة الحرب على اللارهاب, ومن يقوم بالدور الفعلي بمحاربته اليوم في العراق فتتنكر لهكذا اخبار وتحاول فبركتها او اضافة مايناسبهم وما ينسجم وسياساتهم الاعلامية الخاصة, دون الاكتراث للصلحة العليا.

فبهذا الوقت حيث الركود الاعلامي, الحرب مع داعش مازالت مستمرة حتى اللحظة و الابطال من الحشد الشعبي والاجهزة الامنية يخوضون معارك ضروس مع فلول هذا الارهاب, مع هذا, ليست هناك صورة واضحة تضعهم في مكامن الاخبار, فهناك من يظن أن الحرب انتهت وانتفت الحاجة لوجودهم, وهو احدى اوجه الاعلام السلبي الذي يتحدث بالسوءِ عنهم دون تثمين لجهودهم ودورهم البطولي في التصدي لتلك الجماعات المنحرفة.

وهنا تعاني البلدان من الكثير من سلبيات, ولديها ايجابيات ايضاً, فالسلب لابد أن ينقل بصورة النقد للتصحيح على أن لايتناول فئة دون اخرى وعلى ان يصل للمسؤولين بما يخص معاناة الناس والحيف الذي يقع عليهم لذا يجب وضع الاعلام نصب اعيننا فهو المرآة التي تنقل وتوضح طبيعة ومايدور بكل دولة, ولا يمكن التغاضي ايضا عن الدور الحكومي الرقابي المتزن والمتفق مع مبدأ حرية الراي والتعبير وفق ضوابط مهنية عملية تحفظ للجميع حقوقهم..

أحدث المقالات